تظاهرت مئات السيدات اليمنيات اليوم الثلاثاء أمام مبنى البرلمان اليمني في العاصمة صنعاء لدعم مشروع يحدد سن زواج الفتاة بحد أدني 18 عام. وتأتي هذة المظاهرات التي دعا إليها الإتحاد العام لنساء اليمن بالإضافة إلي منظمات نسائية أخرى، ردا علي المظاهرات المناهضة للقانون التي نظمت يوم الأحد الماضي وشاركت فيها آلاف النساء بدعوة من الأوساط الإسلامية المحافظة في البلاد. وتمكنت المتظاهرات من مقابلة يحيى الراعي رئيس البرلمان اليمني وأخذ وعد منه بالعمل على سحب الطلب الذي تقدم به عدد من النواب لمناقشة المادة رقم 15 من القانون (الذي يضع حدا أدنى لسن الزواج هو 17 عاما للنساء و18 عاما للرجال). وقال رئيس البرلمان إن المجلس (يتابع هذه المطالب)، وأشار إلى أن المجلس سيبقي على تحديد سن الزواج (ولكن دون فرض عقوبات). وتقول الفتاة نجود محمد علي التي حصلت قبل سنتين على حكم بتطليقها بعدما تم تزويجها في سن 8 سنوات ووثقت قصتها في كتاب، "لجأت إلى المحكمة للحصول على حكم الطلاق بعدما زوجني والدي عنوة لرجل يكبرني ب 20 سنة، كما أنني حضرت اليوم مع النساء لمطالبة مجلس النواب بأن يرفع سن الزواج إلى 17 عاما وبالا يغير القانون". وعلى الجانب الآخر يرى الإسلاميون أن الإسلام لم يحدد سنا للزواج مستشهدين بأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تزوج السيدة عائشة وهي في التاسعة من عمرها. جدير بالذكر أن تزويج الفتيات وهن في سن الطفولة أمر شائع في اليمن الذي تحكمه العصبية القبلية ويحظى فيه الإسلاميون بنفوذ كبير. وكانت هيئة علماء اليمن التي يرأسها عبد المجيد الزنداني رجل الدين المتشدد، أصدرت الأسبوع الماضي بيانا ضد مشروع القانون واعتبر البيان أن تحديد سن الزواج يعني (تحريم ما أباحه الله). ويطلق المجتمع المدني والصحافة على الفتيات اللواتي يتم تزويجهن في سن الطفولة اسم (عرائس الموت) وخصوصا بعدما توفيت فتاة عمرها 12 عاما بينما كانت تضع مولودها الأول في سبتمبر الماضي.