أصبح البحث عن تغير المناخ وصحة الإنسان مجالا سريعا النمو، وظهر ذلك فى ارتفاع عدد المقالات المنشورة كل عام بأكثر من 6 أضعاف خلال العقد الماضي. وتشير الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية، إلى أنه رغم هذه الزيادة لا تزال الأبحاث عن المناخ والصحة غير مكتملة، فقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 13 مليون حالة وفاة حول العالم جراء بعض الأسباب البيئية التى يمكن الحد منها والتحكم فى مسبباتها. ويأتى فى مقدمة الفئات المتأثرة بهذه المخاطر النساء والأطفال وكبار السن والمجتمعات الفقيرة والمهاجرون، وكذلك الذين يعانون ظروفا صحية أساسية ومنها الأمراض غير السارية، لذا تعمل منظمة الصحة العالمية بمصر جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة ومؤسساتها المختلفة للحد من تأثير التغيرات المناخية والعمل على تحسين المنظومة الصحية عمومًا. جاء ذلك فى مناقشة محور الصحة فى مواجهة التغيرات المناخية بالمركز القومى للبحوث. من جانبه، أكد الباحث أحمد نوح بدر، قسم سموم وملوثات الغذاء معهد بحوث الصناعات الغذائية بالمركز القومى للبحوث، أن تغير المناخ يعتبر من بين أكبر التهديدات لجيلنا - والأجيال القادمة - على الصحة العامة والنظم البيئية والاقتصاد، إلا أن الخطر الكامن لتلك التغيرات يرجع إلى الآثار السلبية المتعلقة بأمان وسلامة وجودة الغذاء على الصعيدين المحلى والدولي. قد تؤدى الزيادات غير المتوقعة فى درجات الحرارة وفى أنماط هطول الأمطار وانخفاض توافر المياه إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية. وارتفاع أسعار المواد الغذائية فى المستقبل، ويواجه المزارعون تهديدات مزدوجة بين السيول والجفاف كليهما يمكن أن يدمر المحاصيل، حيث تزيل الفيضانات والسيول التربة السطحية الخصبة التى يعتمد عليها المزارعون للإنتاجية، بينما الجفاف يعرضها للموت، ما يجعل من السهل جرفها. كما يعد تأثير التغير المناخى على القطاع الحيوانى من أهم القضايا التى تحظى بالاهتمام، خاصة أن مصر من أكثر البلدان المتأثرة بتغير المناخ. وتؤكد الدكتورة كريمة غنيمى محمد محمود، أستاذ الوراثة التناسلية بمعهد البحوث البيطرية بالمركز القومى للبحوث، أن الإجهاد الحرارى يعتبر إحدى العقبات التى تواجه خصوبة وإنتاجية حيوانات المزرعة. وقد وجد تأثير واضح للفصول الحارة فى نوعية وجودة البويضات، نشاط المبيض، الجسم الأصفر وتعبير الجينات الخاصة بنمو وتحلل الجسم الأصفر المنظم للشبق والحمل فى الجاموس مما يؤدى إلى انخفاض خصوبة الحيوان. كما أن مخاطر التغيرات المناخية من الاحتباس الحرارى والتلوث أثر بالسلب على صحة وإنتاج الثروة السمكية. وعلى صعيد الإنتاج الداجنى فقد أثرت التغيرات المناخية سلبيا على صناعة الدواجن (دجاج اللحم ودجاج إنتاج البيض)، ما ترتب عليه تغيرات فى طريقة البناء والكثافة التسكينية وكذلك أنواع العلاجات المستخدمة لتخفيف الأثر الضار عن هذه الظاهرة الخطيرة. أقرأ أيضأ : كوكب الارض داخل فناء مدرسة شبرا لشرح أثار التغييرات المناخية
