تلقى جيش كوريا الشمالية 30 راجمة صواريخ مدفعية من طراز KN-25 عيار 600 مللي، التي تعد أقوى منظومة مدفعية صاروخية في العالم، وظهر ذلك في احتفالات الجيش بأول أيام العام الجديد، التي حضرها زعيم الدولة وقائد "حزب العمال الكوري" الحاكم، كيم جونج أون. وقالت مجلة "ميليتري ووتش" إن قطع المدفعية الجديدة KN-25 هي الأقوى عالميا نظرا لقدرتها على إصابة أهداف على بعد 400 كيلومتر، لافتة إلى أنها قادرة على حمل رؤوس نووية، كما أن قدرتها تفوق راجمات الصواريخ الصينية من طراز PCL191. وأشارت إلى أن المدى البعيد لصواريخ المنظومات الكورية الشمالية الجديدة يمكنها من ضرب أهداف على مدى أبعد من العديد من نوعيات الصواريخ الباليستية، كما أن بمقدورها ضرب أهداف وتحييدها على نحو يفوق ما تحققه الصواريخ الباليستية الأكثر تكلفة. وقال كيم أثناء الاحتفالية إن قطع المدفعية الجديدة بوسعها ضرب أهداف في أرجاء كوريا الجنوبية حيث تحتفظ الولاياتالمتحدة بحضور عسكري واسع يقترب من 30 ألف جندي، وفي حال اندلاع أعمال عدائية في شبه الجزيرة الكورية فإنه من المتوقع أن تصبح القواعد الجوية ومراكز القيادة أهدافاً ذات أولوية قصوى لتلك الراجمات. المعروف أن كوريا الشمالية تضم أضخم قوات مدفعية على مستوى العالم وتعد صاحبة أكبر ترسانات للصواريخ الباليستية عالميا، ولاسيما في ضوء تراجع أعداد الصواريخ الباليستية الروسية جراء عملياتها العسكرية الأخيرة الدائرة على الأراضي الأوكرانية. كانت مصادر أمريكية تكهنت بأن كوريا الشمالية تزود روسيا بطلقات وذخائر مدفعية، فيما تذهب بعض التكهنات بأن مدفعية KN-25 والأخف منها KN-09، ربما سلمتها بيونج يانجلروسيا بما يتيح للأخيرة قدرات هجومية أكثر تفوقاً من تلك التي تملكها موسكو في ترسانتها. يقول الخبراء العسكريون إن المدفعية تلعب دورا محوريا في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما برهن على سلامة عقيدة كوريا الشمالية القتالية التي ركزت منذ أمد بعيد على امتلاك تلك النوعية التسليحات وتطويرها. وتنظر دوائر استراتيجية إلى سلاح المدفعية لدى كوريا الشمالية باعتباره تعويضا عن افتقار تلك الدولة لسلاح طيران هجومي متطور، في ضوء العقوبات الأممية المفروضة على التسليح منذ عام 2006، وهو ما يمنع نظام بيونج يانج من شراء نوعيات متطورة من الطائرات الحربية المقاتلة من الصينوروسيا.