مع دخول السينما ما يمكن أن نسميه حالة «بيات شتوى» حيث تشهد تراجعا فنيا ملحوظا مع تناقص عدد الأفلام المنتجة.. اتجه عدد كبير من الفنانين إلى تنمية مواهبهم ومهاراتهم الفنية بالحصول على دورات فى التمثيل.. المثير أن هذه الدورات لم تقتصر على شباب وصغار الممثلين بل ضمت كثيرا من الممثلين المحترفين بعضهم من نجوم الشباك مثل منى زكى وأحمد حلمى ومنه شلبى وأحمد عز وفتحى عبدالوهاب وسوسن بدر وخالد الصاوى. وعلى الرغم من أن هناك مدارس تعليم تمثيل فى مصر تفتح أبوابها منذ نحو 35 سنة فإننا لم نر نجوما يذهبون إليها، وعرفناها فقط لهواة التمثيل الذين يتعلقون بأى قشة تقربهم من الظهور فى عمل فنى. مؤخرا قدم المنتج محمد العدل المسئول عن إدارة التدريب الخاص فى غرفة صناعة السينما مشروع «أكاديمية هوليوود» التى تهدف إلى تدريب الفنانين وتنمية مهاراتهم، وبالفعل أقيمت أول دورة تدريبية فى أكتوبر الماضى. ويستعد العدل لتنظيم دورتين جديدتين خلال عام 2010 الأولى فى فبراير والثانية فى نوفمبر. ويقول العدل إن سبب اختياره لهذين الشهرين أن الممثلين لا يكون لديهم ارتباطات خلالهما بتصوير أى أعمال سواء فى السينما أو التليفزيون. وعن استمرار الأكاديمية أكد أن الدورة الماضية كانت مجرد تجربة وأشار إلى أنه فوجئ بتقدم عدد كبير من الممثلين المحترفين ونجوم الشباك للالتحاق بها، الذين أكدوا عقب انتهائها أنهم استفادوا جدا منها، وطلبوا أن تستمر فى السنوات المقبلة.. ويضيف: هذا ما حمسنى لكى أنظم دورتين هذا العام. وعن الاستعانة بمدربين من هوليوود وعدم إسناد هذه المهمة لمصريين قال إنهم هناك متقدمون علينا وسبقونا سينمائيا بمسافات طويلة لذلك أعتقد أن فرصة التعلم والاستفادة من خبراء هوليوود أكبر وأفضل. وأشار العدل أن هذه الدورات لا تتعارض مع ورش التمثيل الموجودة فى مصر لأن مهمتها ليست تعليم التمثيل، ولكنها تستهدف أساسا تنشيط الطاقات والملكات الخاملة عند الممثلين الموهوبين، لأنه من الطبيعى أن كل ممثل يملك 12 ملكة، لكنه لا يستخدم منهم سوى واحدة أو اثنين على الأكثر، وهذه هى المهمة الرئيسية للدورة، فأغلب الفنانين فى مصر يكتشفون عند بداية دخولهم التمثيل ملكة وبعد ذلك يحصرون أنفسهم فيها ويستمرون طوال حياتهم محاصرين فى طريق واحد بنوعية واحدة من الأدوار دون أن تتاح لهم فرصة التنوع والاختلاف. عقدة الخواجة ويعلق الدكتور حسن عطية عميد معهد الفنون المسرحية الأسبق بأن أكاديمية هوليوود التى يشرف عليها المنتج محمد العدل متخصصة فى تأهيل وإعداد الممثلين الذين لم تتح لهم فرصة الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية مثل منى زكى وحنان ترك وغيرهما، الذين لم يدرسوا ما درسه خريجو المعهد من تدريبات الإلقاء وتنظيم النفس. وبالتالى فإن أغلب ممثلينا لا يجيدون فعل ذلك، بالإضافة إلى عدم إجادتهم اللغة العربية الفصحى، وهذا يجعلهم مجبرين على الاعتذار عن عدم تقديم الأعمال التاريخية فى السينما والتليفزيون، ويجعلنا أيضا مجبرين على الاستعانة بممثلين سوريين فى أعمالنا التاريخية مثلما حدث مع مسلسل «صدق وعده». ويضيف د.عطية قائلا: أنا مع الأكاديمية ولكن ليس مع أن نستعين بخبراء من الخارج لتدريب الممثلين فيها، لأننا نملك فى المعهد خبراء كبارا لا يقلون خبرة عن الأمريكيين الذين يستعينوا بهم. وأدعى أن لدينا أفضل منهم لأن التدريب على التمثيل لا يصلح أن يستقيه الممثل المصرى من مدرس أجنبى، وذلك لأن أداء الممثل لا يعتمد على الكتب ولكنه موهبة وتثقل بالتدريب فتجد أن أداء ساندرا بولوك فى هوليوود ليس مختلفا عن أداء منى زكى فى مصر. وأعترف عطية بأن الأمريكيين متقدمين علينا فى مجالات الديكور، والإخراج، والإضاءة، والطبيعى أن نأتى بخبراء من هناك لكى يفيدونا فى هذه المجالات.. لكن فى التمثيل يجب أن يكون المدرب من نفس بلد المتدرب لأن أهم التدريبات كما ذكرت هو إتقان اللغة وطريقة الإلقاء وتنظيم خروج النفس، وهذا يختلف من بلد لآخر حتى فى البلاد التى تتحدث الإنجليزية فتجد أمريكا تتحدث إنجليزية مختلفة عن التى يتحدث بها الإنجليز فى بريطانيا فكيف يدرب خبير إنجليزى ممثلا مصريا واللغة مختلفة وليس فقط اللهجة. وأشار عطية إلى أننا نعانى من عقدة الخواجة فى كل المجالات.. فالمسألة فى النهاية هى أن يكون المدرس خواجة فقط، بغض النظر إذا كان مفيدا أم لا.. وأؤكد أن أساتذة معهد الفنون المسرحية أولى بالتدريس فى هذه الدورات من الخواجات وأدعى أن الدكتور سناء شافع على سبيل المثال أفضل من الخواجة الذى استعانوا به. مدرس لكل طالب وعن عدم تنظيم المعهد لمثل هذه الدورات قال إن المعهد مؤسسة تعليمية وتخضع لقواعد وقوانين وشروط للالتحاق به.. ولا يمكن مخالفتها لذلك لا يتاح فعل ذلك، كما أنه لا يمكن قبول عدد طلاب أكثر لأن المعهد تم إنشاؤه على ألا يقبل أكثر من 100 طالب، حتى يحصل الجميع على تعليم عالى الجودة، فنحن فى المعهد نعمل بمنطق مدرس لكل طالب.. لأننا نعمل على تنمية مهارات الطلاب وليس مهمتنا شرح كتب ومناهج مثل الكليات النظرية. من جهة أخرى قال الفنان أحمد كمال صاحب إحدى مدارس التمثيل المصرية: المحاولات مطلوبة طول الوقت، ويجب أن يوجد أكثر من استوديو لتعليم التمثيل، لأن مصر بها أكثر من 80 مليون مواطن، ومعهد الفنون المسرحية لا يقبل فى النهاية سوى 15 طالبا فقط. وأشار إلى أننا فى مصر نحتاج إلى استوديوهات كثيرة مثلما هو الحال فى أوروبا وأمريكا الذين انتبهوا إلى ذلك منذ فترة طويلة.