شهدت امتحانات هذا العام كالعادة ابتكارات جديدة فى اساليب الغش بين طلاب الجامعات، ويحرص الطلاب على اكتشاف طرق غير معروفة للغش حتى لا تنطلى على المراقبين، ويتم تداول هذه «التفنينات المبتكرة» فيما بين الطلاب ليحل موسم الامتحانات التالى وتكون قد انتشرت على مستوى الجامعات المصرية. وعن احدث أساليب الغش المتبعة عام 2010، قال شريف أبوالسعود، الطالب بكلية الآداب، إن الكتابة على الورق الشفاف بالرصاص أو بالأسود، ووضعه على «الديسك» أو لصقه، هو «التفنينة» الأحدث والأكثر ابتكارا فى عالم الغش. وقال هانى محمد، الطالب بنفس الكلية، إن أفضل وسائل الغش هو النقل المباشر من الكتاب أو الملزمة الى ورقة الإجابة حيث يتيح ذلك فرصة الإجابة النموذجية، وعلق زملاؤه فى اللجنة، «كان بينقل من الكتاب ويملينا». أما الغش عند محمد صلاح، الطالب بكلية التجارة، فهو على طريقة وضع بعض الأوراق على الأرض، أسفل «الديسك» لكى يتمكن من نقل ما بها من معلومات، مع تقليب الصفحات بساقيه. فيما يبقى «البرشام» هو سيد أساليب الغش، ويتبعه عدد كبير من الطلاب، الى جانب بعض الأساليب التقليدية الشائعة مثل، وضع سماعات الأذن وإجراء اتصال مفتوح. وأضاف محمد على، الطالب بكلية الحقوق أن هذا الأسلوب قد تطور وأصبح أكثر فاعلية مع ظهور سماعات «البلوتوث»، الى جانب تدوين المعلومات على الموبايل فى شكل رسائل أو مذكرات صغيرة. وحكت مى عبد الفتاح، الطالبة بكلية الآداب، موقفا حدث معها فى احد الامتحانات حينما مر مشرف اللجنة عليها فوجدها صامته لا تكتب ويبدو عليها ملامح التوتر، فسألها «ساكته ليه؟»، فأجابت، «مش عارفة احل حاجة»، وكان وقت الامتحان قد شارف على الانتهاء، فقال لها «طيب استنى لما الف واسألى صاحبتك.. بس بالراحة». وأشار عدد من طلاب كلية التجارة إلى أن دور المشرفين ينحصر فى قول عبارة «مش كفاية كده ولا إيه؟» و«ششششش بالراحة» أثناء مرورهم على طلاب اللجنة. وهناك عدة أساليب أخرى يتبعها العديد من الطلاب فى الكثير من الكليات مثل الكتابة على اليدين خاصة فى موسم الشتاء وارتداء الملابس ذات أكمام طويلة، التى تخفى وراءها فصولا بل مناهج كاملة، الى جانب الوجود فى مقر لجنة الامتحان قبل بدئه بفترة كافية لكتابة بعض المعلومات على «الديسك» لينقلها الطالب أثناء الامتحان، وكذلك الكتابة على المناديل الورقية وبعض الأدوات مثل المسطرة الخشب وورقة الأسئلة، وكذلك الكتابة على علب العصير التى يحرص الطلاب على اقتنائها بحجة أنهم يشعرون بالغثيان والدوار أثناء الامتحان. كما أجمع عدد كبير من الطلاب على أن أسهل أسلوب للغش هو اختلاس نظرات من ورقات إجابة المجاورين لهم فى اللجنة، بالإضافة الى لغة العين والتهامس الخافت واستخدام إشارات اليدين للتعبير عن رقم السؤال وأجزائه. وتنعدم حالات الغش إلا نادرا فى الجامعات الخاصة، كما أشار عدد من طلابها، نتيجة قلة أعداد الطلاب فى اللجان، فى حين تشهد الكليات الحكومية ذات الأعداد الكثيفة مثل التجارة والحقوق والآداب اعلى معدلات لحالات الغش كل عام.
