رغم أنها ليست المرة الأولى التى يفشل فيها التليفزيون المصرى فى التفاوض على بطولة كروية مهمة مثل بطولة الأمم الأفريقية، فإن بطولة أنجولا الحالية كانت حاسمة فى الكشف عن ضعف المسئولين فى ماسبيرو، الذين أصبحوا غير قادرين على التفاوض بلغة سوق الإعلام الرياضى، والذين قاموا «بتسييس» القضية لحشد الرأى العام المصرى لصالحهم ضد القناة التى تعرض مبارايات البطولة، خاصة بعد قرار الجزيرة البث على القناة العامة لتحسم المباراة لصالحها وتربح 80 مليون مصرى. الشيخ: الشروط كانت تعجيزية.. والخليفى يرد: ماسبيرو ألغى التعاقد 3 مرات ربط المهندس أسامة الشيخ كرامة مصر وكبرياءه بفشل مفاوضاته مع الجزيرة الرياضية حول بطولة كروية، وذلك عندما خرج للجمهور المصرى والعربى من خلال برامج التوك شو ليعلن كيف حاولت الجزيرة فرض شروطها على المصريين مطالبة بالحصول على أرشيف التليفزيون، الذى يبلغ عمره 50 عاما، وهو أكبر من عمر عدد من الدول على حد قوله! وزاد على هذا أن الجزيرة طالبت بإنشاء شركة توزيع بخلاف الشركة الحكومية cne، وطالبت أيضا بإذاعة عدد من المباريات التى تقام على أرض مصر، وأكد أنهم غالوا فى طلباتهم ليضعوا المسئولين فى حرج أمام دافعى الضرائب من المصريين ظنا من جانبهم أن الشعب المصرى سيشعل المظاهرات احتجاجا على عدم إذاعة المباريات، لكن المصريين لم يفعلوا هذا لأنهم ليسوا محدثى نعمة، كما أنهم اعتادوا فى الماضى أن يشاهدوا المباريات «بايتة» أى بعد إقامتها بيوم فوقعت الجزيرة فى موقف حرج واضطرت إلى إذاعة المباريات مجانا. ودافع الشيخ عن نفسه، مؤكدا أنه لم يتأخر فى التفاوض على البطولة، وقال: تعاقدت مع قنوات الart على البطولات الثلاث، التى تمتلكها الفيفا، وهى بطولة العالم للشباب والمباريات المؤهلة لكأس العالم وكأس العالم وعندما أردت شراء بطولة الأمم الأفريقية تحجج المسئولون فى الart بزعم أن هناك مشكلات مع الاتحاد الأفريقى، وهى الجهة المالكة لحقوق هذه البطولة، وكانت فى هذا الوقت تجرى مفاوضات مع الجزيرة لبيع قنواتها الرياضية لنفاجئ بالمسئولين فى الart يقولون لنا إن المسئولين فى الجزيرة يرغبون فى التفاوض معنا بأنفسهم ومن هنا بدأت المشكلات، وبدأت شروطهم التعجيزية وحاولوا تهيج الرأى العام ضدنا لكن الشعب المصرى تضامن مع قرارنا بعدم الانسياق لهذه الضغوط، والتى تتعرض لكرامة وكبرياء مصر. من ناحيته أبى ناصر الخليفى المدير العام لقنوات الجزيرة الرياضية أن يلتزم الصمت، فخرج إلى الجمهور المصرى، وفى نفس القنوات التى ظهر فيها «الشيخ» ليعلن موقف الجزيرة، مؤكدا أن إدارة قنوات الجزيرة تحترم جميع العقود، التى وقعتها إدارة قنوات art مع أى جهة، مضيفا أن التليفزيون المصرى وافق كتابيا على شروط إدارة الجزيرة 3 مرات وكل مرة يلغى قراره مرة أخرى، الأمر الذى جعله على قناعة تامة بأن الاتفاق مع الجانب المصرى مستحيل، إلا أنه حرصا من قنوات الجزيرة على المشاهد المصرى وتم التفاوض مع الاتحاد الأفريقى لمدة ثلاثة أيام للموافقة على إذاعة مباراة مصر ونيجيريا بشكل مفتوح، وأن الجزيرة فعلت ذلك تعاطفا مع حالة الغضب فى الشارع المصرى وتضامنا مع المواطن البسيط الذى لا يجد متعة حقيقية إلا بمتابعة مباريات كرة القدم. جمال هليل: أعداد المشتركين المصريين