تقترب 52 عاما من تاريخ الاتحاد الأوروبي من نهايتها يوم الجمعة بينما تسلم السويد آخر رئاسة وطنية للكتلة إلى رئيس جديد متفرغ وإلى أسبانيا. ومنذ تأسيسه عام 1957 والاتحاد الأوروبي تقوده دولة مختلفة كل 6 أشهر. بيد انه بحلول الأول من يناير ودخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ تم استحداث منصب رئيس متفرغ لمجلس الدول أعضاء الاتحاد . واعتبارا من الأول من يناير يرأس رئيس الوزراء البلجيكي السابق هيرمان فان رومبوي مؤتمرات القمة ويدير أجندة الاتحاد الأوروبي، بينما ترأس اسبانيا التي تقود الاتحاد الأوروبي في رئاسته الدورية الاجتماعات على مستوى أقل. وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفيلدت لوكالة الأنباء الألمانية يوم الثلاثاء الماضي "لقد كانت 6 أشهر مكثفة أتمنى لفيرمان فان رومبوي والرئاسة الاسبانية حظا سعيدا". ومن المصادفات الغريبة أن بلجيكا التي قدمت للاتحاد الأوروبي أول رئيس له كانت هي التي قدمت أول رئيس للرئاسة الدورية في النصف الأول من عام 1958 .وقد أسس أعضاء الاتحاد الأوروبي منصب الرئيس المتفرغ من أجل إضفاء التماسك على سياسات الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل ومن أجل الهروب من وضع توقف فيه المشاكل في الدولة رئيسة الاتحاد قرارات الاتحاد الأوروبي كما حدث في مارس عندما سقطت الحكومة التشيكية أثناء فترة وجودها على دفة قيادة الاتحاد الأوروبي. ومن المثير للسخرية أن الرئاسة السويدية لقيت إشادة واسعة بوصفها الأكثر فعالية في سنوات طوال حيث أبرمت اتفاقات في قضايا من قبيل تمويل تغير المناخ والرقابة المالية الواسعة للاتحاد الأوروبي ودخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ وتعيين فان رومبوي. ولخص دبلوماسي بارز من واحدة من أكبر دول الاتحاد الأوروبي الوضع مطلع ديسمبر قائلا أن الرئاسة عموما كانت ناجحة بشكل استثنائي وكبير ،قد أبلت السويد بلاء حسنا. وقد أعطت لجنة مشكلة من مجموعة من المراسلين الأوروبيين شكلتها صحيفة سفينسكا داجبلادت السويدية في منتصف ديسمبر الرئاسة بشكل عام ورينفيلدت على نحو خاص أعلى الدرجات . وينتظر دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي الآن كيف سيعمل فان رومبوي ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجز على إدارة التعاون على مدى الشهور الست القادمة حيث ستلعب الحكومة الاسبانية دورا رئيسيا في إعداد اجتماعات الاتحاد الأوروبي .وفي 18 ديسمبر وضع وزير الخارجية الأسباني ميجويل موراتينوس أولويات الرئاسة في الشهور الستة القادمة وهي فترة من المتوقع أن يرسخ فيها رومبوي وضعه في الوظيفة الجديدة. وتريد مدريد التركيز على دعم الانتعاش في اقتصاد الاتحاد الأوروبي ودعم وضع الاتحاد فيما وراء البحار وتوسيع حقوق مواطنيه والإشراف على تنفيذ معاهدة لشبونة بحسب موراتينوس. ومن المقرر أيضا أن تطلق الرئاسة محادثات بشأن الإستراتيجية الاقتصادية للاتحاد الأوروبي حتى عام 2020 ورسم مخطط تمهيدي لميزانية الاتحاد ومدتها 7 سنوات حتى نفس العام. ويتوقع دبلوماسيون أن تتميز مناقشة المسألتين بالسخونة. وبحسب تقويمات مبدئية فان من المتوقع أن تدفع اسبانيا لعلاقات أفضل مع دول أمريكا اللاتينية بوجه عام وكوبا بشكل خاص حيث من المتوقع عقد قمة في الربيع في مدريد. ويؤذن خطاب موراتينوس بخلاف محتمل مع إسرائيل ومع مسئولة السياسة الخارجية كاترين أشتون من خلال دعوته لإقامة دولة فلسطينية عام 2010. وأوكل إلي أشتون قيادة وتنسيق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 بلدا. والشرق الأوسط هو واحد من أكثر قضايا السياسة الخارجية الشائكة على الإطلاق.