اعتبر الكاتب والمفكر المصرى الدكتور نصر حامد أبوزيد، ان قرار منعه من دخول الكويت الأسبوع الماضى، أتخذ من قبل أشخاص أرادوا الحفاظ على مناصبهم، وأن الحكومة الكويتية قد تعرضت لضغط من جانب بعض النواب البرلمانيين الإسلاميين وأكد أنه قرار منافٍ للقانون. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس، فى بهو نقابة الصحفيين بعد منع إقامته فى قاعة المؤتمرات فى النقابة، على الرغم من تأكيدات محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بالنقابة، بحصوله على موافقة النقابة بعقد المؤتمر، واعتذر أبوزيد لعبدالقدوس عما سببه له من قلق. ودعا المفكر نصر أبوزيد فى تصريحات خاصة ل«الشروق» المواطنين والمثقفين إلى دفع ثمن الحرية والتغيير فى إشارة منه إلى نضال المجتمعات الأوروبية من أجل الحرية. وأضاف قائلا: «الكرة مازالت فى ملعبهم وبالإمكان إحداث التغيير إذا توافرت الإرادة». وأوضح أبوزيد الذى عبر عن استيائه عن تردى الوضع الثقافى والفكرى فى مصر أن كل مؤسسات الدولة «خربانة» ويدب فيها الفساد، مضيفا أن مصر تزداد سوءا رغم جميع محاولات التغيير، داعيا إلى عدم التعويل كثيرا على حدوث تغيير فى مصر خلال السنوات المقبلة، ضاربا مثلا بالدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الطاقة الذرية، الذى يجد صعوبة كبيرة فى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بسبب التضييق الموجود سياسيا وتشريعيا وديمقراطيا. وروى أبوزيد تفاصيل ما حدث له أثناء وجوده فى مطار الكويت، موضحا أنه علم بالقرار فور وصوله، وظل معه شخص يدعى «نواف» أبلغه بقرار المنع وضرورة رجوعه إلى بلده، واكتشف أبوزيد أن نواف هو مدير شركة طيران فى الكويت. وتطرق المفكر المصرى إلى موضوع التطرف الإسلامى بشكل عام، وقال: «إن المعركة بين السياسى والمثقف أصبحت صدى باهتا للتطرف الدينى وأن الضحية فى النهاية هو الشعب». من جانبه أكد جابر عصفور، الكاتب والروائى، أن ما حدث لأبوزيد ضد الديمقراطية وحرية الرأى وقبول الرأى الآخر. وأعلن عصفور وسعد هجرس تضامنهما الكامل مع المفكر المصرى واعتبر هجرس أن قرار المنع هو قرار سخيف. أما الكاتب الصحفى عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر فقال: «لا أشعر أننى فى نقابة الصحفيين بل كأننى موجود فى قاعة ترانزيت فى مطار الكويت»، منتقدا منع النقابة إقامة المؤتمر، وأضاف «أن آخر خلية للحريات فى مصر هى النقابة وأن الحرية ليست حريتى وإنما هى حرية الآخر». بدوره انتقد حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، منع السلطات الكويتية دخول أبوزيد، معتبرا أن ذلك المنع يُعتبر سقطة لتلك القوى التى لا تحترم الرأى الآخر ولا تؤمن بحرية الفكر، على الرغم من أن آراء أبوزيد مؤيدة للعقلانية الإسلامية. وتعليقا منه على مطالبات عدد من المثقفين والصحفيين المصريين والعرب بتقديم الكويت اعتذار رسمى لأبوزيد، أكد أبوسعدة أن الحكومة الكويتية ليست المسئولة عما حدث على الرغم من أنها هى من أصدر قرار المنع، إلا أن المعركة الحقيقية هى مع هؤلاء القوى التى أجبرت الحكومة على ذلك. وفى نفس السياق أصدر أكثر من 550 مثقفا وباحثا مصريا وعربيا، وعدد من المؤسسات الحقوقية بيانا يستنكرون فيه بشدة رضوخ السلطات الكويتية لدعاة التفكير والتعصب والانغلاق الفكرى. وطالب الموقعون على البيان وعنوانه «كلنا نصر حامد أبوزيد»، والذين ينتمون إلى مختلف التيارات الفكرية السلطات الكويتية برد اعتبار أبوزيد وتقديم اعتذار رسمى له.