ودع الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، العاملين بالمجلس القومى لحقوق الإنسان أمس، بعد استبعاده من منصبه كنائب لرئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وحضر الاجتماع المستشار مقبل شاكر، نائب الرئيس الجديد، والذى عقد جلسة مغلقة مع أبوالمجد تجاوزت أكثر من ساعة. وقبل خروج أبوالمجد من المجلس التقط وشاكر صورة تذكارية مع العاملين الذين لم يكفوا عن التصفيق له والبكاء فى توديعه، وحضر محمد فائق، عضو المجلس لالتقاط الصور التذكارية مع أبوالمجد، ثم عقد جلسة مغلقة مع شاكر. ووجه أبوالمجد خلال حديثه رسالة للأعضاء الجدد والعاملين بالمجلس ودعاهم للعمل بشكل جماعى وعدم الانحياز لتوجهات معينة وقال: «المجلس تغلب عليه الصفة القومية ويجب أن يظل كذلك، وإن لم يحدث فى 6 أشهر سينتهى المجلس». وأكد أبوالمجد ضرورة العمل بموضوعية والملاءمة بين الآراء المختلفة بين الأعضاء وقال: «كل الذى نتمناه من المنضمين إلى المجلس الروح الجماعية والالتزام بقيم الحرية والأمن والتنمية». وانتقد أبوالمجد فى حديثه استمرار العمل بقانون الطوارئ والاعتقالات الإدارية وتساءل مستنكرا: «هو علشان تحمى البلد تعتقل الناس»؟ وأضاف: «نحن نعيش فى عالم وهمى لا يطبق فيه القانون والتشريعات المنصوص عليها ولكن يطبق قانون آخر هو قانون الواقع». وأكد أنه لا تنمية ولا إصلاح إلا بتكامل أضلاع مثلث الحرية والديمقراطية والمشاركة الحقيقية بلا تزوير ولا وصاية ولا احتواء، كما أكد أن الرؤية الأمنية مهمة ولكن يجب ألا تكون هى الرؤية الوحيدة وطالب بالتعامل مع المعارضة كجزء من الدولة وقال إن التضييق على الحريات والحرمان منها يؤجل الكارثة ولكن لا يمنعها. وأشار أبوالمجد إلى النقابات المهنية التى تحولت، حسب رأيه، إلى أحزاب وأدت إلى مزيد من التقسيم فى المجتمع. ووجه أبوالمجد فى كلمته الشكر للعاملين بالمجلس القومى لحقوق الإنسان الذين بدا عليهم الحزن الشديد بعد خروجه عقب 6 سنوات من العمل المشترك، وقال: «جئت شاكرا لأصحاب الفضل الحقيقيين، فالمركب سارت وأنجزنا فى الداخل والخارج، حقوق الإنسان أصبحت موضة لا يمكن الرجوع عنها، وكل وزارة وهيئة أنشأت وحدة لحقوق الإنسان حتى وزارة الداخلية». وعن شعوره بعد خروجه من منصبه قال: «اعفائى من المنصب أدخل علىّ السرور لأسباب صحية وأسرية بعد فترة من العناء»، ووجه حديثه لشاكر قائلا: «إن مهمة نائب الرئيس أصعب من مهمة الرئيس لأنك ستقابل العاقل والمجنون والمنضبط والمختل». كما مازحه وأشار إلى أنه كان تلميذا له فى كلية الحقوق وقال: «لدى له صور لم يراها»، وأضاف: «على عناء هذه الفترة سعدت بها وأرجو لك مثل سعادتها». ولاقت كلمات أبوالمجد تصفيقا حادا من العاملين بالمجلس، ثم تبعتها كلمة مقتضبة لمقبل شاكر، نائب رئيس المجلس، الذى قال إنه فى منتهى الحيرة فى خلافة هذا العملاق وقال «أدعو لأستاذى بالصحة والسعادة والهناء»، ورفض شاكر الإدلاء بأية تصريحات صحفية لحين الانتهاء من دراسة الأمر، على حد تعبيره.