(ماذا يخطر ببالك عند سماع عبارة حقوق الإنسان؟)، (ما الحقوق التى تراها منتهكة فى مصر؟ وما الحقوق التى يتمتع بها المواطن فى مصر ؟) و(ما هى الحقوق الأولى بالرعاية؟). هذه الأسئلة الأربعة وضعت أمام تلاميذ وتلميذات مدارس إعدادية وثانوية خلال ورشة العمل التى نظمها المؤتمر الطلابى الثامن للمدارس الكاثوليكية مؤخرا قال الطلاب إن (الحرية) هى أول ما يخطر ببالهم عند سماع عبارة حقوق الإنسان، وقالت نارين إن الحرية هى الشعور بالأمان فى وطن حر، وقال عماد إن حقوق الإنسان تعنى حرية الرأى، والحياة الكريمة، والحصول على تعليم جيد، والمساواة وعدم التمييز، والحق فى العمل، والحق فى الرعاية الصحية، وأيضا المشاركة المجتمعية. أما الحقوق المنتهكة من وجهة نظر ماريان وفيليب فهى حقوق المهمشين وحقوق الطفل، والحق فى تداول المعلومات، ومكافحة الفساد وحرية الرأى والتعبير، وحق العمل، وإيجاد خدمات مقابل ما يتم سداده من ضرائب، والتوعية الخاصة بالزيادة السكانية. وأجمع التلاميذ الذين شاركوا فى الورشة على أن التعليم حق من حقوق الإنسان، التى يتمتع بها الإنسان فى مصر، واستدركوا بأنه حق غير مكتمل، حيث تتوافر فيه المجانية فقط، ولا تتوافر فيه الجودة أوالتطوير فى المناهج التعليمية. وقال بعضهم إن حرية الرأى والتعبير فى مصر منقوصة، فيمكن للناس أن يتحدثوا بحرية، لكن لا يأخذ المسئولون بآرائهم، ومثل ذلك حق الطلاب فى اختيار مستقبلهم، فهو مكفول على الورق فقط، لكن هناك من يقرر للطالب دراسته الجامعية دون رغبته، وفى نفس الوقت لا يحصل على عمل بعد أن يخضع لرغبة مكتب التنسيق. واتفق الطلاب على أن التعليم هو من أكثر الحقوق الأولى بالرعاية من قبل الدولة قبل كل الحقوق الأخرى، من خلال تطوير المناهج وتنظيف المدارس الحكومية أو الخاصة، يلى هذا الحق الأمن الغذائى لجميع فئات الشعب، والكرامة والإنسانية، والحق فى المسكن، والتعبير عن الرأى. واعتبر الطلاب أن دورهم يتمثل فى تطبيقهم الفعلى لهذه الحقوق، وأهمها ممارستهم للديمقراطية داخل أسرهم، واحترامهم لحرية الآخرين فى الرأى والدين، وعدم التنازل عن حقهم والمدافعة عنه حتى الحصول عليه، وعدم اللجوء إلى العنف، والمنافسة الشريفة من اجل التطوير، والعمل الجماعى فى جميع المجالات، والتعاون مع الإعلام لكشف أى مخالفات قد تحدث، والشهادة بالعدل عند طلبها. واتفق د.مصطفى كامل السيد أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة مع آراء الطلاب خلال تعقيبه على آرائهم، قائلا: أكثر ما لفت انتباهى فى ورشة العمل هو حرص الطلاب على الإقرار بواجباتهم مقابل الحقوق التى يدافعون عنها، نافين بذلك الاتهام الذى يوجه إلى منظمات حقوق الإنسان بأنها تطالب بحقوق دون ذكر الواجبات. وقال: إن جميع هذه الحقوق التى ذكرها الطلاب مترابطة ولا يمكن فصل إحداها عن الأخرى، فمثلا الشخص الذى لا يملك حق تقرير المصير فإنه لا يملك أى شىء آخر، والدليل على ذلك أن الضفة الغربية فى القدس مثلا يرتفع مستوى المعيشة للفرد فيها على مستوى المعيشة فى السودان مثلا، ولكن السودان تملك شيئا أهم واقوى من ارتفاع مستوى المعيشة، هو الحرية وحق تقرير المصير. وعلق د. السيد على اهتمام الطلاب بفكرة العمل الجماعى، قائلا إن هذا المبدأ هو أساس النجاح فى الحياة، وانه للأسف فإن الحكومة الحالية تفتقد هذا المبدأ بشدة، وأكبر دليل على ذلك الصراع الدائم بين وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى، حيث يقوم وزير التربية والتعليم برفع المجاميع العامة للطلاب فى الثانوية العامة ليقوم بإحراج وزير التعليم العالى أمام المجتمع، حسب رأيه، فى الوقت الذى لا يتوافر لدى وزير التعليم العالى الأماكن المناسبة لجميع هؤلاء الطلاب الذين يريدون دخول الجامعات. وأشار السيد إلى أن مطلب حرية الرأى والتعبير شىء مؤكد، وأردف: الفترة الأخيرة شهدت طفرة فى مجال الصحافة التى استطاعت أن تتميز بالشفافية، وناقشت المشكلات الحقيقية للمجتمع، دون مجاملة أو تعتيم على أى خبر.