الحساسية للبيض تأتى فى المرتبة الثانية بعد الحساسية لمنتجات الألبان عند الأطفال. فينشأ تفاعل الحساسية بمجرد دخول بروتين البيض إلى جسم الطفل (خاصة بياض البيض) وهى خاصية ينفرد بها بعض الأطفال دون غيرهم بسبب غير معلوم حتى الآن. المسئول عن أعراض الحساسية هو جهاز المناعة المكلف بحماية الجسم من أى غزو خارجى ميكروبى (باكتريا أو فيروس) إذ يختلط عليه الأمر حيال بروتينات البيض فيعاملها كما لو كانت ميكروبات فيسارع لإنتاج أجسام مضادة لمواجهة ما اعتبره أجساما غريبة. تبدأ خلايا الجهاز المناعى فى دفاعها بإفراز مادة الهيستامين فى الدم والمعروفة بتأثيراتها المختلفة المقصود منها بالطبع محاصرة الجسم الغريب فى كل مكان، العينان والأنف والحلق والجلد والرئة والجهاز الهضمى فتظهر أعراض الاحتقان. رشح الأنف ودموع العين واحتقان الزور والطفح الجلدى وصعوبة التنفس وتقلصات المعدة والأمعاء كلها أعراض لبداية هجمة الحساسية فى مواجهة بروتين البيض الذى يبدو كنيران صديقة جاءت فى غير موعدها لتعلق حربا بلا هدف. رغم أعراضها التى تعانى منها الأمهات أكثر من أطفالهن إلا أنها مشكلة تنحسر مع الوقت إذ غالبا ما تنتهى بين سن الخامسة والسابعة إلا أنها أيضا قد تستمر حتى بدايات فترة المراهقة. لكنها فى النهاية تذهب كما بدأت دون تفسير. تفادى تناول البيض لا يقدم حلا سهلا لما يتبع تناوله من أعراض الحساسية المزعجة للطفل إذ إن البيض يدخل فى مكونات العديد مما يحب الأطفال ولو بشكل غير معلق مثل كل أنواع الجاتوه والبسكويت والمايونيز ولو فى صورة بودرة البيض المجفف. بل ويستخدم فى تحضير اللقاحات المستخدمة للوقاية من الأمراض وآخرها لقاح الإنفلونزا بأنواعها. لذا فالتنبه لمكونات طعام الطفل المصاب بحساسية البيض أمر مهم للوقاية من أعراضها أو العلاج فى حالة البعض لها بطريق الخطأ. من مضادات الهستامين وتناول السوائل بكثرة والالتفات لأماكن الطفح الجلدى إذا حدث للاحتفاظ بها جافة.