«رنات موبايل وحركات كراسى أثارت غضب واستنفار العالم المصرى أحمد زويل، لكن رغم ذلك واصل لقاءه مستمعا لأراء طلاب المدارس والجامعات بالإسكندرية حول مختلف القضايا التعليمية فى لقاء موسع نظمه المركز الأمريكى بمركز الإبداع أمس الأول، حيث عرف العالم المصرى نفسه بصفته مستشار الرئيس أوباما فى منطقة الشرق الأوسط لمعرفة مشكلات المنظومة التعليمية فى العالم الإسلامى، حيث تهدف مبادرة أوباما إلى إعادة هيكلتها وإنشاء صندوق يرعى مصالحها. فى البداية أكد زويل إن الوضع التعليمى فى مصر قائم على التلقين والحفظ فى عصر الإنترنت والويكيبديا، والمنظومة ككل فى حاجة شديدة لإعادة هيكلة ورؤية جديدة خاصة لمنظومة التعليم الأساسى، مشيرا إلى أن الفصل الواحد فى أى مدرسة الآن لا يقل عن 60 طالبا والميكروسكوب الواحد يعمل عليه 50 طالبا فى الكليات العملية وهناك 400 ألف طالب فى إحدى الجامعات. ولفت زويل إلى أن الوضع التعليمى فى مصر فى حاجة إلى مشروع قومى مصرى يصنع بإرادة قومية لنهضة التعليم فى مصر، وهو ما نادى به على مدى 11 عاما، مؤكدا أن لدى مصر طاقة بشرية هائلة فى جميع المجالات وأنه لا سبيل لتقدم العالم العربى إلا بتقدم مصر. وأضاف الدكتور زويل أن الهيبة بين الأستاذ والطالب ضاعت فى مصر ولابد من استردادها وزيادة رواتب المدرسين وأساتذة الجامعة. ووجه الدكتور زويل سؤالا إلى سمير الخشن وكيل أول وزارة التعليم فى الإسكندرية بعد عرضه لسلبيات المنظومة التعليمية بالإسكندرية وقال له لماذا لم تغير السلبيات بحكم منصبك؟ ورد عليه الخشن بأن عمله يقوم على تنفيذ السياسات العليا وأن منصبه توصيف وظيفى فقط، مؤكدا أهمية تطبيق اللا مركزية فى المنظومة التعليمية فى مصر وأن يكون لرئيس الجامعة أو وكيل الوزارة الحرية الكاملة. وقال زويل لإحدى الطالبات التى انتقدت أن يسافر الطلاب للتعليم بالخارج «لا أحب كلام الإنشاء والطالب العبقرى الذى لديه جديد فى العلم فى حاجة إلى مناخ قد لا يتوافر فى بلده». وأشار زويل إلى أهمية وجود قاعدة علمية وأن هناك مقولة خاطئة بأن البلد الفقير لا يستطيع صناعة العلم والدليل أن الهند بلد فقير وتعداد سكانها كبير إلا أنها استطاعت أن تخصص 2% من دخلها للبحث العلمى، وتقدمت علميا وتكنولوجيا بشكل هائل ولديها مشروع قومى، إضافة إلى الصين التى أبدعت فيما يسمى بمراكز التميز التى ترسخ التعليم الأساسى المفترض أن يدرسه الجميع ثم التنافس فى المراحل التعليمية الأخرى. وقال: من غير المعقول أن ندرس فى أبحاث مضى عليها 50 سنة، منتظرين الجديد المستورد من العالم الغربى، مشيرا إلى أن الثقافة العلمية تقوم على المدارس الأدبية والعلمية ولا يطغى جانب على آخر، منتقدا المدارس التى لا تدرس اللغة العربية وتقوم الدراسة فيها على اللغة الانجليزية وقال إنه بصدد تأليف كتاب حول أهمية الثقافة العربية ومحاولات تهميشها. وانتقد زويل عدد الأكاديميات والمعاهد فى مصر، متسائلا: ماذا تدرس هذه المؤسسات؟ رافضا بشدة ما يسمى تجارة العلم وفى لفتة تهكمية منه، سأل زويل الطلاب قائلا: «اللى فيكوا بياخد دروس خصوصية يرفع يده فرفعت القاعة كلها يدها».