إيداع المتهم بقتل والديه المُسنين في الإسكندرية مستشفى الأمراض النفسية

قررت، محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمد السيد محجوب، اليوم الإثنين، إيداع "محمود.ع.س"، 41 عامًا، عامل بكافتيريا؛ مستشفى الأمراض النفسية والعصبية لبيان مدى سلامة قواه العقلية؛ لاتهامه بقتل والديه، "عباس.س.أ"، 65 عامًا، موظف بالمعاش، وزوجته "نجاة.ع.أ"، 60 عامًا، ربة منزل، بسلاح أبيض "سكين"، داخل الشقة محل سكنهما، وذلك في القضية رقم 29859 لسنة 2021، جنايات باب شرقي.
وكانت نيابة باب شرقي أحالت المتهم للمحاكمة الجنائية، عقب حبسه على ذمة التحقيقات، وتابع قاضي المعارضات تجديد الحبس، إثر إلقاء ضباط المباحث القبض عليه، نفاذًا لطلبها، حيث أمرت باستمرار تحريات المباحث حول ملابسات الحادث، ومدها بتقرير الأدلة الجنائية الخاص برفع البصمات وآثار الجريمة، بجانب تقارير الصفة التشريحية، وتفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة.
وتعود وقائع القضية إلى تلقي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمود أبو عمرة، إخطارًا من مأمور قسم شرطة باب شرقي، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة، حول وصول بلاغًا من الأهالي، بوجود جثتين لزوجين، مُسنين، مقتولين، دون وجود أية آثار لفتح الشقة "عنوة"، في منطقة الحضرة الجديدة.
وبانتقال النيابة، والمباحث، إلى موقع البلاغ، بالشقة الكائنة في الطابق الثالث، بالعقار رقم 16 شارع المدينة المنورة، المتفرع من شارع الإزالة، منطقة الحضرة الجديدة، تبين من مناظرة الجثتين أن القتيلين، بهما عدة طعنات في مناطق متفرقة من الجسد، باستخدام سلاح أبيض "سكين"، مع عدم وجود أي كسور في منافذ الشقة.
وبنقل الجثتين إلى المشرحة، أمرت النيابة بتسليمهما لذويهما لمواراتهما الثرى بمقابر الأسرة، في مسقط رأسهما قرية شباش عمير، التابعة لمركز قلين، محافظة كفر الشيخ، بالتزامن مع البحث عن نجلهما، بعد إشارة أصابع الاتهام الأولية إليه.
وعقب ذلك استدعت النيابة شقيقة المتهم، وزوجته، لسؤالهم داخل سراياها، حيث أفادت الأولى بأنها تلقت اتصالًا من الثانية؛ حول وجود خلافًا بين زوجها ووالديه، مؤكدة لها أن شقيقها ذهب إليهما لمعاتبتهما وهو في حالة عصبية، ومزاجية حادة.
وأضافت الابنة، في التحقيقات، أنها أرسلت على أثر ذلك نجلها "حفيد الضحيتين" للاطمئنان على والديها، بعد عدة محاولات للاتصال بهما وبشقيقها، لكنها لم تتلقى أية إجابة منهما، لتفاجأ عقب ذلك بأن نجلها يخبرها بمقتل والديها داخل مسكنهما.
وبسؤال الجيران، أشاروا بأصابع الاتهام إلى أن نجل القتيلين وراء ارتكاب الواقعة؛ حيث نشبت بينهما خلافات بسبب زوجته، وذكروا مواصفات رجلًا تتشابه مع الابن وهو يغادر العقار مهرولًا، وتصادف رؤيته من جانب إحدى السيدات، وعندما سألته عن هويته وسبب وجوده بالعقار مبكرًا، أفاد بأنه عامل "الدِش" مستغلًا غربته الطويلة، وعدم معرفة الجيران به، وعقب ذلك تم اكتشاف حادث القتل.
وأضاف الجيران في التحقيقات، أن نجل القتيلين، كان دائم السفر للخارج، وزوجته كانت تجلس مع والديه، وكانوا دائمين الشجار بشكل يومي، ثم انفصلت الزوجة عنهما بانتقالها إلى شقة إيجار جديد، وقبل 4 أشهر عاد المتهم من الخارج، ودخل على خط الشجار، بسبب رغبته في تنازل والديه له وزوجته عن الشقة، والعودة إلى مسقط رأسهما في محافظة كفر الشيخ.
وبتشكيل فريق بحث جنائي، ورفع البصمات من مسرح الجريمة، بمعرفة خبراء الأدلة الجنائية، تم ضبط المتهم؛ حيث كشفت التحريات أنه كان دائم الشجار مع والديه، ويوم الحادث دلفّ إلى الشقة محل سكنهما، وسدد لوالده عدة طعنات في "الصدر والبطن والقلب والرئة" بسلاح أبيض "سكين"، ثم نهض إلى غرفة والدته، وطعنها في "الرقبة والصدر" ليودي بحياتهما، ثم تركهما غارقين في دمائهما ولاذا بالفرار.
وبتقنين الإجراءات، تم تحديد مكان اختبائه في مدينة دمنهور، محافظة البحيرة، وبضبطه تحرر محضرًا بالواقعة، وبمواجهته أقروا بها، وأرشد عن السلاح المستخدم في الحادث، وبالعرض على النيابة قررت إحالته للمحاكمة الجنائية.