الأميرة السعودية المدافعة عن حقوق المرأة.. بهذه الكلمات وصفت صحيفة لوفيجارو الأميرة عادلة بنت الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في الحوار الذي أجرته معها الصحيفة الفرنسية والذي يعتبر أول حوار تجريه صحيفة غربية مع الأميرة السعودية. وقبل الدخول في تفاصيل الحديث نوهت الصحيفة الفرنسية إلى أن الأميرة عادلة التي تتمتع بمنزلة خاصة لدى العاهل السعودي على حد قول الصحيفة شددت على عدم تصويرها فبالرغم من انفتاحها إلا أنها تعلم جيدا حدود هذا الانفتاح كما أنها لم ترغب في كسر التقاليد العائلية خاصة وأنها وافقت على إجراء الحوار وجها لوجه مع صحفي في منزلها وهو أمر لم يحدث من قبل ويعد مجازفة كبيرة في بلد يدين المرأة ويجلدها لمجرد وجودها مع شخص غريب عن أسرتها. وتعود قصة الأميرة السعودية إلى 13 عام مضت حين بدأت الأميرة عادلة المشاركة في الحياة الاجتماعية من أجل تحسين أوضاع المرأة في السعودية. وتقول عادلة: ليس لدينا سقف محدد، نحن نسعى لإصلاح وضع المرأة بصورة غير مباشرة في جميع المجالات. فعلى سبيل المثال، قمنا باستدعاء عشرات الأكاديميين والأطباء معظمهم من النساء من أجل تعديل القانون المتعلق بزواج الأجانب من سعوديات. بهذه الكلمات عبرت الأميرة السعودية في بداية حديثها عن طموحاتها للمرأة السعودية وتضيف: هناك عدد كبير من القوانين خاصة بالمرأة بحاجة للتغيير خاصة أن السعوديات أصبحن أكثر علما، ومن الصعب على الحكومة أن تغفل هؤلاء الشخصيات المؤثرات واللاتي يشغلن مناصب مهمة. ثم سلطت الأميرة عادلة الضوء على بعض المشكلات التي واجهتها فأوضحت قائلة: "أحيانا تكون المشكلة في عدم تطبيق القانون وذلك لأن بعض رجال الحكومة يعرقلوا تنفيذه أو لأن البعض يعارض نص القانون أو لأن هناك أفراد لا يعلمون شيئا عن القانون. وتتابع عادلة: من جانبي أحارب العنف ضد المرأة والطفل وذلك بمساندة المفتي والملك عبد الله خاصة بعد واقعة الطفلة ذات الثانية عشرة عاما التي تزوجت من رجل يبلغ من العمر ثمانين عاما وهو ما يعتبر شكل من أشكال العنف فمن الغير مقبول أن يتم توقيع عقد زواج لطفلة تبلغ 12 عاما حتى في حالة قبول والداها كذلك الحال بالنسبة لإجبار الفتاة على الزواج ممن لا تحب نحن نحرص على هذه المسألة ولن نتوقف عند هذا الحد. وعن استجابة المجتمع لهذه القوانين تؤكد الأميرة السعودية: علينا التفرقة بين القرارات التي تأتي من السلطة وبين ما يريده المجتمع فمن الصعب أن يتم تغيير عادات الشعب بين عشية وضحاها إلا أننا لا يمكن أن نسمح للعادات والتقاليد أن تترسخ لتتحول إلى أوامر دينية. وفي سؤال حول رأيها في النقاب والجدل الدائر في فرنسا بشأن ارتداءه تقول عادلة: "النقاب يرجع في الأصل إلى التقاليد وليس الدين فهنا يمكنك رؤية نساء تغطي وجوههن أو تغطي شعرهن فقط، وأنا شخصيا لا أرى أي اعتراض على الحجاب الذي يغطي الشعر وأرى أنه مطابق للإسلام أكثر من الذي يخفي الوجه ولكن لماذا نطرح هذا السؤال إذا كان لكل منا حرية الاختيار، لكن النقاب لا يمكن أن يكون مسموح به في الأماكن التي تحتاج لإجراءات أمنية. وتستنكر الأميرة استمرار منع الاختلاط بين الجنسين في بعض الأماكن قائلة: لماذا لا يمكن للأفراد الحفاظ على احترامهم المتبادل في العمل كما هو الحال في المستشفيات، وفي الحج، يمكن القول أن الأمر سيأتي بالتدريج وبوضع قوانين ضد التحرش. وتضيف في النهاية: أتمنى أن نتجاوز مسألة منع المرأة السعودية من قيادة للسيارات إلا أن الأمر ليس بيدي.