قال مصدر ألمانى فى برلين إن هناك تقدما مستمرا فى تعافى الرئيس حسنى مبارك من العملية الجراحية التى خضع لها فى مستشفى هايدلبرج الجامعى السبت الماضى لاستئصال المرارة. «الرئيس المصرى يتعافى من آثار العملية الجراحية بصورة طيبة مما قد يمسح بمغادرته المستشفى خلال (فترة وجيزة) والتوجه مركز للاستشفاء (ربما) فى بادن بادن» فى جنوبألمانيا. الموقف سيتم تقريره، حسبما أضاف المصدر نفسه، بالاتفاق بين الفريق الطبى المعالج للرئيس وأسرته. ورفضت مصادر رسمية مصرية فى ألمانيا التعليق على الأمر، كما لم يتسن الحصول على تعليق رسمى من القاهرة لحين مثول الجريدة للطبع. فى الوقت نفسه بدا الانطباع السائد باستقرار صحة الرئيس وتعافيه المستمر من آثار العملية الجراحية واضحا فى تراجع اهتمام الرأى العام المصرى بأخبار مرض الرئيس. وفى عدد من سلاسل المقاهى الدولية فى الضواحى الراقية للقاهرة، قال أكثر من نادل إن حديث رواد المقهى عن صحة الرئيس تراجع بصورة ملحوظة. «فى الأيام الأولى كنت أسمع اسم الرئيس يتردد وأخبار صحته على لسان الكثير من العملاء طوال الوردية (9 ساعات) أما الآن فأنا لا أكاد أسمع اسمه على الإطلاق،» هكذا قال نادل بأحد المقاهى فى ضاحية المعادى. وفى ضاحية مصر الجديدة، قال نادل آخر «فى الأول كانت الناس بتسأل عن الجرائد علشان تعرف أخبار الرئيس لكن خلاص الأمور رجعت عادى». أما فى بولاق والعباسية وعابدين وهى مناطق تجمع للطبقة المتوسطة الصغرى والطبقة العاملة بالعاصمة قال عاملون وأصحاب مقاهٍ أيضا إن القلق حول أخبار الرئيس يتراجع. الأمر من وجهة نظر العاملين فى هذه المقاهى يرتبط بسابق التجربة حيث ذهب الرئيس من قبل للعلاج فى ميونيخ فى عام 2004 وأجرى عملية جراحية وعاد بعدها وترشح للرئاسة ومضت الأمور فى طريقها العادى. من ناحية أخرى تراجعت المساحة المخصصة فى الصحف العربية إجمالا لأخبار صحة الرئيس. وعلى عكس الأيام الأولى التى كان فيها خبر صحة الرئيس واردا فى الصفحات الأولى لعدد من الصحف العربية الرئيسية فى المشرق والمغرب العربى وفى منطقة الخليج فإن الخبر غادر الصفحة الأولى وانتقل إلى صفحة الشئون العربية. «الأنباء تبدو مطمئنة وبالتالى فلا مكان لأنباء يومية عن صحته على الصفحات الأولى»، هكذا قال صحفى أردنى، مشترطا عدم نشر اسمه. وأضاف: «فى ضوء الأحداث فى القدس وقصة الاستيطان والأنباء المحلية التى تهم القارئ فإن أخبار صحة مبارك ليست أولوية مع الاحترام بالتأكيد لدور مصر ولشخص رئيسها». بينما قالت صحفية لبنانية ل«الشروق» إن الصحافة فى بلادها «منشغلة بالهم الداخلى والخشية من تهديدات إسرائيلية محتملة حول لبنان». وأضافت أن ما يهم الصحافة العربية عموما فى مصر هو «قصة توريث» الحكم المحتمل من الرئيس مبارك إلى نجله الأصغر جمال مبارك «وهذه القصة لا يبدو فيها جديد حتى إشعار آخر».