التغيير المحدود للمحافظين فى 5 محافظات، هى شمال سيناءوجنوبسيناء ومطروح وحلوان وبنى سويف، أعقبته حالة من الارتياح رصدتها «الشروق» بين أهالى المحافظات الخمس. ففى محافظة شمال سيناء،جاء قرار نقل محافظها اللواء محمد عبدالفضيل شوشة ليتولى منصب محافظ جنوبسيناء، وسط ظروف أمنية معقدة واحتقانات شعبية خاصة فى مدينة العريش بعد مقتل مواطن على يد أحد المطاردين أمنيا دون أن يتم القبض عليه منذ عدة سنوات. وكان أشرف الحفنى منسق اللجنة الشعبية فى حزب التجمع قد طالب قبل ساعات من صدور قرار النقل بإقالة محافظ شمال سيناء،لما وصفه بالفشل فى إدارة أزمة الانفلات الأمنى «غير المسبوق» فى شمال سيناء. فيما رأى خالد عرفات عضو حزب الكرامة أن تغيير السياسات وصياغة منظومة أمنية قوية «أهم من تغيير الأشخاص». وطالب حمدان الخليلى عضو حزب الوفد الحكومة بالكف عن اختيار قيادات سيناء على أسس أمنية. وعبر عدد من المواطنين عن ارتياحهم لقرار نقل المحافظ السابق لملاحقته للموظفين فى أماكن عملهم خاصة التربية والتعليم على حد قولهم. وأشارت مصادر داخل محافظة شمال سيناء إلى أن المحافظ تلقى خبر نقله عقب خروجه مباشرة من اجتماع بأعضاء المحليات، وأنه لم يبد أى تعبير على وجهه. وأضافت المصادر أن عددا من العاملين تبادلوا القبلات فرحا برحيله. فيما أكد مصدر مقرب من أسرة المحافظ أنه كان على علم مسبق بالتغييرات وأنه يعتبر النقل تقديرا من القيادة السياسية وليس عقابا. ويحسب لمحافظ شمال سيناء السابق إدارة أزمة نقل المساعدات أثناء العدوان على غزة بشكل علمى وحاسم، إلا أنه لم ينجح فى التصدى لمشكلات الانفلات الأمنى والسطو المسلح وتردى الخدمات الصحية فى المحافظة، بالإضافة لعدم نجاحه فى جذب المستثمرين. وفى جنوبسيناء تباينت ردود الأفعال عقب خروج اللواء محمد هانى متولى المحافظ السابق من منصبه. ويرى البعض أن متولى أسهم فى دفع عجلة التنمية والتطوير داخل المحافظة، عن طريق عدد من القرارات الناجحة كإنشاء تاكسى العاصمة فى شرم الشيخ، وتوزيع مكافآت صناديق المحافظة على جميع الموظفين بالديوان العام ومجالس المدن وغيرها. بينما انتقد البعض فشل المحافظ السابق فى حل أزمة الإسكان ومشكلة نقص المياه. وأشار عبدالعزيز صقر عضو محلى المحافظة إلى مشروع تاكسى العاصمة وإنشاء قرية مبارك الرياضية كدليل على إنجازات المحافظ وأضاف أن المحافظ تميز برعايته للحالات الإنسانية. بينما قال ناصر تمام رئيس لجنة خدمة المواطنين فى المجلس المحلى إن المحافظ لم ينشئ طوال 5 سنوات هى فترة توليه منصبه سوى 2500 وحدة سكنية فقط فى جميع مدن المحافظة، لا تكفى سوى 20% فقط من حاجة سكان المحافظة مما أدى إلى ارتفاع أسعار إيجارات الوحدات، خاصة شرم الشيخ التى رفض المحافظ إنشاء أى وحدات سكنية بها بدعوى أنها مدينة سياحية. وانتقد تمام عدم حل المحافظة لمشكلة تقنين أوضاع امتلاك الأراضى للبدو مما أدى إلى ظهور عشوائيات فى شرم الشيخ. وفى مطروح، قوبل قرار خروج اللواء سعد محمد خليل المحافظ السابق بعد عام وثمانية أشهر قضاها فى منصبه بحالة من الارتياح بين المواطنين. وقال عدد من الأهالى إن الجهاز الإدارى قد شهد تراجعا فى فترة تولى خليل حيث سيطرت البيروقراطية على أدائه، كما انتقدوا حالة العزلة التى أحاط بها المحافظ السابق نفسه على حد قولهم، حيث لم يلتقيهم خلال 20 شهرا سوى 3 مرات فقط. ودللوا على رغبة المحافظ السابق فى عدم التلاحم للمواطنين بإنشائه لجدار وصفوه «بالجدار العازل» طوله 320 مترا ومزود ببوابات إلكترونية ورجال أمن لمنعهم من مقابلتهم، وأضافوا أنه وصفهم من قبل ب«الرعاع الذين يتسكعون داخل ديوان المحافظة». وفى بنى سويف رحب المواطنون بقرار خروج الدكتور عزت عبدالله ضمن حركة التغيير المحدودة، بين الوزراء والمحافظين. وكانت مجموعة من الأهالى بشرق النيل ببنى سويف قد قامت برشق المحافظ والسكرتير العام للمحافظة، بالحجارة يوم الجمعة الماضى وهى الحادثة التى سبقت خروجه من منصبه بيومين. وقال محمد إبراهيم عويس عضو محلى المحافظة إن المحافظ نجح فى عزل نفسه عن المواطنين عن طريق «موكب من الموظفين»، وأشار إلى تباطؤه فى التعامل مع عدة قضايا كقضية استيلاء جامعة النهضة على أراض مملوكة للدولة. بينما وصف سعد عبود عضو مجلس الشعب طريقة أداء المحافظ السابق بافتقادها للرؤية المنهجية والتفكير الإستراتيجى. وقال رفعت حواش عضو هيئة المكتب الوطنى إن المحافظ تسبب فى قتل وإصابة 3 أشخاص فى شهر رمضان الماضى عند قرر فتح كوبرى السعادات دون الرجوع إلى المهندس المختص مؤكدا أنه لم يرجع إلى المختصين فى أغلب المشاريع التى نفذها، وأضاف أن القرار»جاء رحمة بالمواطنين». وفى حلون أرجع النائب عبدالرحمن خير عضو مجلس الشورى عن حلوان خروج الدكتور حازم القويضى من منصبه إلى عدم قدرة المحافظ السابق على الوصول إلى المواطنين والأهالى الذين تقبلوا تعيين قدرى أبوحسين نائب محافظ القاهرة السابق للمنطقة الجنوبية بفرح كبير. وتتفق معه نصرة صلاح عضو مجلس محلى لمحافظ حلوان موضحة أن القويضى كان رجلا أكاديمييا وليس شعبيا ولم يكن لديه القدرة على الوصول إلى الجماهير وتحقيق أحلامها على الرغم من كونه صاحب رؤية ومخططات إستراتيجية جيدة.