للجزيرة فى تزايد على الجانب الآخر نفى جمال هليل مدير مكتب قنوات الجزيرة الرياضية بالقاهرة ما تردد عن أن الحكومة المصرية بصدد إيقاف بيع كروت الاشتراك فى شبكة الجزيرة أسوة بما حدث فى «تونس»، والتى اعترضت بدورها على العرض المادى المبالغ فيه الذى أعلنته الجزيرة لشراء مباريات بطولة أنجولا 2010، والتى تقدم ب10 ملايين دولار، وقال: «هناك عقود مبرمة مع شركة cne، وهى شركة حكومية واعتدنا من الحكومة المصرية التزامها بالعقود واحترامها لها ولا أتصور أبدا أن تقدم مصر على هذا التصرف خاصة أن اشتراكات المصريين لشبكة الجزيرة تتزايد، ولم نسمع عن اعتراض أى جهة لمنع المصريين من الاشتراك. وأضاف: أشعر بانزعاج شديد من هذه الحرب التى اشتعلت بين الطرفين، وأخذت مسارا غريبا من تحويل الموضوع من مجرد تفاوض حول بطولة إلى مشكلة أكثر خطورة رغم أن الجزيرة فى مباراة مصر والجزائر، التى أقيمت بالقاهرة أجرت مفاوضات لشراء هذه المباراة، وغالى مسئولو ماسبيرو فى طلباتهم، حيث اشترطوا دفع مبلغ وقدره مليون ومائة ألف دولار ولم يعترض المسئولون فى الجزيرة، ومع ذلك تعنت المسئولون فى ماسبيرو ورفضوا! حسن حامد: ماسبيرو يخسر بسبب البيروقراطية ومن منطلق أنه صاحب أول تجربة تفاوض لشراء بطولات رياضيه تحدث الإعلامى حسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق قائلا: لقد نبهت منذ سنوات تحت قبة مجلس الشعب على خطورة ما نحن مقبلون عليه وقلت لهم إن عصر الفرجة المجانية انتهى والمسألة أصبحت حقوقا تباع بالملايين، وطالبت بإنشاء شركة كبيرة تضم أطرافا عديدة تجمعهم مصلحة واحدة مثل الإذاعة والتليفزيون والقنوات المصرية الخاصة وشركات الإعلانات وبعض البنوك التى ترعى هذه البطولات، وذلك برأس مال ضخم ومختصة بمجال التسويق الرياضى، وقادرة على التفاوض لشراء حقوق المباريات بالمبالغ المطلوبة وقادرة فى نفس الوقت على تحقيق مكاسب لأن الرياضة مجال مربح لا يخسر لكن للأسف لم يهتم أحدا، وأتمنى أن يعيد المسئولين حساباتهم وأن يفكروا فى هذا الاقتراح لأنه من العيب أن يأتى الوقت الذى يقف فيه إعلامنا عاجزا على عرض هذه الأحداث المهمة ويقف مكتوف اليدين ويتحول إلى مشاهد عادى للأحداث. واستطرد: لقد لعبنا على ثغرة فى عقد art مع الاتحاد الأفريقى لبطولة الأمم 2004 وتعاقدنا على شراء البطولة، وعرضها باللغة الفرنسية لعام 2004 و2006 و2008 وأنقدنا أنفسنا من فضيحة كبيرة ولكن إلى متى سنلعب على الثغرات فنحن فى موقف لا نحسد عليه خصوصا أن فوز الفريق المصرى على نظيره النيجيرى وضع المسئولين فى موقف حرج للغاية وباتوا مطالبين بعرض المباريات مهما كان الثمن. وعن رأيه فى «تسييس» المفاوضات مع الجزيرة قال: نحن خارج اللعبة ولا أستطيع أن أكذب أسامة الشيخ لأنه هو الموجود والقريب من الأحداث، وعلى كل حال، فالمفاوضات تحتمل أى شىء فلقد خضت التجربة، وأعرف كم هى صعبة، لكن نصيحتى له بألا يتأخر فى الوقت لأن هذا ليس فى صالحه رغم أننى أعذره خاصة أن يده مكبلة بالقيود، حيث يجب أن يتفاوض ويتعاقد قبل انتهاء السنة المالية، فكنت أتعاقد وأنا رئيس اتحاد بالتعهد أننا سندفع، لكن التعهدات لم تكن تفلح فى أمور كثيرة خاصة أن البائع يريده أمواله فورا، وهذا الأمر صعب فى مكانه تحكمه البيروقراطية الحكومية.