بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يوم الأحد مهمة لإصلاح العلاقات مع تركيا بعد خلاف دبلوماسي بين الحليفين. وتركيا - التي يغلب على سكانها الديانة الإسلامية لكن نظامها علماني - لها تاريخ من التعاون العسكري مع إسرائيل وقد لعبت دور الوسيط بين الدولة اليهودية والعالم العربي. لكن انتقادات تركيا المتكررة للحملة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ عام وترت العلاقات, ووصلت ذروتها في الأسبوع الماضي بعدما أهان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السفير التركي علنا وهي الواقعة التي طلبت أنقرة اعتذارا عنها وحصلت عليه. وقال مساعد لباراك: "الهدف من الزيارة هو تحسين العلاقات الثنائية. التحالف الإسرائيلي التركي له أهمية إستراتيجية متبادلة." واجتمع باراك الجنرال السابق بالجيش وهو رئيس وزراء سابق أيضا بوزير الخارجية أحمد داوود أوغلو اليوم بعد زيارته قبر مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة. ولم تصدر تصريحات عن أي من الجانبين بعد اللقاء. ومن المقرر أن يلتقي باراك بوزير الدفاع التركي ويعقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق اليوم. ولم يكن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بين مضيفي باراك الذي يزور تركيا ليوم واحد. وكان تعبير أردوغان عن غضبه علنا بسبب مقتل مئات المدنيين في غزة قد أثار غضب إسرائيل. ومنعت تركيا مشاركة إسرائيل في مناورة لحلف شمال الأطلسي أواخر العام الماضي بسبب مشاعر جماهيرها تجاه الحملة التي تعرضت لها غزة وقالت اسرائيل إنها نفذت لوقف الهجمات الصاروخية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). ومنذ ذلك الحين عقد أردوغان اجتماعات رفيعة المستوى مع رئيسي سوريا وإيران عدوي إسرائيل. وتراقب واشنطن ميل تركيا نحو طهران بقلق. وهناك خلاف بين الولاياتالمتحدة وايران بسبب برنامجها النووي. وترى إسرائيل أن احتمال امتلاك إيران قنبلة نووية يمثل تهديدا لها. كما غضب الإسرائيليون بسبب مسلسلين تلفزيونيين تركيين يصوران جنودهم على أنهم قتلة للأطفال الفلسطينيين ويظهران دبلوماسييهم على أنهم العقول المدبرة لعصابة للخطف. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إن تركيا كانت تنحاز لدول إسلامية معادية لإسرائيل مثل إيران حتى قبل الحرب في غزة. وتوسط أردوغان في محادثات للسلام لم تستمر طويلا بين سوريا وإسرائيل في عام 2008. ويشكك بعض المسئولين الإسرائيليين الآن في قدرته على لعب دور الوسيط, ثم قال نيتانياهو أن حكومته ستتفاوض مع دمشق مباشرة. وعلى الرغم من الخلاف الدبلوماسي قال مسئولون من الجانبين إن تركيا تحاول إتمام صفقة لشراء عشر طائرات بدون طيار من طراز (هيرون) قيمتها 180 مليون دولار من إسرائيل. وقال مسئول إسرائيلي يوم الأحد إن الاتفاق على وشك أن يتم. ولا تملك تركيا طائرات بدون طيار خاصة بها. وأضاف "أعتقد أنهم على وشك إتمام الاتفاق... ينتظر تسليم أول أربع طائرات بدون طيار بحلول ابريل." وقال مصدر دفاعي إسرائيلي إن تركيا تنتظر أيضا تسلم أنظمة كاميرات للطائرات الحربية قيمتها 141 مليون دولار من إسرائيل وهي الصفقة التي وقعت قبل فترة قصيرة من حرب غزة.