فجرت الإعلامية بثينة كامل مفاجأة من العيار الثقيل بالإعلان عن رغبتها فى العودة إلى ماسبيرو بعد غياب سنوات، ورغم أن رغبتها لم تلق ترحيبا من قبل المسئولين فى التليفزيون فإنها تؤكد تمسكها بهذا الحق واستعدادها لخوض حرب من أجله. كما أنها ترفض فى الوقت نفسه اعتبار تلك الخطوة اعترافا منها بالفشل فى القنوات الفضائية، وتصر على نفى اتهامها بالتناقض فى مواقفها بالهجوم على سياسة التليفزيون والسعى للعمل به. بعد هجومك المستمر على الإعلام الحكومى كان غريبا أن نسمع عن محاولاتك للعودة إليه مرة أخرى؟ قررت العودة لتليفزيون بلدى بعد أن شعرت بحالة «زهق» فأنا لا أعمل سوى يومين فقط هما الخميس والجمعة لتقديم برنامجى «أرجوك أفهمنى» على قناة «اليوم» وطلبت من عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار العودة مرة أخرى لوظيفتى فأنا حاليا فى فترة إجازة بدون راتب. ولكنه للأسف اشترط علىّ العودة لنشرة الواحدة صباحا لكنى رفضت لأن هذه المرحلة تجاوزتها ومن حقى أن يكون لى برنامج مستقل وعرضت فكرة برنامج لكن لم أجد أى استجابة. وهل كنت تتوقعين أى استجابة فى ظل هجومك المستمر على قطاع الأخبار؟ أولا علاقتى بعبداللطيف المناوى وزوجته المذيعة رولا خرسا جيدة ولم أهاجم شخصه من قبل وللعلم فلقد كان متضامنا معى فى أزمة «الورقة الصفرا» وقال إنه نفسه ضد هذه الورقة، أما إعلانى لرأيى فى حركة التطوير التى أجريت فى القطاع فهذا حقى وعندما اعتبرته تطويرا فى الشكل لا المضمون كان الكلام مبنيا على أسس ووفقا لدراسات أجريت حول هذا الموضوع وليس مجرد كلام. السؤال الأهم كيف تعودين إلى مبنى طالما اتهمته بأنه ملىء بالفساد والمفسدين؟ هذا المبنى ملك للشعب ومال الشعب وليس ملكا لفرد حتى يكون هذا الكلام فى محله إلى جانب أننى عازمة على أن أعود بأفكارى ومبادئى ورؤيتى. لكن البعض قد يفسر رغبتك فى إلى العودة لماسبيرو على أنه فشل فى الإعلام الخاص؟ أرفض هذا الاتهام تماما فأنا ناجحة جدا فى أوربت وبرنامجى يحظى بنسبة مشاهدة عالية مع أن القناه مشفرة وجمهورها محدود من الصفوة. ومثال على ذلك فهناك عمرو أديب وهو الإعلامى الكبير الذى يعد أحد الدعامات القوية التى تقوم عليها قنوات أوربت بل يعد برنامجه هو أكبر البرامج على الإطلاق فهو نفسه ليس له قاعدة جماهيرية عريضة فى الشارع المصرى مثل الإعلامى محمود سعد لأنه برنامجه يذاع على قناة مشفرة وليست عامة. ولكن هل تنكرين أن نجاحك صنعه الإعلام الحكومى من خلال «اعترافات ليلية» ثم تحولت الأنظار إليك لنشاطك السياسى وليس لعملك بأوربت؟ أعترف أن نجاحى جاء من اعترافات ليلية الذى كان يذاع باذاعة البرنامج العام وذلك لأنه أول برنامج كاشف لعورات المجتمع المصرى ومن هنا تعرضت للحرب بشكل غير معقول وهذا طبيعى لأننى مختلفة عن كل أبناء مبنى ماسبيرو فليس لدى مسئول يحمى ظهرى أو لى شلة كما هو الحال فى هذا المكان. هل يعقل أن يحارب برنامج استمر فى الإذاعة لمدة 6 سنوات؟ البرنامج تمت محاربته من أول سنة ولكن دعم الناس له والصحافه وضع المسئولين فى حرج شديد خشية رد الفعل ولكن بجرة قلم أوقف حمدى الكنيسى رئيس الاذاعة وقتها برنامجى بإيعاز من عمر بطيشه رئيس البرنامج العام. فى ظل تعدد القنوات كيف لم يكن لك وجود فى أى قناة عامه تحظى بنسبة كبيرة من المشاهدين؟ كان هناك عرض من قناة الحرة أن أقدم برنامج «توك شو» يومى لكن الأمن فى مصر تدخل ومنعنى من تقديم هذا البرنامج حيث اعتبروا أن وجودى على قناة مشفرة أكثر راحة بالنسبة لهم. يصفك البعض بأنك المذيعة «الثورجية»؟ لست ثورجيه ولست بتاعة مشاكل ولكن الآخرين افتعلوا مشكلات معى، فهل يعقل أننى عندما أطالب بحقى مثلما فعلت عندما لجأت إلى القضاء ضد الحكومة بسبب الورقة الصفراء أكون «بتاعة مشاكل». إذا أجريت معك مفاوضات للعودة مرة أخرى للتليفزيون المصرى بشرط أن تتخلى مثلا عن نشاطك السياسى فهل تقبلين؟ لن أقبل أى مفاوضات لكى أعود فلن أنضم لجيوش السلبيين فأنا فى النهاية سأكسب نفسى والحياة المهنية مهما طالت فهى قصيرة. ألم تراودك ولو للحظة الشعور بالندم على ما حدث لك؟ لست نادمة ولا أشعر بمرارة.. فأنا طول عمرى مقتنعة بما أفعله. خاصة أننى لم أفعل شيئا فى الأساس فنشاطى السياسى لم يظهر أثناء عملى فى مبنى التليفزيون سواء فى الإذاعة أو قطاع الأخبار فلم يكن بالسهل أبدا أعلن عن توجهى السياسى داخل الإعلام الحكومى وتمت محاربتى مثل آلاف الموهوبين فى مصر الذين يحاربون. فالجيد مطرود والمتملق المزيف هو الذى يصل وهو الذى يكسب وعندما أعلنت موقفى من «؟؟؟؟؟؟؟؟؟» الذى كان ينتشر فى وقت من الأوقات بقطاع الأخبار وتقاضى أموال من أجل استضافة البعض تم إقصائى من على الشاشة مثلما حدث مع الإعلامى محمود سلطان عندما أعلن ترشيحه لمجلس الشعب هكذا يتعاملون مع الشرفاء واصحاب الطموح وعليه فأنا أدفع ثمن اضطهاد المسئولين لى وليس لنشاطى السياسى كما تلمحين فى سؤالك. سمعت أنك تحضرين لفيلم تسجيلى حاليا؟ هذا صحيح فأنا أعد حاليا لفيلم «يوم فى حياة ناشطة» وهو فيلم تسجيلى صورته وأعددت له المادة الفيلمية ولقد قمت بتصويره يوم التعديلات الدستورية ونقلت نبض الشارع المصرى لأن جريمتى الوحيدة أننى منحازة للمصريين.