عرب وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرج، عن اعتقاده بأن من الخطأ التفاوض حاليا مع روسيا على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا. جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة "فيلت" الألمانية مع شالنبرج على هامش مشاركته في مشاورات لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الاثنين،حول التعامل اللاحق مع روسيا في ظل حربها على أوكرانيا. وفي رد على سؤال حول ما إذا كان يتعين على الغرب أن يحاول الآن أن يبدأ بالتعاون مع كييف في إجراء مفاوضات مع روسيا لوقف إطلاق النار من أجل منع إراقة المزيد من الدماء، قال شالنبرج إنه يعتبر أن الوقت الحالي هو الوقت الخطأ لاتخاذ مثل هذه الخطوة. وأوضح شالنبرج أن موسكو تبدو في الوقت الحالي غير مستعدة للتفاوض، وأن كل ما تريده الآن فقط هو خلق حقائق في ساحة القتال. وردا على سؤال حول ما يمكن للمجتمع الدولي أن يفعله في الوقت الراهن، قال شالنبرج: "يجب أن نواصل دعم أوكرانيا في حربها الدفاعية عسكريا وإنسانيا واقتصاديا، ويجب تنفيذ العقوبات على روسيا بدأب. يجب أن يرتفع ثمن الحرب العدوانية بالنسبة لروسيا بأسرع ما يمكن". وتابع شالنبرج أن الهدف من ذلك هو ردع روسيا ودول أخرى لديها نوايا حرب بالشكل الذي يجعلها تتخلى مستقبلا عن مهاجمة دول ذات سيادة بوحشية في إطار تحولات امبريالية جديدة، وطالب الوزير النمساوي بألا يسود قانون الغاب. وردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن تعود العلاقات مع روسيا في هذا العقد بالشكل الذي كانت عليه قبل بدء الحرب في فبراير 2022، قال شالنبرج إنه يستبعد العودة إلى الوضع السابق، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن يتغير النظام السياسي والقيادة السياسية في روسيا بشكل جوهري بحلول نهاية العقد الحالي. في الوقت نفسه، رأى شالنبرج أن الغرب سيتعين عليه أن يتعايش مع استمرار اضطراب العلاقات مع روسيا بسبب غياب العنصر الأهم في هذه العلاقات ألا وهو الثقة. وقال إن" الغرب وأعني بذلك أوكرانيا أيضا لن يمكنه الوثوق في أن روسيا ستلتزم فعليا بالمعاهدات الموقعة"، ولفت إلى أن روسيا ستظل تهديدا على مدار سنوات عديدة للغاية وقال إن هذا هو السبب في أن أوكرانيا ستكون في حاجة إلى ضمانات أمنية غربية. تجدر الإشارة إلى أن شالنبرج (53 عاما) تولى منصب وزير خارجية النمسا منذ يونيو 2019، كما شغل رجل القضاء منصب المستشار النمساوي في الفترة بين أكتوبر حتى ديسمبر 2020.
