جاءت أرباح راية القابضة لعام 2008 لتدلل كيف أثرت الأزمة على الطلب على أجهزة الهاتف المحمول فى مصر. تراجعت أرباح راية القابضة،أكبر شركات توزيع المحمول وتقديم خدمات مراكز الاتصال فى مصر، بنسبة 43% خلال عام 2008 لتصل إلى 53.4 مليون جنيه، فيما انخفضت إيراداتها بنسبة ٪4.2 خلال نفس العام لتصل إلى 2.176 مليار. أرجعت ريم أسعد، مدير علاقات المستثمرين بالشركة، الانخفاض إلى أن أرباح 2007 كانت تتضمن ربحا رأسماليا قدره 54.34 مليون من بيع الشركة لحصتها المتبقية فى راية تليكوم إلى فودافون مصر وهو ربح يتحقق مرة واحدة. «أما لو تمت مقارنة الأرباح التشغيلية الناتجة عن إيرادات أنشطة الشركة المختلفة فى العامين سنجد صافى أرباح راية قد ارتفع بنسبة27 % خلال 2008 عن قيمته البالغة 42 مليونا فى2007، تبعا لأسعد. وتشير أسعد إلى أن القطاع التجارى فى الشركة، يضم خدمات التوزيع والبيع والصيانة لأجهزة الهاتف المحمول، قد تراجعت إيراداته بنسبة ٪6 لتصل إلى 1.740 مليار خلال 2008 وهو ما عللته أسعد بتراجع الإنفاق على أجهزة الهاتف المحمول. وتشرح أسعد أن عدد أجهزة الهاتف المحمول المبيعة قد زاد من 2600 فى 2007 إلى 3140 فى 2008 إلا أنها قد تركزت فى الأجهزة الأقل سعرا نتيجة لتأثير الأزمة المالية على معدلات الإنفاق فضلا عن حظر تقديم خدمات النظام الدولى لتحديد الموقع ،المعروفة باسم جى بى إس، فى مصر. كما جاء على لسانها مشيرة إلى أن الهواتف المجهزة لاستخدام هذه الخاصية هى الأعلى سعرا. وكانت مبيعات راية من أجهزة الهاتف المحمول قد تراجعت بنسبة 20 % فى ديسمبر2008 مقارنة بمبيعات نفس الشهر من2007 «ولا توجد حتى الآن أرقام مقارنة لشهرى يناير وفبراير 2009، تبعا لأسعد . وأشارت إنجى الديوانى، محللة قطاع الإنفاق الاستهلاكى فى التجارى الدولى للأوراق المالية، إلى أن التراجع جاء متوافقا مع التوقعات حيث كانت التجارى الدولى قد خفضت توقعاتها بالنسبة لإيرادات وأرباح الشركة خلال الفترة من 2008 2010 بنسب تتراوح ما بين 1318 % نتيجة لتراجع الطلب وشدة المنافسة من قبل أجهزة الهاتف المحمول الصينية ،التى ارتفعت حصتها السوقية إلى٪30 فى ضوء التحول من الهواتف مرتفعة الثمن إلى الرخيصة. كما خفضت التجارى الدولى السعر العادل على المدى الطويل لسهم شركة راية القابضة بنسبة 28% ليصل إلى 6.8 جنيه للسهم ،مقارنة بسعره الحالى البالغ 4.28 جنيه وقت إعداد التقرير فى الأسبوع الماضى. بينما نصحت المساهمين فى الشركة بتقليل استثماراتهم فى الشركة. وكان تراجع الطلب على أجهزة الهاتف المحمول، هو السبب الرئيسى الذى ساقته التجارى الدولى لإجراء التخفيض. وتشير أسعد إلى أن الشركة ستركز فى الفترة القادمة على تنويع مصادر الدخل لديها من خلال مشاريعها الجديدة فى قطاعات بعيدة عن نشاط الاتصالات مثل شركة «رايه ليس» المتخصصة فى تشييد المبانى الذكية، المزودة بأنظمة تكنولوجية عالية التقنية، فضلا عن شراكتها مع شركة إنتير بين الألمانية لتصنيع الزجاج. وراية هى ثمرة اندماج سبع شركات تعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات وتوزيع الهواتف المحمولة فى1999. وتضم أنشطة الشركة ثلاث أنشطة رئيسية وهى خدمات البيع والتوزيع وتملك راية 57 مركزا للتوزيع، تمثل إيراداتها ٪76 من إجمالى إيرادات الشركة وقطاع تكنولوجيا المعلومات فضلا عن مراكز الاتصال من خلال شركة كونتكت. وتمتلك مجموعة فايننشيال القابضة حصة ٪12فى الشركة بينما يمتلك رئيس مجلس إدارتها مدحت خليل وعائلته نسبة٪17مقابل7.3 لعائلة الطويل و15% للقطاع العام بينما تبلغ الحصة المتداولة فى السوق ٪48.7. وقد ارتفعت أسهم الشركة وسط تعاملات أمس بنسبة ٪3 لتصل إلى 4.87جنيه.