أعلن مدعي عام طهران يوم الثلاثاء أن على فرنسا أن "تحترم أحكام القضاء" الإيراني إذا أرادت معالجة قضية كلوتيلد ريس، الشابة الفرنسية المتهمة بالمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو. ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن المدعي العام عباس جعفري دولت ابادي أن: "هذه المواطنة الفرنسية ستمثل الأربعاء أمام القضاء بحضور ممثل عن النيابة العامة ومحاميها، وعلينا أن ننتظر قرار المحكمة"، من دون أن يحدد تاريخا محتملا لهذا الحكم. وجاء كلام دولت ابادي ردا على سؤال حول احتمال حصول صفقة تفرج إيران بموجبها عن ريس مقابل إفراج باريس عن سجين إيراني أو أكثر، وحمل نفيا ضمنيا لهذا الأمر. وأضاف أن: "السلطات القضائية الإيرانية مصرة على العمل في إطار القانون. إذا كانت فرنسا تريد إيجاد حل لهذه القضية فعليها أن تحترم القوانين والأحكام القضائية في إيران". وكان برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي قد أعلن يوم الإثنين أن باريس ترفض مبادلة الفرنسية كلوتيلد ريس، التي تخضع لمحاكمة في طهران، بالمواطن الإيراني علي وكيلي راد المسجون في فرنسا بتهمة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار عام 1991. وقال كوشنير في النادي الصحفي الأوروبي الأمريكي بباريس إن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد "يريد حملنا على مبادلتها ب علي وكيلي راد ولن نقبل إطلاقا حتى وإن كنا نرغب فإننا لا نستطيع"، في إشارة إلى استقلال القضاء الفرنسي. يذكر أنه تم الحكم على علي وكيلي راد سنة 1994 في فرنسا بالسجن مدى الحياة مع عدم جواز الإفراج عنه قبل إمضائه في السجن ما لا يقل عن 18 عاما، وذلك بعد إدانته باغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق شهبور بختيار عام 1991. وأعلن أحمدي نجاد الجمعة أن إيران ترغب في الإفراج عن كلوتيلد ريس لكن ذلك يبقى رهن موقف "القادة الفرنسيين". وبحسب وكالة "فارس" فإن الشابة الفرنسية متهمة بالمشاركة في تجمعات وأعمال شغب يومي 15 و17 يونيو وبجمع معلومات وصور سلمت إلى الملحق العلمي في السفارة الفرنسية في طهران. وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية فان ريس "اعترفت" بداية أغسطس بأنها شاركت "لدوافع شخصية" في المظاهرات وأعدت تقريرا لمعهد تابع للمركز الثقافي في السفارة الفرنسية, وطلبت ريس "الصفح" آملة ب"العفو" عنها، بحسب المصادر نفسها. أما السلطات الفرنسية فتؤكد أن مواطنتها بريئة ولا يمكن بالتالي إثبات أي تهمة عليها. وكانت الشابة الفرنسية قد مثلت في 17 نوفمبر أمام محكمة ثورية في طهران قبل أن تعود إلى السفارة حيث تمكث منذ منتصف أغسطس.