بدأ الفلسطينيون في جميع الأراضي الفلسطينية وأنحاء إسرائيل، اليوم الثلاثاء، إضرابا عاما وشاملا، تنديدا بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتصعيد الإسرائيلي ضد المدنيين والأطفال والمنشآت في القطاع، وسط عجز دولي لوقف التصعيد الإسرائيلي. وأغلقت المحال التجارية والقطاعات باستثناء المراكز الطبية، وتعطل الدوام التعليمي حسب ما نشرت وسائل إعلام فلسطينية، وانطلقت المسيرات في كافة المدن بالأراضي الفلسطينية ومناطق 48، تزامنا مع دعوة حركة فتح لبدء إضراب شامل في الضفة الغربية. وانطلقت المسيرات في كافة مدن وقرى الضفة نصرة للقدس، واتجهت إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال، وفي رام الله اتجهت المسيرات إلى مستوطنة بيت ايل واندلعت هناك مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة العشرات بالغاز المسيل للدموع، حسب ذكرت وكالة معا الفلسطينية. وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي المحتلة عام 48 أعلنت في 16 مايو الجاري، مشاركتها في الإضراب الشامل في جميع المدن الفلسطينيةالمحتلة داخل الخط الأخضر، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي. ما هو تأثير الإضراب؟ يتوقع محللون أن يضر إضراب الكرامة بالاقتصاد الإسرائليلي، لما يشكله الفلسطينيون من قوة شرائية مهمة داخل إسرائيل، فضلا عن انتشارهم داخل القطاع الصحي في إسرائيل. فبحسب تقارير وسائل إعلام فلسطينية، يشكل العرب قوة مهنية كبيرة داخل الجهاز الصحي في إسرائيل، حيث يشكلون 20% من العاملين فيه، حيث يتبوأ المئات من عرب فلسطين مناصب عليا في مستشفيات الدولة العبرية. وحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية، يقدر أعداد الفلسطينيين داخل إسرائيل نحو مليون و66 ألف نسمة، بنسبة 21% من سكان إسرائيل، وهم قوة شرائية لا يستهان بها في شراء السلع والأغذية، حسبما يرى مراقبون. وطبقا لمركز معلومات وبيانات الكنيست يشكل السكان العرب 12.2% من موظفي الخدمة المدنية في القطاع الرسمي بالدولة، علما بأن العرب يشكلون ما لا يقل عن 10% من ثلاث وزارات حكومية (الداخلية - الصحة – العمل) من أصل 22 وزارة حكومية، حسب بيانات الكنيست. وعن أهمية الإضراب، يرى الكاتب والمحلل الفلسطيني ماهر صافي، أن من فوائد الإضراب تأسيسه "لمرحلة تعاضد فلسطيني قادمة وإجماع على أن أسهم وجود المحتل الصهيوني على الأرض بدأت تتراجع بشكلٍ ملحوظ"، وفقا لقوله. وقال صافي في تصريحات ل"الشروق"، لأول مرة تشهد الأراضي الفلسطينية منذ انتفاضة القدس والأقصى التي اندلعت عام 2000 إضرابا شاملا وصل حتى البلدات العربية لعرب الداخل في أراضي المحتلة عام 1948 ويجد استجابة سريعة. ويرى صافي أن "إسرائيل دخلت بعدوانها على غزة والأراضي الفلسطينية وهي تعلم أن أمريكا ستغطي تكلفة الحرب"، مشيرا إلى أن "الكيان ومؤسساته تأثر بشكل مباشر من صواريخ المقاومة بشكل كبير التي كبدت إسرائيل خسائر بملايين الدولارات". ماذا لو جلس الأطباء الفلسطينيين في بيوتهم؟ وفي حديث سابق لأفرايم هيلفي، رئيس جهاز الموساد السابق، ردا على تساؤله ماذا سيحصل لو جلس الأطباء الفلسطينيين داخل إسرائيل في بيوتهم، قال: "جهاز الصحة في إسرائيل يعتمد اليوم، ضمن أمور أخرى، على العرب الذين يعملون فيه. ولو أن آلاف الأطباء والصيادلة والممرضات وعمال الصحة العرب الآخرين، جلسوا في البيوت لكان هذا الجهاز قد انهار بالكامل، ولما كان هناك أي احتمال لإنقاذه".
