«يشرفنى الغناء فى دار الأوبرا المصرية، لكن دار الأوبرا لم توجه لى الدعوة طوال السنوات الماضية، وأرجوا أن تسألوا المسئولين وتخبرونى لأننى مشتاق لمعرفة الأسباب». كانت هذه هى إجابة الفنان اللبنانى زياد رحبانى عن سؤال «الشروق» حول أسباب ظهوره فى مصر من خلال مسرح ساقية الصاوى الذى لا يستوعب عددا كبيرا من المشاهدين، وليس عبر دار الأوبرا، خاصة ان جمهورا كبيرا حاول حضور حفله الأول فى القاهرة. السؤال فتح الباب أمام عشرات من علامات الاستفهام، خاصة تأكيدا آخر لزياد بأنه لم يتلق أى اتصال من المسئولين فى دار الأوبرا المصرية أثناء وجوده فى القاهرة، ولا حتى دعوة لزيارة الأوبرا. عمرو صلاح رئيس مهرجان الجاز قال إنه لم يواجه أى صعوبة فى دعوة زياد رحبانى، وانه وجده مرحبا بالمشاركة فى المهرجان. المفاجأة التى يفجرها عمرو صلاح هى أنه دخل فى مفاوضات مع الأوبرا لإقامة المهرجان على مسارحها، «وكان الدكتور عبدالمنعم كامل متحمسا جدا للمهرجان ولكن للأسف الأوبرا فهمت المهرجان بشكل خاطئ، وحاولوا التعامل معه على أنه حدث تجارى وليس نشاطا ثقافيا، وكانوا مهمومين بالعائد المادى للمهرجان وطرق احتساب نصيبهم». يضيف صلاح أنه صرف 20 ألف جنيه على المهرجان «من جيبه»، بعد أن تخطت مصروفات المهرجان 600 ألف جنيه، وكنا قد رصدنا هذا كميزانيه للمهرجان، والأوبرا لديها لوائح فيما يتعلق بالتعامل مع الرعاة والقنوات الفضائية، يصعب التعامل معها فى ظل مشروع لا يهدف أصلا للربح. الاتفاق المبدئى بين المهرجان والأوبرا حدث بالفعل، كما يقول د. رضا الوكيل رئيس الإدارة المركزية للأوبرا، وكان يقضى بأن تتولى الأوبرا تجهيز مسرح فى ساحاتها يسع 10 آلاف مشاهد، على أن تتولى كل تجهيزات الحفل، وبيع التذاكر والتأمين والدعاية والتغطية الإعلامية، وفى المقابل تتولى إدارة المهرجان التعاقد مع الفرق والفنان، وتوفير تذاكر السفر والتنقلات والإقامة لهم، على أن يتم اقتسام صافى الدخل بنسبة 50% لكل منهما، بعد حساب الضرائب». أكثر من هذا تم إدراج عروض المهرجان بالفعل على جداول الأوبرا، قبل أن يتم رفعها بعد الاعتذار الرسمى الذى تقدم به رئيس المهرجان عن «عدم إمكان استكمال المشروع بالشكل المتفق عليه». وأوضح د. رضا الوكيل أن عمرو صلاح رئيس المهرجان كان يراهن على توفير بنود الإقامة وتذاكر السفر من خلال مجموعة من الرعاة الرسميين لحفلات المهرجان، ولكنه لم يستطع توفير الرعاية التى تغطى تلك النفقات فقرر الانتقال بمشروعه لساقية الصاوى التى وفرت له رعاة لرعاية المشروع. ونفى الوكيل بشدة أن تكون الأوبرا قد طلبت أى أموال من إدارة المهرجان نظير استضافة حفلاته، مشيرا إلى أن إدارة الأوبرا كانت متمسكة بإقامة المهرجان على مسارحها فى ضوء التصور الذى تقدم به عمرو صلاح ولكن لم يكن ممكنا أن تتحمل الأوبرا كل النفقات ثم تقتسم صافى الدخل مع إدارة المهرجان. وأكد أن فى الأوبرا نظما إدارية ولوائح فى حكم القانون لا يمكن تجاوزها ومنها الأمور المتعلقة باستخدام الأوبرا فى الدعاية والإعلان، وكذلك دخول الكاميرات التليفزيونية لقاعات العرض. وزياد؟ قال رئيس البيت الفنى إن زياد زار مصر ليشارك فى مهرجان الجاز، ولم يكن متعاقدا مع الأوبرا، مشيرا إلى أن مسارح الأوبرا كلها كانت مشغولة بعروض فى نفس فترة وجود زياد فى القاهرة، ولكنه فى نفس الوقت أكد إمكان وجود تعاون معه فى المستقبل خاصة، «ربما ندعو زياد للأوبرا فى مواسم قادمة».