استقبل أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى فى لقاء استمر أكثر من ساعة كاملة بمقر الجامعة، وخرج منه البرادعى مبتسما دون أى تصريحات لممثلى الإعلام، الذين تزاحموا لمتابعة اللقاء. وقبيل مغادرته مقر الجامعة متجها إلى جوبا بجنوب السودان، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن «الوضع الداخلى المصرى يشهد حركة سياسية ملحوظة. وتحدثت مع د.البرادعى عن حاضر مصر ومستقبل مصر وهذا حق مشروع للكل أن يتحدث فيه». وردا على سؤال الشروق أكد موسى التوافق بينهما، «وهو توافق يشاركنا فيه المجتمع المصرى ككل». كان عمرو موسى قد اقترح «أن تقوم الأممالمتحدة بالدفاع عن الديمقراطية والحكم لرشيد حول العالم»، فى محاضرته بالجامعة الأمريكية فى ذكرى الدبلوماسية المصرية نادية يونس، التى قتلت قبل 7 سنوات أثناء عملها مع الأممالمتحدة إثر تفجير مقر المنظمة الدولية فى العراق. وعندما جاء أوان الحديث عن «الحكم الرشيد فى العالم العربى»، قال موسى إن «الكل يتحرك. لكن ما مدى جدية هذا التحرك؟ هذا هو السؤال. والسرعة أيضا؟ فأحيانا كثيرة يكون التحرك بطئيا وهذا أمر على الشعوب أن تحدده». وضجت القاعة بالضحك عندما انقطع الصوت فى منتصف عبارة لعمرو موسى، «هناك رغبة فى إحداث تغيير..». وبعد عودة الصوت أكمل: «الكل يتحدث عن المستقبل السياسى. الكل يريد التغيير، نحن قلقون على مستقبل مصر وهذا حقنا». واكتظت قاعة المحاضرة بأكثر من 400 شخص من الحضور، استندوا إلى الجدران بعد أن شغلت المقاعد، وجلست السفيرة الأمريكية فى الصف الأول، السفير الفرنسى ووزير الخارجية السابق أحمد ماهر، وأكمل موسى حديثه، الذى تخلله التصفيق مرتين، عن اخفاقات واحباطات، عن تهميش دور الأممالمتحدة والحصانة التى تتمتع بها اسرائيل. من جانبه أكد الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه سيستمر فى دعوة الشعب المصرى إلى التعاون معه من أجل التغيير وتعديل الدستور، الذى يراه أساس إصلاح الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر. وفى حواره مع منى الشاذلى مساء أمس الأول فى برنامج العاشرة بقناة دريم 2، قال البرادعى إنه سيخوض الانتخابات الرئاسية إذا طالبه الشعب بذلك، موضحا أن شعبيته تنطلق من قوة فكرته التى تقضى بانتقال مصر من نظام الحكم الفردى إلى نظام ديمقراطى ينعم فيه الجميع بالحرية. وأضاف: من سوء حظى أو حتى حسن حظى أن أى مكان أذهب إليه أجد حوالى عشرين جهازا إعلاميا يتابعنى فإذا حاول أحد استفزازى فى أى مكان سيعرف ذلك بعد خمس دقائق، فأنا ليست لدىّ حكومة ولا جيش بل لدىّ فكر يقر العدالة الاجتماعية، ويقول إن الشعب حر. واستطرد: «يقلقنى بالفعل أن الناس حاليا أصبحت لا تفهم معنى الديمقراطية، وأصبحوا يائسين إلى درجة أنهم ينظرون إلى شخص واحد باعتباره المخلص. وأنا أريد أن تخلص مصر نفسها بنفسها، ولو رغب الناس فى تغيير هذا البلد يجب على الجميع المشاركة فى إظهار رغبته. كما شدد البرادعى على أنه لم يطرح نفسه رئيسا بل أنا أتحدث عن مستقبل بلد وأرى أننا لا نسير فى الطريق الصحيح وعلينا تعديل المسار والقوة هى قوة الفكر ودورى أن أفتح طريق يسير به الناس. وأضاف: «مستعد لخوض الانتخابات إذا توافرت بديهيات الترشح بوجود شفافية فى الانتخابات وفرصة متكافئة لمرشحين فى ظل دستور ديمقراطى، فاذا طلب منى الشعب خوض الانتخابات سأخوضها أيا كان المرشح المقابل لى حتى لو كان الرئيس مبارك، وفى رأيى ليست النتيجة محسومة على الإطلاق.