هيا بنا نبدأ رحلة المونديال.. إذ تنطلق اليوم مباريات المرحلة النهائية والحاسمة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وفي الوقت الذي يلعب فيه منتخب الجزائر أولى مبارياته في التصفيات خارج ملعبه أمام رواندا في كيجالي ضمن المجموعة الثالثة في مباراة يتابعها الجهاز الفني لمنتخب مصر قبل لقاء "الفراعنة" مع زامبيا غدا ، فإن أمل مشجعي كرة القدم في الكاميرون ونيجيريا والمغرب وغيرهم من "الكبار" هو تعويض الإخفاق الذي تعرضت له معظم الفرق الكبيرة في تصفيات كأس العالم 2006 بألمانيا ، وهو المونديال الذي غابت عنه كل من مصر والمغرب والكاميرون ونيجيريا. فهذا المنتخب النيجيري – على سبيل المثال - يحتاج إلى تحقيق مفاجأة كبيرة إذا كان أمله وأمل مشجعيه هو الوصول للنهائيات في جنوب أفريقيا في ظل المنافسة الشرسة التي يواجهها في المجموعة الثانية بهذه المرحلة من التصفيات الحالية ، فلن تقتصر مهمة المنتخب النيجيري على التغلب على نظيريه الكيني والموزمبيقي في إطار منافسات المجموعة ، بل سيكون الفريق بحاجة إلى التفوق على نظيره التونسي الذي تأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم في الدورات الثلاث الماضية. ويستهل المنتخب النيجيري بقيادة مديره الفني شعيبو أحمدو مسيرته في هذه المرحلة من التصفيات غدا - الأحد - عندما يحل ضيفا على نظيره الموزمبيقي. ويدرك المنتخب النيجيري جيدا أن أي نتيجة سوى الفوز على نظيره الموزمبيقي في مابوتو سيضاعف الضغوط الواقعة على الفريق. أما المنتخب التونسي "نسور قرطاج" فيحل ضيفا على نظيره الكيني في العاصمة نيروبي في مباراة حشد لها المدير الفني البرتغالي كوكبة من نجوم تونس المحترفين في أوروبا ونجوم الداخل أيضا ، ولكن تركيز التوانسة لن يكون على كينيا أو موزمبيق بقدر ما سيكون على مباراتي نيجيريا ، باعتبار أن المنافسة الحقيقية في المجموعة ستكون بين هذين العملاقين ، مع الوضع في الاعتبار أن فوز المنتخب التونسي خارج ملعبه – كما اعتاد دائما - هو بداية المشوار الحقيقي نحو التأهل. ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب الكاميروني ، لأن فشل "الأسود" في الوصول لنهائيات كأس العالم الماضية كان بشكل مأسوي أكبر أمام مصر في المباراة الأخيرة من التصفيات ، حيث أصيب مرمى الفريق بهدف تعادل "كارثي" من محمد شوقي ، قبل أن يحصل الفريق على ضربة جزاء كان بإمكانه التأهل إلى النهائيات من خلالها إذا سجل بيير وومي هذه الضربة ، ولكنه أهدرها بغرابة ، ليتأهل المنتخب الإيفواري إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخه على حساب أسود الكاميرون! ويستهل المنتخب الكاميروني مسيرته في هذه المرحلة من التصفيات عندما يحل ضيفا على نظيره التوجولي اليوم في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الأولى. ويقود المنتخب الكاميروني حاليا الثعلب الألماني العجوز أوتو فيستر الذي سبق له أن قاد المنتخب التوجولي نفسه في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا. وأثار اختيار أوتوفيستر لتدريب المنتخب الكاميروني جدلا واسعا ، ولذلك فإن أي نتيجة سوى الفوز في مباراة اليوم ستفتح مجددا الجدل بشأن مستقبله مع الفريق. ويواجه المنتخبان الكاميروني والتوجولي اختبارا صعبا في محاولتهما للتأهل إلى النهائيات ، حيث تضم المجموعة الأولى معهما أيضا المنتخب المغربي الذي يستضيف نظيره الجابوني ضمن المباراة الثانية بالمجموعة. ويقود منتخب توجو "معنويا" النجم إيمانويل أديبايور لاعب الأرسنال الذي تم استدعاؤه إلى المباراة رغم إصابته ، لمجرد إعطاء دفعة نفسية للاعبيه ، ولكن مشاركته في هذه المباراة قد تكون كارثة بالنسبة إلى أرسين فينجر المدير الفني للأرسنال! وفي المجموعة الثالثة ، يحل منتخب الجزائر ضيفا ثقيلا على نظيره الرواندي في مباراة استعد لها الجزائريون جيدا ، ولكن مع تركيزهم على مباراتهم الثانية الأكثر أهمية أمام مصر في البليدة. وتسود الأوساط الكروية الجزائرية مشاعر واثقة تجاه الفوز على رواندا وتصدر المجموعة منذ البداية على حساب المنتخبين المصري والزامبي اللذين سيلتقيان غدا في استاد القاهرة ، بدليل أن عناوين الصحف الجزائرية الصادرة أمس خرجت بعناوين تهيء الرأي العالم ليس إلى الفوز على رواندا فقط ولكن للتأهل إلى المونديال ، وكان من بين هذه العناوين "لا عذر لسعدان وأشباله أمام رواندا" ، في إشارة إلى رابح سعدان المدير الفني ل"الأخضر" ، بينما كان آخر تصريح من سعدان تصالحيا للغاية حيث توسل إلى اللاعبين غير المختارين في التشكيلة الأساسية إلى قبول اختياراته بصدر رحب "لما فيه صالح الوطن"! وفي غضون ذلك ، أظهر استطلاع للرأي العام الكروي الجزائري أجرته صحيفة "الشروق" الجزائرية أن نسبة 61,76% من الجزائريين يتوقعون فوز فريقهم الأخضر في المباراة. وكان محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم أكثر هدوءً إذ وجه تحذيرا شديد اللهجة بمعاقبة أي لاعب جزائري يعترض على التحكيم اليوم ، وهو ما يعني أنه يدرك جيدا دور الانصياع إلى القرارات التحكيمية والتزام الهدوء والبعد عن الضغط النفسي في مباراة كهذه خارج الجزائر. وفي المجموعة الرابعة ، يسعى المدرب الإنجليزي ستيفن كونستانتين ، الذي تولى تدريب المنتخب السوداني قبل نحو شهر ، إلى تحقيق الفوز على ضيفه منتخب مالي اليوم في بداية مباريات الفريقين بالمجموعة. وأوضح كونستانتين الذي تولى في الماضي تدريب منتخبات الهند ونيبال ومالاوي أن منتخبي مالي وغانا هما الأكثر ترشيحا للمنافسة على بطاقة هذه المجموعة إلى النهائيات. ولكنه قال أيضا "ولكن أربعة من المنتخبات الأفريقية الخمسة التي تأهلت لنهائيات كأس العالم الماضية كانت من الوجوه الجديدة على البطولة". وأضاف "قيادة المنتخب السوداني إلى النهائيات سيكون نجاحا خاصا للغاية ، ونحن الآن على بعد ست مباريات من كأس العالم"! وفي المباراة الثانية بالمجموعة ، يستضيف المنتخب الغاني منتخب بنين غدا الأحد. ولا يتوقع أحد أن يحقق منتخب مالاوي أي نتيجة إيجابية عندما يحل ضيفا على نظيره الإيفواري الأحد ضمن المجموعة الخامسة ، حيث سيمثل ذلك مفاجأة من العيار الثقيل. وقال البوسني وحيد خاليلوديتش المدير الفني للمنتخب الإيفواري في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة أبيدجان إنه طالب لاعبيه بعدم الاستهانة بمنافسهم. وأضاف : "المباراة لن تكون بالتأكيد نزهة ، أؤكد ذلك. العديد من الناس سعتبرون منتخب مالاوي هو الفريق الأضعف في مجموعتنا .. لكنني لا أبالي بذلك .. منتخب مالاوي لديه إمكانيات مستترة مما يعني قدرته على تحقيق المفاجأة ، وهو ما سأطالب اللاعبين بتوخي الحذر منه". أما المباراة الثانية في المجموعة فتجمع بين منتخبي بوركينا فاسو وغينيا في العاصمة البوركينية واجادوجو. جدير بالذكر أن المنتخب الذي سيحتل المركز الأول في كل مجموعة في نهاية التصفيات سيتأهل إلى النهائيات مباشرة ، بينما يشارك منتخب جنوب أفريقيا في النهائيات مباشرة بصفته ممثل الدولة المنظمة. وفي الوقت نفسه ستتأهل المنتخبات التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى في كل مجموعة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية القادمة والتي تستضيفها أنجولا مطلع العام المقبل.