يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الاثنين في قمة استثنائية تستمر يومين لمناقشة دعم بلادهم لأوكرانيا، وكذلك الرد طويل الأمد على الغزو الروسي. ويأتي الاجتماع وسط انقسام مستمر بشأن فرض حظر على النفط الروسي بعد عدم موافقة جميع سفراء الاتحاد الأوروبي، في مباحثات جرت أمس الأحد، على حل وسط اقترحته المفوضية الأوروبية لاستثناء النفط المستورد عبر خط الأنابيب من الحظر. وتمت الموافقة على حظر واردات الفحم الروسي في وقت سابق هذا العام. ثم اقترحت المفوضية في بداية أيار/ مايو وقف واردات النفط الخام الروسي في غضون ستة شهور. لكن بودابست تعرقل بإصرار هذا الإجراء، ما أدى إلى مأزق. وتسببت معارضة المجر الشديدة لفرض حظر كامل في مقابل الحصول على واردات نفط روسية رخيصة، في خلاف بين أعضاء الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسي بولندي رفيع المستوى قبل اجتماع اليوم الاثنين: "لا يمكننا فهم منطق تحقيق مكسب أو الاستفادة من وراء الحرب ومن الدم". ومن المتوقع أن تستمر المشاورات بين دبوماسيي ومسؤولي الاتحاد الأوروبي حول العقوبات في وقت مبكر اليوم الاثنين في محاولة لحل الخلافات قبل أن يصل قادة دول التكتل إلى الاجتماع. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحفيين في بروكسل مساء الأحد: "نتحرك قدما، نحاول إيجاد حلول، لا أقول إننا وصلنا إلى هذا حتى الآن، ولكن على الأقل هناك دفعة نحو إيجاد حلول". ويهدد الخلاف بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات الجديدة، ظهورهم في موقف موحد عند الانضمام المتوقع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الاجتماع عبر رابط فيديو. وأعلن زيلينسكي يوم السبت أنه يرغب في التحدث عن "الإرهاب" الذي تمارسه روسيا ضد أوكرانيا، وسوق الطاقة الأوروبية وسوق الأغذية العالمية. ومن المتوقع أيضا أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين المساعدة المالية قصيرة الأجل لأوكرانيا، وتمويل إعادة إعمار البلاد بعد الحرب. ويشمل ذلك اقتراحا من المفوضية الأوروبية لتزويد أوكرانيا بنحو 9 مليارات يورو (7ر9 مليار دولار) لصرفها على أقساط حتى نهاية العام لتغطية نفقات الدولة. وسيبدأ قادة الاتحاد الأوروبي مناقشة كيفية تمويل إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب. وقوبل اقتراح سابق من المفوضية الأوروبية لإنشاء منصة تمويل يقودها التكتل بتحفظات من بعض الدول الأعضاء، وكذلك فكرة تحمل الديون المشتركة. ويشمل جدول أعمال الاجتماع أيضا بحث المبادرة الرئيسية للمفوضية الأوروبية لإنهاء جميع واردات الطاقة الروسية إلى التكتل في غضون السنوات الخمسة المقبلة. وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية حاليا في كيفية جمع مبلغ ال 300 مليار يورو المطلوب، وفقا للمفوضية، لتنفيذ الخطة. ويناقش قادة الاتحاد الأوروبي غدا الثلاثاء تدابير الأمن الغذائي العالمي في مواجهة أزمة غذاء تلوح في الأفق مع رئيس الاتحاد الأفريقي الذي يتوقع أن ينضم إلى اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي عبر رابط الفيديو. وتمنع روسيا حاليا تصدير 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم، بشكل رئيسي إلى شمال أفريقيا وآسيا، وفقا للحكومة الألمانية. ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كان 276 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد في بداية عام 2022. وإذا استمرت الحرب في أوكرانيا، فقد يرتفع هذا الرقم بنحو 47 مليونا إضافيا. كما يناقش رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي سبل تعزيز قدراتهم الدفاعية بشكل مشترك في ضوء الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ومن المتوقع اختتام الاجتماع بعد ظهر غد الثلاثاء.
