«لمدة 20 عاما كانت الاتصالات الرسمية بين مصر وبيننا كمصريين مهاجرين مقطوعة تماما»، يقول صالح فرهود رئيس الجالية المصرية بفرنسا، مستثنيا بعض الزيارات غير المنتظمة مع الأهل لمصر. الجالية الرسمية تكونت 1997 بعد انتخابات حرة شارك فيها 4000 مصرى من أصل 170 مصريا مقيما فى فرنسا، كما يوضح فرهود قبل ذلك كانت هناك جمعيات متفرقة «حبر على ورق». وفقا لصالح فهذه العلاقة الضعيفة بالوطن أو بين المصريين بفرنسا أدى إلى تكوين جيل جديد مغترب «إما كاره لمصر من جراء الإعلام المشوهة أو جاهل كليا». الجيل الثانى من وجهة نظر فرهود هو الأشد غربة وتعرضا للخطر، أنه جيل لم يتمتع بالرعاية سواء من البلد أو الآباء المشغولين بالعمل. فرهود المهاجر من 1980 والمتزوج من فرنسية يعانى شخصيا من ذلك، فأولاده لا يتكلمون العربية، ولا يعرفون شيئا عن مصر، هو يحلم أن تعمل ابنته بالإعلام فى بلده الأصلى، ولكنها ترفض مجرد النقاش، والابن الأكبر لا يعترف بمصريته إطلاقا. ولهذا كانت الجاليات المصرية تطالب ببرنامج رسمى لربط الجيل الثانى بالوطن الأم، فبعد اتصالات كثيفة مع وزارة الخارجية، آخرها أثناء مؤتمر الحزب الوطنى الأخير، جاءت هذه الرحلة، التى نظمها مجلس الشباب هى أول اتصال رسمى مباشر بمصر، ويعتبرها مجرد بداية لإزالة مشاعر الخوف والرهبة، التى لمسها عند 29 فرنسيا هم عدد الوفد. ما تقدمه الجالية لأبنائها المصريين دورات فى اللغة العربية والتاريخ، ويوم أسبوعيا تجتمع فيه أبناء الجيل الثانى معا، أما السياسية المصرية فلا تحظى بالاهتمام الجالية على، «لن ننصب أنفسنا أولياء 70 مليون مصرى»، ولكن هذا لم يمنع من تعريف الشباب بالأساسيات، «من الريس، وبيقدم لهم إيه،إيه رموز العمل السياسى؟، مين جمال مبارك لكن مش هاقولهم ما تنتخبوش مبارك».