أصدرت مؤسسة القدس الدولية أمس الثلاثاء تقريرا استراتيجيا بعنوان "القدس 2010 مشروع التهويد في ذروته" والذي تؤكد فيه بحسب المؤسسة أن عام 2010 هو عام حسم مصير القدس كعاصمةٍ يھوديّة السكان والدين والثقافة. وتعد العوامل التي دفعت بقضية القدس إلى صدارة أولويات الاحتلال كثيرة كما يرى التقرير، منھا ما ھو سياسي يتعلق بانعدام الرؤية المستقبلية والتنافس بين الأحزاب المختلفة، ومنھا ما يتعلق بطبيعة الدولة ونظرة المجتمع لھا وثقتھ بقدرتھا على الاستمرار بعد فشلھا في حربي لبنان وغزة، وفشلھا في حسم مصير المدينة بعد مرور 43 عاما على احتلالھا، ومنھا أسباب دينية متعلقة بتغير نظرة المتدينين اليھود إلى المسجد الأقصى الذي يزعمون أنھ "جبل المعبد"، وتغير نظرة المجتمع اليھودي بكاملھ إلى أھمية بناء "المعبد الثالث" ودوره في حياة الشعب اليھودي واستمراره. وترى مؤسسة القدس الدولية أن الأحداث في القدس خلال عام 2010 ستشھد تطورا جذريا، على عدة مستويات يحددها التقرير كما يلي: أولا: على مستوى الهوية الدينية حيث يؤكد التقرير وجود محاولات حقيقية لتقسيم المسجد الأقصى بشكلٍ دائم، بحيث تقتطع ساحاتھ الجنوبية الغربية لتخصص للمصلين اليھود، وذلك بالتزامن مع استكمال مشروع "المدينة اليھودية المقدسة" أسفل المسجد الأقصى ومحيطھ، من خلال افتتاح عدد من مواقع الحفريات التي وصل فيھا العمل إلى مراحلھ النھائية، خصوصا في الجھة الجنوبية للمسجد، من المتوقع أن يبدأ المحتل بمشاريع بناء إضافية تعزز وجوده الديني في المدينة قد يكون أبرزھا كنيس "قدس النور" الذي كان مخطط "أورشليم أولاً" قد تحدث عنھ في عام 2008 ، ويفترض أن يقام فوق المحكمة الإسلامية الملاصقة للسور الغربي للأقصى. ويؤكد التقرير الصادر عن مؤسسة القدس الدولية أن الأوقاف المسيحية ليست بحال أفضل من المباني والأوقاف الإسلامية حيث هناك استمرار لمحاولات الاستيلاء على الأوقاف المسيحية وخصوصا أملاك الكنيسة الأرثوذكسية في البلدة القديمة، ومن المتوقّع أن تكون أبرز التطورات في ھذا الإطار بت محاكم الاحتلال في قضية ساحة عمر بشكل نھائي وتثبيت ملكيتھا للشركات الاستيطانية، ولن يكون من المفاجئ أيضا بحسب التقرير أن يتم الكشف عن صفقات تسريب أملاك جديدة صادق عليھا البطريرك ثيوفيلوس والمجمع المقدس خلال الفترة السابقة. ثم يستكمل التقرير رؤيته الاستراتيجية حيث يتحدث عن معركة السكان التي ستشھد بدورھا تصعيدا مماثلا، من عدة نواحٍ أبرزھا تصاعد وتيرة سحب الھويات بشكل كبير، وتفعيل ھذا السلاح كوسيلة ناجحة للتخلص من أكبر عدد ممكن من السكان. وبحسب التقرير أيضا، تكثيف محاولات الترويج للقدس كمركز سكني في محاولة لتعديل ميزان الھجرة اليھودية العكسية من المدينة، و سيكون ھذا الأمر محور اھتمام بلدية الاحتلال خلال ھذا العام، أما أبرز ما يتوقع في معركة الأرض، فھو احتمال تعديل الحدود البلدية للقدس لتتطابق مع حدود الجدار، ليدخل بذلك نحو 163 كلم 2 إلى مساحة القدس الأصلية ويسكنھا أكثر من 69,900 مستوطن يھودي. ثم يتطرق التقرير إلى المعركة الثقافية، حيث يتوقع أن تشھد نشاطا يتركز في محاولة تنفيذ تھويد أسماء معالم وأحياء البلدة القديمة بشكل كامل، كما أقرت خلال سنة 2009 ثم بدء أعمال "الترميم وإعادة التصميم" في باب العامود أھم أبواب البلدة القديمة شمالا لتغيير طرازه المعماري وإخراجھ بشكل جديد وفق "الطراز الھيرودياني". وتختم مؤسسة القدس الدولية تقريرها بمجموعة من التوصيات للتعامل مع ما أسمته الأخطار المتوقعة في عام 2010 منها توفير الدعم المادي للمقدسيين واتخاذ موقف موقف سياسي عربي داعم لهم، كما تدعو إلى سحب المبادرة العربية للسلام وضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وتكثيف الاهتمام الإعلامي للقدس.