«فى بعض الأحيان نسمع أصواتا تدلنا على طريقنا. منذ ثلاث سنوات عرفت طريقى وحلمى، وهو أن أتتبع الكنائس فى مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلى مصر وحتى الآن، وذلك بعد التأكد أن العائلة المقدسة لم تأت إلى مصر «طائرة»، بل إنهم بشر مثلنا كانوا يمشون على الأرض». كلمات بدأت بها كارولين لودفيج فى الندوة التى نظمها قسم النشر بالجامعة الامريكية فى القاهرة عن كتاب «الكنائس فى مصر من رحلة العائلة المقدسة إلى الآن»، لجودت جبرة المدير السابق للمتحف القبطى، والأستاذ الزائر للدراسات القبطية بجامعة كليرمونت، و«جيرترود فاليس فان لون» عالمة الآثار القبطية، وتصوير شريف سنبل، وتحرير «كارولين لودفيج» التى استعرضت الكنائس فى مصر داخل قاعة الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وسط حضور لافت. عن طريق عرض صور الكتاب على الشاشة، تتبعت لودفيج تاريخ الكنائس فى مصر، بادئة بكنائس بورسعيد، ثم كنائس الأديرة الأربعة بوادى النطرون، ودير العذراء بجبل أسيوط (درنكة)، ودير المحرق، ثم الدير الأبيض والدير الأحمر للقديس شنودة بسوهاج إلى آثار الكنائس بمعبدالكرنك بالأقصر ودير الأنبا هدرا ودير ناحية قبة الهواء بأسوان. ولكنها توقفت قليلا عند كنائس القاهرة، خاصة دير سمعان الخراز المحفور بجبل المقطم، والكنيسة المعلقة، عارضة أهم الصور المعروضة داخل الكنيسة الأثرية، خاصة صور القديس مرقس مبشر المسيحية فى مصر. وبعد أن انتهت لودفيج من عرضها للكنيسة المعلقة، همس وجدى وهبة الباحث فى المسيحية الشرقية قائلا: «هناك صورة رائعة ونادرة وغير منتشرة لدى الأقباط لم تتعرض لها لودفيج، وهى صورة تجمع السيدة العذراء والسيد المسيح ومعهما يوحنا المعمدان». ولم تنس كارولين أن تعرض الكنائس غير القبطية مثل الكنائس اليونانية والأرمينية قائلة: «الوقت لا يسمح بأن أعرض كل صور ومقتنيات الكنائس فى مصر، فهى كثيرة وغنية». مع عرض كل صورة تشيد لودفيج بتصوير شريف سنبل الذى يظهر تواضع وروحانية الكنائس. شريف قال إن الأمر استغرق عامين كاملين لإنجاز صور الكتاب.