في البداية كانوا نشطاء حماية البيئة وجماعات السكان الأصليين والآن مسئولو القطاع المالي في الصين هم من تجري مقارنتهم بالأبطال ذوي البشرة الزرقاء لفيلم الإنتاج الضخم "أفاتار". ففي مقال نشرته اليوم الخميس صحيفة تشاينا ديلي تحت عنوان "مثل النافي نحن سنقرر .. شكرا"، هاجمت الصحيفة الرسمية منتقدي سياسة العملة الصينية عاقدة المقارنة بينهم وبين الشركة الجشعة التي كانت تدمر الكوكب باندورا في ملحمة جيمس كاميرون ثلاثية الأبعاد. وكتبت المعلقة لي شينج: "الضجة المفتعلة في الولاياتالمتحدة بشأن تقييم الصين لليوان لا تذكرني على هذا النحو سوى بمشهد في أفاتار يستعد فيه الجنود من الأرض لتدمير شجرة الأرواح في باندورا". لكن لي شينج أقرت بأن الولاياتالمتحدة لا تحشد أي قوات. وقالت: "في أفاتار المعتدون الذين يهتفون بصيحة (الإرهاب في مقابل الإرهاب) ... معظمهم جنود. الائتلاف الذي يضغط على الصين لإعادة تقييم عملتها أكثر تعقيدا". وبلغت سنوات من شكاوى واشنطن - بشأن ما تقول إن اليوان مسعر رسميا بأقل من قيمته الحقيقية- نبرة أعلى هذا الأسبوع، عندما بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي مناقشة مشروع قانون يحظى بتأييد واسع يهدد بفرص رسوم على البضائع الصينية. ولم تكن التصريحات محل ترحيب في الصين حيث يلوم المسئولون سوء الإدارة في واشنطن وول ستريت، على الأزمة الاقتصادية العالمية، ويقولون إن الضغوط بشأن عملتهم هي محاولة لجعل الآخرين يسددون فاتورة الأخطاء الأمريكية. وأضافت لي: "مثل شعب النافي، لا تقبل الصين التعرض للتهديد تلو التهديد من جانب نفس الدولة التي دفعت بالعالم إلى حافة الانهيار الاقتصادي. قادة الصين وكثير من الاقتصاديين يعتقدون أن تقييم اليوان مسألة سيادية". كان رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو نفى يوم الأحد أن يكون اليوان مقوما بأقل من قيمته الحقيقية مضيفا أن حكومته ترفض "تسييس" القضية. وخلصت تشاينا ديلي في مقالها إلى أنه "مثل الغزاة القادمين من الأرض والمبعدين عن باندورا ... ينبغي على الرئيس باراك أوباما أن يبحث عن حلول لمشاكلهم في الداخل".