تناولت الصحف البريطانية الصادرة في لندن صباح الخميس بشكل مكثف موضوع اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي وذلك بسبب التطورات في هذه القضية والتي باتت على وشك أحداث فضيحة في بريطانيا مع استخدام منفذي العملية جوازات سفر بريطانية. إلا أن هذه القضية لم تحجب أهمية تطورات العلاقات السورية الأمريكية السورية في اليومين الأخيرين مع تعيين سفير أمريكي لدى سوريا بعد 5 أعوام من القطيعة، بالإضافة إلى زيارة وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية لدمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا لاندرو تابلر (الذي يصدر له كتاب قريبا بعنوان: داخل الحرب الأمريكية على سوريا الأسد) يقول فيه إن اليد الأمريكية الممدودة لسوريا هي في الوقت نفسه صفعة لإيران. ويقول تابلر إن تعيين السفير تزامنا مع زيارة بيرنز هما جزء من دينامية دبلوماسية أمريكية في الشرق الأوسط تهدف إلى عزل إيران حليفة سوريا. ويضيف الكاتب أن الأمور لم تحسم نهائيا بعد إذ أنه "يجب مراقبة ما إذا كانت اليد الأمريكية الممدودة لدمشق ستؤدي إلى ما تتمناه الولاياتالمتحدة وهو رؤية دمشق تمنع تسلل المقاتلين من أراضيها إلى العراق، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل إذ يعتقد الأمريكيون أن ذلك هو السبيل الوحيد لفك ارتباط سوريا بكل من حماس وحزب الله"، خاتما بالقول إن: "تحسن العلاقات الأمريكية السورية مرتبط مباشرة بمدى واقعية توقيع معاهدة سلام إسرائيلية سورية". تعليقا على ما أسماها "مؤامرة الموساد"، وصف روبرت فيسك جريمة اغتيال قيادي من حماس في دبي بأنها حرب دعائية، وأنها -أيا كان القاتل- جزء من حرب قديمة قذرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين كان الطرفان يقتلان فيها خصومهما من الشرطة السرية لعقود. وعلى هامش جريمة الاغتيال، قال فيسك إن كثيرا من أهل دبي يعتقدون أن انهيار اقتصاد الإمارة العام الماضي جاء ثأرا من البنوك الغربية - بإيعاز من الأمريكيين طبعا- لمعاقبتهم على السماح لشركات إيرانية باستخدام دبي كقاعدة لتقويض العقوبات إبان الحرب الحارة الباردة بين التحالف الأمريكي الإسرائيلي وإيران. والآن يريد الأمريكيون (أو الإسرائيليون) تحويل دبي إلى بيروت الخليج، وكان هذا أحد العناوين الرئيسية بصحيفة جيرزوالم بوست الإسرائيلية التي صورت دبي بأنها خطيرة بقدر ما كانت مأساوية اقتصاديا. ولفت فيسك الانتباه إلى أن قوات الأمن في دبي أبلغت دبلوماسيا بريطانيا في الإمارة (القنصل على الأرجح) بتفاصيل جوازات السفر البريطانية منذ ستة أيام ولم تتلق ردا مناسبا. وتساءل بأنه إذا كان هذا الأمر صحيحا، فلماذا إذن لم يعبر البريطانيون فورا عن غضبهم من استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة ويقدموا تفاصيل الاحتيالات الفاضحة قبل أسبوع، وقال إن هذا الامتهان يجعل كل مواطن بريطاني في خطر. كما انتقد وزارة الخارجية البريطانية بشدة على أنها لو كان بحوزتها التفاصيل فإن واجبها نحو مواطنيها كان يحتم عليها كشف الأمر، وإذا لم تكن لديها التفاصيل فكان عليها أيضا أن تبلغهم بذلك، متسائلا عن سبب هذا الصمت. واستطرد بأن كثيرا من قوات الشرطة في العالم تحرص الآن على إرسال مرؤوسيها إلى إسرائيل للتعلم عن "الإرهاب"، فقد أرسلت كندا فريقا من الشرطة إلى تل أبيب وارتدوا "سترات انتحارية" من أجل التقاط صور دعائية. وتقوم الخطوط الجوية الفرنسية حاليا بتسليم أمريكا تفاصل كل ركابها التي تذهب بالطبع مباشرة إلى الإسرائيليين، رغم حقيقة أن ضباط الأمن الإسرائيليين (كمئات ضباط الأمن العرب في الشرق الأوسط) قد يكونون متورطين في جرائم حرب. وختم فيسك بأن الوقت مبكر جدا للإجابة عن تساؤلات كثيرة، وأن سلطات دبي لديها معلومات أخرى العالمُ كله يترقب الكشف عنها.