شهدت الساحة الإعلامية فى مصر خلال الأسبوع الماضى حالة جدل لم تهدأ ولم تتوقف حتى الآن بعد قرار محكمة القضاء الإدارى بإيقاف كل برامج الكابتن أحمد شوبير على قنوات الحياة، وهو القرار الذى وصفه المستشار مرتضى منصور بأنه قرار تاريخى. بعد أن استطاع إسقاط خصمه اللدود من على الشاشة بحكم محكمة، فلم يكن أحد يتوقع أن تنتهى المشكلات المثارة بين الإعلامى والمستشار إلى حد نجاح الأخير فى الحصول على حكم محكمة بإيقاف عرض البرامج بل والتهديد بإيقاف بث قناة الحياة فى حالة عدم استجابة المسئولين فيها بحكم المحكمة، وكان أغلب الظن أن «منصور» سينجح فى الحصول على غرامه مادية كبيرة أو الحصول على حكم بحبس شوبير لكن كانت فكرة إيقاف برامجه بعيدا عن الأذهان وأثار حالة من القلق بين المراقبين والعاملين فى الحقل الإعلامى خشية أن يكون هذا القرار بداية لإيقاف برامج أخرى خاصة أن كثيرين يسيرون على نفس درب شوبير! ويعد الإعلامي علاء صادق مقدم برنامج «ظلال وأضواء» على قناة نايل سبورت من أكثر مقدمى البرامج إثارة للجدل بسبب خوضه فى قضايا ساخنة بشكل مستمر على من يراه من وجهة نظره مخطئا، مما يجعل الكثيرين يعتقدون أن الدور القادم سيكون على «صادق»، وفى حديثه معنا ظل علاء صادق ثابتا على موقفه وهو يقول: «أنا من أشد المتعصبين لحرية الرأى مهما كان الرأى قاسيا طالما بعيد عن التجريح». ورفض صادق أن يكون لقرار المحكمة أى تأثير على عمله مستقبلا عندما قال: «أنا لا أخشى أى شىء ولم يقلقنى بالمرة هذا القرار ولا أعتقد أنه سيكون له أى تأثير مستقبلى، على عملى أو على أسلوبي فى تقديمى للبرامح خاصة أننى متمسك بمبدأي حتى آخر لحظة حتى لو كانت النتيجة أن يتم إيقاف البرنامج أو أرحل من القناة، وقد سبق وفعلتها من قبل، ولدى استعداد لأفعلها مرة أخرى». وردا عن اتهامات البعض له بأنه يتجاوز المعايير الإعلامية بإعلانه المستمر عن آرائه الخاصة فى القضايا المثارة والنيل من خصومه من خلال برامجه قال «أنا لا أتحدث من فراغ ولدى ما يؤيد وجهة نظرى فى كل كلمة أقولها بالبراهين كما أنه لدى من الخبرة والعلم ما يؤهلنى للإعلان عن رأيى فى القضايا التى أتعرض لها». أما كابتن خالد الغندور مقدم برنامج «الرياضة اليوم» على قناة دريم فيرى أنه على المخطئ أن يتحمل عواقب أخطائه وأن الإعلامى الذى يحول برامجه إلى ساحة معركة لينال من أعدائه ويتجاهل الأخلاق الإعلامية ويتفوه بألفاظ بذيئة فلابد أن يعاقب. ورفض الغندور أن يأتى اسمه ضمن قائمة المهددين بوقف برامجهم وقال: «أحترم ضيوفى مهما كان موقفهم منى وتشهد الأزمة الأخيرة التى وقعت بين وسائل الإعلام المصرى والجزائرى أننى تعاملت بمهنية ولم أنساق وراء الهوجة». ودفع الغندور عن نفسه تهمة استخدام برنامجه فى الهجوم على أعدائه وقال «عندما يشكك زميل فى برنامج آخر فيما أقدمه من معلومات ببرنامجى، فلابد أن أرد عليه وإلا فقدت مصداقيتى أمام جمهورى، ومن حقى أيضا أن أقول وجهة نظرى فى كل ما يثار على الساحة، وأن أوجه اتهاماتى، ولكن فى المقابل أنا ملزم بإتاحة الفرصة لمن أتهمه بالدفاع عن نفسه، وعرض وجهة نظره وبهذا فأنا لا أخترق معايير العمل الإعلامى». أما برنامج «48 ساعة» الذى يذاع على قناة المحور، والذى يرى البعض أنه وقع فى المحظور عندما انحرفت بعض الحلقات عن مسارها واستغل مقدما البرنامج منبرهما فى النيل من خصومهما كما حدث فى حلقة رجل الأعمال الهارب أشرف السعد حيث تم قطع الاتصال به وشن مقدم البرنامج سيد على هجوما ضاريا عليه فكان السؤال هل يؤثر هذا القرار على أسلوب مقدمى 48 ساعة خشية أن يأتى اليوم ويزين اللون الأسود شاشة المحور؟ ويرد سيد على على هذه الاتهامات قائلا: «نحن أمام حالة خاصة لأن كثيرا من غير المتخصصين دخلوا المهنة ولذلك وقع كثيرون منهم فى المحظور، وأحيانا يكون هذا السقوط عن قصد لإدارة بيزنيس خاص بهم، وأحيانا أخرى عن جهل، والنتيجة واحدة، وهى إعلام متدنٍ يوقع صاحبه تحت طائلة القانون خاصة أن بعض مقدمى هذه البرامج ينجرفون بالألفاظ ومن حق المعتدى عليه أن يلجأ للقضاء ليحصل على حقه فإذا كان للإعلامى منبر يعبر به عن نفسه فالقضاء منبر يحصل من خلاله المظلوم على حقه. ويعلق على الأزمة التى وقعت بينه وبين أشرف السعد على الهواء مباشرة ويقول: «الأخطاء واردة طبعا ولكنها تعد هفوات فما حدث فى هذه الحلقة تحديدا أننى كنت أواجه السعد بحقيقة هروبه بأموال المصريين، وادعائه الكاذب بأنه قام بتسديدها ولكن الواقع يخالف هذا الكلام، لكنه رد على مدعيا ومفترضا أننى تقاضيت رشوة قيمتها 5 ملايين جنيه فكان لابد أن أرد عليه وأدافع عن نفسى وإن كان الأمر لم يتعد 4 دقائق فى حين يقوم البعض بتخصيص حلقات برامجهم للهجوم على أعدائهم عرضا متواصلا قد يستمر 19 حلقة وعلى أى حال فأنا لا أمانع أبدا أن يلجأ أى متضرر للقضاء ليقاضينى إذا شعر أننى قمت بالتعدى عليه وإهانته، وهذا حق أصيل لأى مواطن. وترى شريكته فى البرنامج الإعلامية هناء السمرى أن قرار المحكمة بإيقاف برامج شوبير نتيجة خصومة شخصية بين الطرفين ومن هنا لا يوجد تأثير لهذا القرار على البرامج الأخرى وقالت: «رغم اعترافى بأن هذا القرار من شأنه أن يقلق البعض ويسبب قيودا على حرية الإعلام خاصة بالنسبة للبرامج الجادة التى تعبر عن الناس خاصة أن هناك من يرفض هذه النوعية من البرامج خاصة أنها تساعد على زيادة وعى المشاهد الأمر الذى دفع أحد نواب مجلس الشعب للتقدم بطلب إحاطة ضد برامج التوك شو لكنى على المستوى الشخصى لا أشعر بقلق، فحسّى الشخصى أنه لن يستغل هذا القرار فى استهداف البرامج الجادة خاصة «48 ساعة» فنحن نقدم عملا إعلاميا نحترم ونطبق فيه كل المعايير الإعلامية ونحترم الموضوعية والرأى والرأى الآخر». وفيما يتعلق بحدوث هفوات فى بعض الحلقات قالت «بقدر الإمكان لو شهدت أى حلقة انفلاتا ما، أكون أنا أو زميلى سيد على فى لعب دور رمانة الميزان وعلى الفور يبدأ أحدنا التقاط الخيط وإرجاع الحلقة إلى مسارها الصحيح كما حدث فى حلقة أشرف السعد وعلى الفور أخذت المبادرة وعالجت الموقف. ولأن د.صفوت العالم الأستاذ بجامعة القاهرة من أكثر خبراء الإعلام الذين طالبوا بإيقاف برامج ما اصطلح على تسميتها أصحاب السلوك المعيب فقد تحدث عن رأيه فى إمكانية استغلال هذا الحكم فى إيقاف برامج أخرى بقوله «بقدر احترامى للحرية إلا أن الإعلام يجب أن يكون مسئولا أخلاقيا ومهنيا وإعلاميا ولا يمكن توظيف البرامج للعلاقات الشخصية أو للتأييد أو للمعارضة ولا يمكن أن تستغل البرامج لسب والقذف حتى لو كان الطرف الآخر يستحق»! وأضاف: كما أننى أرفض أن يتحول لاعب كروى أو فنان لمقدم برامج بغض النظر إلى جماهيريته فالجماهيرية هنا لا تكفى فلابد من تأهيله للعمل الإعلامى فالكلمة تزن طنا وهؤلاء غالبا ما تمنح لهم مساحات طويلة على الهواء تتعدى 4 أو 5 ساعات وهى كارثة فهم يملئون هذا الهواء بغير ما يدركون خطورة ما يقدمونه من مكالمات متدنية ورسائل معيبة، وعليه فهذه النوعية من البرامج لا نريدها فهى لا تعبر عن الإعلام هذا العلم الذى ندرسه لأبنائنا. وعن محاولة البعض استغلال هذا الحكم للنيل من البرامج الخاصة قال العالم: «طالما أن هذه البرامج تراعى الموضوعية وتعرض وجهتى النظر وتغطى جميع الآراء ولا يوجد سب وقذف فلن يصدر أى قاض حكما بإيقاف هذه البرامج لأن القاضى فى حكمه على شوبير أكد أنه يحترم حرية الإعلام ولكن ما وقع تحت يديه من سيديهات تحمل حلقات من برامجه لم تمثل له أى إعلام وعليه فحكمه لا يقترب من العمل الإعلامى الذى يقوم على المهنية والعلم وعليه فلا خوف على الإطلاق من هذا الحكم.