يستعد نشطاء من اليمن الإسرائيلى المتطرف لتنظيم مسيرة فى حى سلوان بالقدس، ما يهدد بإشعال المدينةالمحتلة التى سادها هدوء حذر خلال اليومين الماضيين بعد مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطينى وقوات الاحتلال الثلاثاء الماضى، غداة افتتاح كنيس «الخراب» اليهودى على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى. فبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس، صادقت شرطة الاحتلال على المسيرة، التى يشارك فيها 70 ناشطا وتتحرك لمسافة 400 متر فقط بعد أن كان نشطاء اليمين يريدون أن يسيروها لمسافة كليومترين فى الحى ذى الأغلبية العربية. وطلبت الشرطة من المستوطنين الذى يملكون أسلحة مرخصة أن يشاركوا بدون أسلحتهم فى المسيرة التى تقام وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة مع تحول القدس منذ أيام إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. وقال الناشط اليمنى المتطرف باروخ مارزيل للصحيفة: إن «هدفنا من المسيرة هو هدم 261 منزلا فلسطينيا بنيت بشكل غير قانونى فى حى سلوان»، مشددا على ضرورة تطبيق القانون على منازل الفلسطينيين كما يطبق على منازل المستوطنين. ولليوم الثانى ساد القدس حتى عصر أمس هدوء حذر إلا من بعض الحوادث، إذ رشق شباب فلسطينى عدة سيارات إسرائيلية بالحجارة قرب قرية حزمة شمال المدينة؛ ما أسفر عن أضرار ببعضها دون وقوع إصابات، على حد قول إذاعة «صوت إسرائيل». وأصيبت سيدة إسرائيلية صباح أمس بجروح طفيفة إثر تعرض سيارتها للرشق بالحجارة قرب قرية العروب فى الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. فيما واصلت قوات الاحتلال حملات المداهمة والاعتقال بحق الشباب المقدسى الذى شارك فى مواجهات افتتاح كنيس «الخراب»، الذى يعتبره متطرفون يهود بداية إعادة بناء هيكلهم الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى. هذه الأجواء المشحونة فى القدس تتزامن مع خلافات أمريكية إسرائيلية حول استمرار الاستيطان فى المدينةالمحتلة، خاصة ال1600 وحدة التى أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو عنها خلال زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى إلى إسرائيل الأسبوع الماضى، ما فجر غضبا أمريكيا. وفى مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية مساء أمس الأول، قال الرئيس أوباما إن علاقات البلدين لا تمر بأزمة رغم الخلافات حول البناء فى القدس، مشددا على أن إسرائيل تعد إحدى أقرب الدول الحليفة للولايات المتحدة، وهناك علاقة خاصة بين البلدين لن تتلاشى، غير أن العلاقات بين الأصدقاء تشهد أحيانا خلافات، وفى هذه الحالة هناك خلافات بيننا حول سبل دفع عملية السلام. وأكد الرئيس الأمريكى أن ما قام به وزير الداخلية الإسرائيلى من الإعلان عن الوحدات الاستيطانية الجديدة لم يساعد عملية السلام، وقد أقر نتنياهو بذلك وقدم اعتذارا، مشددا على ضرورة التركيز على استئناف عملية السلام. وحول مراسم تدشين كنيس «الخراب» فى البلدة القديمة بالقدس، قال الرئيس أوباما إنه مثلما استنكرت إدارته خطط البناء الإسرائيلية داخل الخط الأخضر (الأراضى المحتلة عام 1948) استنكرت أيضا المظاهرات الفلسطينية العنيفة فى الضفة والقدس فى أعقاب تدشين هذا الكنيس. وفى نفس يوم المسيرة المتطرفة فى حى سلوان، يتوجه نتنياهو إلى واشنطن للمشاركة فى المؤتمر السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، إحدى أقوى جماعات الضغط اليهودية فى الولاياتالمتحدة. وبحسب «صوت إسرائيل»، فإن إدارة أوباما تفكر فى عدم ترتيب لقاءات لنتنياهو مع بايدن أو وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون إذا لم يحمل ردودا على المطالب الأمريكية لحكومته، ومنها إلغاء قرار بناء ال1600 وحدة استيطانية، واتخاذ خطوات تظهر حسن النية تجاه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى رفض بدء المفاوضات غير المباشرة، احتجاجا على استمرار الاستيطان فى القدس. بموازاة التحركات الأمريكية، التقت وزير خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى القدسالمحتلة صباح أمس، وزارت بعدها قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث التقت المسئولين عن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قبل التوجه إلى رام الله للتباحث مع المسئولين الفلسطينيين.