تحدث خبراء في تنمية الثروة الحيوانية، عن التغيرات المناخية وتأثيرها السلبي على الحيوانات الحلابة (الأبقار والجاموس) من خلال ما يعرف ب"الإجهاد الحراري" وهى ظاهرة تنعكس على الحيوان وتخف قدرته على التخلص من الحرارة المنتجة داخل جسمه إلى الوسط المحيط به نتيجة لارتفاع درجة حرارة البيئة. وبحسب الخبراء الذين تحدثوا إلى «الشروق» يسبب الإجهاد الحراري عبء مالي كبير على منتجي الألبان من خلال انخفاض مكونات الحليب وإنتاج الحليب وإنتاج اللحوم والكفاءة التناسلية والصحة العامة للحيوان. • ما التغيرات المناخية؟ هي التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس وقد تكون هذه التغيرات طبيعية أى من خلال التغيرات في الدورة الشمسية أو الأنشطة البشرية، وتعتبر هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، حيث ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاث الغازات التى تتسبب فى ظاهرة الاحتباس، وفقًا للدكتور بهاء سليم أستاذ فسيولوجيا التناسل بمركز بحوث الصحراء للشروق. ويرى أستاذ فسيولوجيا التناسل أن من أهم مظاهر تغيرالمناخ التي تؤثر سلبًا على الإنتاج الحيواني هي "التغيرات في نمط وكمية هطول الأمطار. الزيادة في درجة الحرارة. التغيرات في الرياح الموسمية. الانخفاض في إنتاج الأعلاف وتوافر المياه. تغيير أنماط انتشار الأمراض وتوسعها ومسبباتها. التغيرات في تسويق وأسعار السلع". • كيف تؤثر على المواشي؟ تشمل الآثار الرئيسية لتغير المناخ على الإنتاج الحيواني نقص الأعلاف، ونقص المياه، وفقدان الموارد الوراثية للماشية مما يؤدى بالتبعية إلى انخفاض الإنتاجية وانخفاض معدلات النمو، بحسب الدكتور إيهاب داود المدير التنفيذى لمحطه التجارب والبحوث للإرشاد وتنمية الثروة الحيوانية بمركز البحوث الزراعية. ويضيف داود ل«الشروق» أن آثار التغير المناخي تمتد لتحدث اضطرابات فى التمثيل الغذائي للحيوان مما يتسبب فى انخفاض الأداء المناعى ويزيد من احتمالات نفوق الماشية، فضلًا عن عواقب وخيمة على إنتاج الألبان واللحوم من خلال التنافس على الموارد الطبيعية وكمية الأعلاف ونوعيتها وأمراض الثروة الحيوانية والإجهاد الحراري وفقدان التنوع البيولوجي. • تأثيرات تغير المناخ على إنتاج مواشي الألبان تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على سلوك الماشية الحلابة بسبب استجابة الغدد الصماء العصبية للمتغيرات البيئية التي تؤثر سلبًا وبشكل مباشر على الإنتاج والحالة الصحية للحيوانات خاصة الحيوانات عالية الإنتاج بسبب ارتفاع درجات حرارة الهواء والرطوبة النسبية فيتسبب فى الإجهاد الحراري الذي يؤثر سلبًا على إنتاج الحليب وتكوينه. عن ذلك، يقول الدكتور إيهاب داود إن الإجهاد الحراري يؤثر فى خفض نمو الخلايا الثديية مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب فى الموسم المقبل. علاوة على ذلك، فإن الإجهاد الحراري خلال فترة الجفاف يؤثر سلبًا على وظيفة الخلايا المناعية في الأبقار التي تواجه الولادة ويمتد أيضًا إلى فترة الرضاعة التالية. • تأثيرات تغير المناخ على إنتاج الجاموس يتأثر إنتاج الحليب والوظائف التناسلية للجاموس سلبًا بارتفاع درجة الحرارة وأيضًا بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، حيث تسبب درجة الحرارة المرتفعة، الإجهاد نظرا لزيادة حرارة الجسم مما يؤدي إلى انخفاض تبديد الحرارة من سطح الجسم، وفقًا لداود. ويقول: "لا يؤثر المناخ الحار والرطب على الكمية فحسب، بل يؤثر أيضاً على جودة الحليب حيث يتسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة إلى انخفاض إنتاج الحليب وكذلك انخفاض نسبة دهن اللبن وكذلك محصول المواد الصلبة". كما يضر ارتفاع درجة الحرارة المحيطة بالكفاءة التناسلية للإناث والذكور في نفس الوقت في حيوانات المزرعة فتنخفض خصوبة الماشية في الصيف وبزيادة الإجهاد الحرارى. • الأعلاف والصحة والعامة وفيما يتعلق بالصحة العامة.. أوضح داود أن تغير المناخ يؤدى إلى تغيير فى طبيعة وتوزيع العدوى المنقولة عن طريق النواقل سواء كانت هذه النواقل بكتيريا أو حشرات، وستؤثر التغيرات في درجات الحرارة وأنماط الرياح والأمطار والرطوبة النسبية بشكل إيجابي على تكاثر الحشرات وكثافتها العددية. كما يؤثر تغير المناخ على موارد الأعلاف الحيوانية، حيث يؤثر تغير المناخ وتقلبه سلبًا على التغيرات في إنتاج وجودة محاصيل الأعلاف وتوافر المياه والحصول عليها، فزيادة درجة الحرارة وتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتغير هطول الأمطار والمزيج من هذه العوامل سيؤثر سلبًا على موارد المياه وخاصة العذبة وكذلك عملية الزراعة وتوافر المراعى وكذلك الأعلاف. كما أن زيادة الإجهاد الحراري سترفع الاحتياجات المائية للماشية بشكل كبير، مما يؤدي إلى الرعي الجائر بالقرب من نقاط المياه، ونتيجة لذلك سيحدث تدهور الأراضي وتعريض التنوع البيولوجي للخطر.
