اعتقلت أجهزة الأمن فجر الاثنين ثلاثة من كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين بينهم نائب المرشد العام للجماعة محمود عزت وعضوا مكتب الإرشاد عصام العريان وعبد الرحمن البر في ضربة إجهاضية للإخوان مع بداية عام انتخابي في مصر. وقال محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود، في تصريح نشره الموقع الرسمي للإخوان على شبكة الانترنت، أن حملة الاعتقالات طالت إضافة إلى القياديين الثلاثة، عشرة آخرين من كوادر الإخوان في محافظات القاهرة والإسكندرية والشرقية وأسيوط والغربية. وأكد أن "حملة الاعتقالات غير مبررة وان عدد المعتقلين مرشح للزيادة إذ لا يزال محامو الجماعة يتلقون أسماء المعتقلين في جميع المحافظات". وأكد مسئول امني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية هذه الاعتقالات مكتفيا بالقول أنهم متهمون بالانضمام إلى جماعة غير مشروعة". وهذه هي أول حملة اعتقالات لقيادات من جماعة الإخوان التي تعد قوة المعارضة الأولى في البلاد، منذ تعين المرشد العام الثامن للحركة محمد بديع في منتصف يناير الماضي. ورغم أن بديع بعث في خطاب ألقاه بمناسبة توليه مهام منصبه برسائل تهدئة وتطمين إلى النظام المصري إلا4 أن المحللين يعتقدون إن الدعاية الكبيرة التي أحاطت بانتخابات المرشد العام ومجلس إرشاد الجماعة إضافة إلى اقتراب انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) التي ستليها الانتخابات التشريعية هما السببان الرئيسيان لهذه الاعتقالات. وكان بديع أكد "إننا نؤمن بالتدرج في الإصلاح وان ذلك لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه، لذلك نرفض العنف وندينه بكل أشكاله، سواء من جانب الحكومات أو الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات". وأضاف "إما موقفنا من الأنظمة القائمة في بلادنا، فنحن نؤكد أن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصوما لها وان كان بعضها دائم التضييق عليهم" مشيرا إلى أن الإخوان مع ذلك "لا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم الاقتراحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للغير". وارجع المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان حمدي حسن هذه الاعتقالات إلى إعلان الجماعة الأسبوع الماضي قرارها خوض انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى المقرر إجراؤها في أبريل المقبل. وقال حسن لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن مقبلون على انتخابات مجلس الشورى ثم من بعدها على انتخابات برلمانية والنظام يريد إعاقة جماعة الإخوان وعرقلة خوضها الانتخابات المقبلة". واعتبر الخبير في شؤون الإخوان المسلمين الباحث حسام تمام أن إستراتيجية النظام في التعامل مع الإخوان قائمة على فكرة الضربات الجزئية المستمرة التي تستنزف طاقة الجماعة وتهز مفاصلها الرئيسية ولكن من دون أن تصل إلى مواجهة شاملة معها قد يكون لها كلفة سياسية لا يريد النظام أن بدفعها". وأضاف "هذه المرة يمكن ربط الاعتقالات بسببين أساسيين مباشرين الأول هو الأجواء التي أحاطت بانتخابات مكتب الإرشاد والمرشد العام والتي صاحبها نوع من الاستعراض الإعلامي الواسع الذي تمثل في إعلان البيعة للمرشد الجديد في مؤتمر صحافي كبير أمام ممثلي الصحف وكاميرات التلفزيون". وتابع "أما السبب الثاني فهو إجهاض أي تحرك جدي لخوض انتخابات مجلس الشورى التي تعد بمثابة تجربة لانتخابات مجلس الشعب". وكانت جماعة الأخوان، التي أسسها حسن البنا في العام 1928، حققت اختراقا تاريخيا في الانتخابات البرلمانية المصرية في العام 2005 بفوزها ب20% من مقاعد البرلمان المصري.