تشد من يقرأها لعالم بعيد.. هكذا هي ألف ليلة وليلة منذ سردتها فتاة حكيمة استطاعة هزيمة السيف بالحكاية؛ لتكون في تلك الحكايات ما يسلي المهمومين عن أحزانهم ويعطي حكمة وعبرة لمن يريد المعرفة تحمل الكثير من الطرائف والعجائب في عالم فريد يعج بالملوك المتصارعين على السلطة والحسناوات اللاتي يتلاعبن بمقاليد الحكم والسحرة والجن وكثير من القصور والبساتين من العصور الغابرة. وتستعرض "الشروق" تلخيصا لحكاية الملك شهريار والملكة شهر زاد أولى حكايات ألف ليلة وليلة. يحكى أن ملكا من ساسان حكم جزر الهند والصين أنجب ابنين أكبرهما وأقواهما شهر يار، والذي خلف أبيه على عرش الهند والصين وأصغرهما شاه زمان، والذي حكم مدينة سمرقند ليظل كل منهما مستقرا في حكمه لنحو 20 سنة. اشتاق شهريار لأخيه شاه زمان؛ فأرسل لطلبه وحين خرج شاه زمان تذكر أنه نسي شيئا ليعود قصره منتصف الليل ليجد زوجته تخونه مع أحد العبيد؛ ليسارع الملك بقتلهما والرحيل لأخيه وهو حزين لما وجد. رحب شهريار بأخيه الذي كان يبدو عليه الحزن والذي اعتذر من شهريار عن الذهاب للصيد معه ليبقى بالقصر وليذهل مما رأى حين وجد زوجة أخيه تنتهز خروجه للصيد لتجمع الجواري والعبيد لتخون زوجها وسطهم مع غلام يدعى مسعود، فعلم شاه زمان أن مصيبته ليست بشيء مقارنة بحال أخيه. وحين عاد شهريار أراه أخيه شاه زمان ما تفعل زوجته، فقرر الملكين ترك البلاد في رحلة لنسيان ما جرى. أراد الملكين الاستراحة عند شجرة قرب البحر ليهولهما ما وجدا من دخان عظيم يصعد من البحر وسطه جني مهيب شديد الطول والعرض، والذي اختبأ منه لحين، جلس وأخرج فتاة باهرة الحسن من صندوق يحمله ليستغرق في النوم عند ركبتيها. أشارت الفتاة للملكين عندما لاحظت وجودهما وهددتهما بإيقاظ الجني إن لم يجعلاها تخون الجني معهما. انصاع الملكين للفتاة، ومن ثم أخبرتهما إنها خانت الجني مع 570 رجلا قبلهما، وأنها استطاعت فعل ذلك رغم أن الجني قد أقفل عليها قمقما بسبعة أقفال. عاد شهريار من رحلته مع أخيه ناقما على كل النساء ليقتل زوجته والعبد، ومن ثم يتزوج في كل يوم فتاة ليقتلها صبيحة اليوم التالي قبل أن تخون ليظل 3 سنوات على ذلك الحال. كان شهريار قد كلف وزيره بجلب الفتيات اللاتي يتزوجهن، ولكن الوزير لم يعد يجد فتيات أخريات ليعود بيته مهموما خائفا من بطش شهريار، ولكن ابنته الكبرى شهرزاد -وكانت قارئة- قد قرأت 2000 كتاب من أخبار الأمم والملوك والشعر لتشير على أبيها بتزويجها للملك لتكون فداء لبنات المسلمين. تزوجت شهرزاد من الملك لتخبره في كل ليلة عن حكاية من حكاياتها، فيأبى الملك قتلها بالصباح؛ ليسمع ما تبقى من الحكاية.
