تظاهر مئات الفلسطينيين قبالة معبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر يوم الإثنين، بدعوة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، للمطالبة بوقف إقامة السلطات المصرية جدارا فولاذيا في باطن الأرض على الشريط الحدودي مع القطاع لوقف نشاط أنفاق التهريب. وردد المشاركون شعارات منددة ببناء الجدار وداعية الحكومة المصرية ألا تكون "شريكًا في حصار القطاع". كما دعا المتظاهرين خلال المسيرة الأطراف العربية للخروج عن حالة الصمت وتحمل مسئولياتها بكسر الحصار وفتح معبر رفح. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس خلال المسيرة إن: "الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة يتابع التطورات على الحدود المصرية الفلسطينية، والمتعلقة ببناء جدار فولاذي الذي تتم أعمال البناء فيه على قدمٍ وساق ، رغم استمرار الحصار المشدد على القطاع ورغم المسئولية الأخلاقية والدينية والقومية والإنسانية التي تقع على جانب العرب تجاه الشعب العربي المسلم في غزة". وأكد أبو زهري رفض حماس بناء جدار الفولاذي الذي أطلق عليه اسم "جدار الموت" واعتبر "أمراً غير مبرر", وطالب المتحدث بالتوقف عن الاستمرار في بناء هذا الجدار "لأن هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى خنق السكان وينذر بكارثة حقيقية في قطاع غزة"، داعيا "جميع الأطراف المعنية إلى الانتباه إلى خطورة التداعيات المترتبة على الاستمرار في بناء هذا الجدار". وأعرب أبو زهري عن استهجان حماس لبناء الجدار ورفضها التبريرات بأن هذا شأن مصري داخلي "لأن الاعتبارات الدينية والقومية والإنسانية لا تسمح بخنق شعب عربي مسلم بهذه الطريقة، ولأنه لا يجوز بدلاً من اتخاذ إجراءات لكسر الحصار القيام بهذه الخطوة التي تهدف إلى خنق غزة وقتلها". كما أعرب عن استنكار الحركة لتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس "المؤيدة" لبناء الجدار واعتبر أن تصريحاته " دليلاً إضافياً على تورطه في حصار غزة ومعاداتها والتحريض على أهلها". وطالب أبو زهري الأطراف العربية إلى الخروج عن حالة الصمت وتحمل مسئولياتها بكسر الحصار عن غزة بدلاً من استمرار الصمت الذي "يشجع على قتل القطاع". وانفضت المظاهرة بسلام دون حوادث شغب بعد أن قابلتها السلطات المصرية بتكثيف أمني على الحدود مع قطاع غزة. وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت عن أن مصر تبني جدارا فولاذيا بطول 10 كيلومترات على الحدود مع قطاع غزة وبعمق يصل إلى 30 متراً تحت سطح الأرض لمنع التهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. ولم تعلن مصر رسميا عن إقامة مثل هذا الجدار، لكن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ، قال في تصريح له تعقيبا على هذه الأنباء إن:ه "من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها، وصيانة أرضها، ويجب ألا يسمح لأي مصري بانتهاكها".