أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجدداً أنه ينوي فتح محادثات مع إيران ومد يده إلى النظام الإسلامي في حالة تبني طهران لموقف أكثر ليونة. وقال أوباما في مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية هي الأولى من نوعها لأي وسيلة إعلامية عربية : "أعتقد بأنه من المهم أن نكون مستعدين للتحدث إلى إيران لنقول بكل وضوح أين تكمن خلافاتنا وكذلك أين تكمن إمكانيات التقدم". وأضاف الرئيس الأمريكي حسب نص المقابلة الذي وزعه البيت الأبيض : "خلال الأشهر المقبلة سنضع الإطار العام ، وكما قلت في خطاب التنصيب ، إذا كانت دول مثل إيران مستعدة لتليين مواقفها فستجد يداً ممدودة من جانبنا". واستكمل كلامه قائلاً : "قلت خلال حملتي الانتخابية إنه من المهم جداً العمل على استخدام كل أدوات القوة الأمريكية بما في ذلك العمل الدبلوماسي في علاقاتنا مع إيران". يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوطهران مقطوعة منذ العام 1980 ، وكان الرئيس السابق جورج بوش يتشرط تعليق الأنشطة النووية الحساسة لفتح حوار مع طهران. وكانت سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة قد دعت إلى اتباع دبلوماسية "مباشرة" مع إيران بشأن برنامجها النووي ، لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن الضغوط ستعزز على طهران في حالة رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم. وقالت "سنبحث عما هو ضروري ومناسب مع احترام الإبقاء على الضغط لتحقيق الهدف النهائي وهو وقف البرنامج النووي الإيراني". وأضافت "أن الحوار والدبلوماسية يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب مع رسالة حازمة من الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية تفيد بأن إيران تحتاج إلى تنفيذ التزاماتها التي حددها مجلس الأمن الدولي وأن استمرارها في رفض تنفيذ ذلك لن يؤدي سوى إلى المزيد من الضغوط". ومن ناحية أخرى ، وفي الوقت الذي أوفد فيه أوباما مبعوثه الخاص لشئون الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة ، قال إنه آن الأوان ليعود الإسرائيليون والفلسطينيون إلى مائدة المفاوضات. وقال أيضاً إنه لا يريد إثارة آمال عريضة بتحقيق تقدم بسرعة في المنطقة خاصة في ظل الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، وقال "أريد التأكيد على أن المسألة لن تحل خلال أشهر". وقال الرئيس الأمريكي في المقابلة : "أعتقد بأن الوقت ملائم ليدرك الجانبان أن الطريق الذي يسيران عليه لن يثمر رخاءً وأمناً". وكان أوباما قد اجتمع يوم الإثنين مع ميتشل ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، وقرر أن يوفد المبعوث الخاص إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية والأردن ولندن وباريس. وتابع "في نهاية المطاف لا يعود لنا القول للإسرائيليين أو للفلسطينيين ما هو الأفضل بالنسبة لهم يجب أن يتخذوا بعض القرارات". واضاف "إذا بدأنا تحقيق تقدم ثابت حول القضايا ، فإنني واثق من أن الولاياتالمتحدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وروسيا وكل الدول العربية في المنطقة يمكننا تحقيق تقدم كبير". وأكد أنه سيستمر في قناعته "بتغليب أمن اسرائيل" ، لكنه أضاف "أعتقد أيضاً أن هناك إسرائيليين يؤمنون بأهمية صنع السلام". وتابع قائلا : "بإرسالي جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط أفي بوعدي بعدم الانتظار حتى نهاية ولايتي الرئاسية لأهتم بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبأن نبدأ فوراً العمل على هذا الملف". وتابع أنه يريد صياغة رداً محدداً على الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط بعد عودة ميتشل من المنطقة وإطلاعه على نتائج جولته. وقال أوباما "أريد أن أقول للعالم الإسلامي إن الأمريكيين ليسوا اعداءكم ، نرتكب في بعض الأحيان أخطاء ولا نتسم بالكمال". وأضاف ، "لكن إذا نظرتم إلى الماضي ترون أن أمريكا لم تولد كقوة استعمارية". وتابع ، "ليس هناك أي سبب يمنع إعادة الأمور إلى نصابها ، والولاياتالمتحدة مستعدة لإطلاق شراكة جديدة قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة مع العالم الإسلامي". وأوضح أنه عاش سنوات في إندونيسيا أثناء طفولته ، مؤكداً أن رحلاته في البلدان الإسلامية ولدت لديه قناعة بأن هناك آمالاً وأحلاماً مشتركة. وفي مقابلته مع "العربية" قال أوباما "سأفي بوعودي بالتحدث إلى العالم الإسلامي من عاصمة بلد مسلم ، وما سنقدم يد الصداقة بعد التوتر الذي سببته الحرب على العراق وسياسة بوش". وأخيراً قال أوباما إن إدارته ستميز بشكل واضح بين القاعدة والذين لا يتفقون معها ، مشيراً إلى أن التصريحات الأخيرة لقادة القاعدة تظهر أنهم منفعلون وإن ما يقولونه هو أن أفكارهم أفلست".(