عادت الحياة من جديد إلى شوارع وأسواق العاصمة العراقية بغداد بعد إجراءات أمنية مفاجئة اتخذتها سلطات الأمن استمرت لساعات اليوم الثلاثاء على خلفية ورود معلومات بوجود سيارات مفخخة في الشوارع. ونسب المركز الوطني للإعلام ، وهو مؤسسة مرتبطة بمجلس الوزراء العراقي إلى اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات فرض القانون في بغداد قوله :"لدينا معلومات عن نية جماعات إرهابية تفجير سيارات مفخخة في بغداد مما استدعى فرض إجراءات أمنية مشددة حفاظا على أرواح المواطنين شملت إغلاق عديد من الطرق الرئيسية وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق من أجل ضبط السيارات المشتبه لها". وشوهد خلال ساعات الصباح الأولى انتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن في الشوارع وحملات تفتيش طالت عددا من الأحياء في إطار احتياطات استباقية لمنع وقوع انفجارات وتقييد حركة الجماعات المسلحة حيث خلت الشوارع تماما من حركة السيارات. وتم إغلاق جميع الطرق الرئيسية والفرعية أمام حركة المركبات بمختلف أنواعها مما اضطر الآلاف من الأشخاص إلى السير مشيا على الأقدام للوصول إلى أماكن عملهم بينهم أعداد كبيرة من أطفال المدارس الابتدائية وطلاب الجامعات وموظفي الدولة وأصحاب المتاجر في الأسواق الرئيسية. وقال اللواء قاسم عطا :"لا صحة لما تردد عن وقوع عمليات اغتيالات ضد شخصيات سياسية وأمنية وما قامت به القوات العراقية إجراءات استباقية ضد الجماعات المسلحة". وتجمع مئات الأشخاص أمام منازلهم في أحياء بغداد وأزقتها لمعرفة أسباب هذا الحظر الذي يعد الأول من نوعه منذ عدة أشهر الأمر الذي أدى إلى تناقل شائعات حول وقوع عمليات اغتيال طالت شخصيات سياسية في البلاد وأبرزهم النائب صالح المطلق زعيم حركة الحوار الوطني الذي أبعدته هيئة المساءلة والعدالة من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة على خلفية ثبوت انتمائه إلى حزب البعث المحظور. وقال عطا: "هذه الإجراءات يراد منها تفويت الفرصة أمام المسلحين لاستهداف المواطنين الأبرياء وهذه الممارسات هي جزء من الخطط الأمنية التي ستشهدها المرحل المقبلة من أجل الحفاظ على المنجز الأمني". وأضاف أن "القوات الأمنية تفرض حاليا سيطرتها على جميع المناطق والأحياء في بغداد .. نحن نتعامل مع أسوأ الاحتمالات من أجل تفويت الفرص على الأعداء وضمان أمن المواطنين". ورغم حالة الذعر التي عاشها العراقيون من جراء تطبيق الحظر إلا أن هذه الاجراءات الحكومية قوبلت بحالة من الارتياح والثقة في أن السلطات تعمل على توفير الحماية ومنع وقوع انفجارات مدمرة كما حدث خلال الربع الأخير من العام الماضي حيث تكرر وقوع الانفجارات الكبيرة المدمرة التي حصدت أرواح الآلاف. وقال خالد أحمد الحسيني- /47 عاما- :"لم أستطع الوصول إلى مكان عملي في حي القاهرة ببغداد بسبب الإجراءات الأمنية وعدم توفر وسائط نقل لان جميع الشوارع مغلقة وأنا أتابع الموضوع من خلال وسائل الإعلام لمعرفة أسباب هذا الحظر المفاجئ". وأضاف: "ما زالت الأنباء متضاربة لكن الحكومة تقول إن هذا الحظر جاء من أجل منع وقود انفجارات بسيارات مفخخة وهذا إجراء جيد لان حماية أرواح المواطنين هدف سام". ورغم أن سلطات الأمن أعادت الحياة من جديد وتم إعادة افتتاح الجسور والشوارع أمام حركة المركبات، إلا أن إجراءات الأمن لا تزال مشددة حيث تقف السيارات في طوابير أمام نقاط التفتيش في جميع الشوارع الرئيسية والفرعية كما شوهدت تعزيزات أمنية أمام الأبنية الحكومية. وقالت ساجد محمد - 39عاما – وهي معلمة :"لقد منعنا انقطاع التيار الكهربائي خلال ساعات الصباح الأولى من التعرف على إعلان السلطات الأمنية فرض حالة حظر التجوال لكني فوجئت بعد الخروج من المنزل في الساعة السابعة صباحا بأن الشوارع ملئت بالأشخاص والجميع لا يعرفون السبب، وسط شائعات عن مقتل هذا السياسي أو ذاك لكن الأمر اتضح فيما بعد معرفتنا من خلال المذياع أن هذا الحظر هو اجراء وقائي .. وهذا أمر جيد".