انضمت الفنانة الأردنية صبا مبارك إلى قائمة الفنانات العرب اللاتى اقتحمن السينما المصرية، حيث تشارك الفنانة زينة بطولة فيلم «بنتين من مصر»، ورغم سعادتها بتجربة التمثيل فى مصر إلا أنها تعتبرها مغامرة، لا سيما وأنها صنعت نجوميتها بعيدا عن القاهرة، وتسعى حاليا لتقديم نفسها للجمهور المصرى من خلال السينما. تعترف صبا بأن النجومية التى صنعتها طوال عشر سنوات من العمل الفنى لم تشفع لها لدى الجمهور المصرى الذى لا يعرفها حتى الآن، وتقول: المشاهد المصرى يهتم أكثر بالأعمال المصريه، ولهذا تجد أن ممثلا مثل جمال سليمان له تاريخ كبير ومن أهم الفنانين بالعالم العربى ومع ذلك لم يعرفه الجمهور المصرى إلا بعد مسلسل «حدائق الشيطان».. فعدم شهرته فى مصر لا تعنى أنه ليس نجما أو كان مقصرا، وأنا لا أدعى لنفسى نفس أهميته لكن هذا هو حال كل الممثلين العرب. الشروق: هل جاء تفكيرك فى اقتحام السينما خطوة لحجز مكان بين النجمات العرب بمصر؟ صبا: أنا لا أبحث عن مكان لأنى أملكه بالفعل وهذا كان شرطى قبل الحضور إلى مصر بعد أن أحقق نجومية فى بلدى، لأن مصر بتخوف وجمهورها 80 مليونا إما يصنعون نجومية خارقة للفنان أو يضيعون نجوميته، فأنا لم أقصد هوليوود الشرق لأصبح نجمة لأننى بالفعل نجمة.. وإنما جئت لخوض تجربة جديدة أتمنى أن تكلل بالنجاح وسأعود بعدها إلى مكانى ففيلم «بنتين من مصر» جزء من تجربتى فى الفن وليس بداية لصبا مبارك. الشروق: وما الذى حمسك لفيلم «بنتين من مصر» ؟ صبا: حمسنى له أهمية السيناريو وهذا أول ما يشغلنى عند اختيار أى عمل، وبما أن هذه اول تجربة لى فى السينما المصريه كان لابد أن يكون الفيلم مهما وذا قيمة لا أن يكون فيلما تجاريا فقط، كما أن سمعة مخرجه محمد أمين معروفة فهو شخص محترم ويقدم أفلاما كبيرة، والنص بحق طابع خاص ومن السيناريوهات القليلة التى تجد فيها شخصية نسائية لها عمق. الشروق: ما هو الدور الذى تقدمينه؟ صبا: فى البداية أحب توضيح شىء تردد فى الصحف المصرية مؤخرا وهو أن الفيلم تدور أحداثه حول العنوسة، وهذا ليس صحيحا، فالفيلم يدور حول بنتين تعيشان فى هذا العالم الملىء بالمشكلات والأزمات وتمران بظروف صعبة جدا، والشخصية التى أقدمها لها أكثر من خط درامى ميزها أن محمد أمين كتب شخصيتين مختلفتين تماما، الأولى تناقش عالمها الداخلى وهى الشخصية التى تقدمها «زينة» والثانية تعارك العالم الخارجى وهى الشخصية التى أقدمها فهما شخصيتان إذا أردت أن تقول وجهين لعملة واحدة. الشروق: كيف أعددت نفسك لأول عمل لك فى السينما المصرية ؟ صبا: الحقيقة.. لم أحضر نفسى بطريقة مختلفة عن تحضيرى لأى عمل أقدمه فى الأردن أو سوريا أو حتى بأى مكان لأنى أحضر للجميع بنفس الآلية ونفس المنطق.. واللهجة كانت مجرد عقبة زائدة مثلها مثل أن يطلب منى تعلم كيف أضرب بالسلاح مثلا فى دور آخر، فكل دور له عقبات والغاز خاصة به ويجب على الممثل حلها أثناء تحضيره للدور، فلم أحضر نفسى للدور بشكل مختلف ولكن كان اهتمامى منصبا على إجادة اللهجة ومعرفة تفاصيل البيئة المصرية وكيف يتحرك الناس وكيف يتعاملون بمعنى أوضح تعلمت طباع المصريين. الشروق: الفيلم ظل حبيس أدراج الرقابة كثيرا.. فهل به ما يستدعى ذلك ؟ صبا: لا أعتقد ذلك على الأقل فى النسخة الموجودة معى، وأنا أول مرة أسمع هذه المعلومة. فالنص الموجود بين يدى ليس به أى شىء خارج ولا نستطيع تقديمه لأن كل المشاهد تمس أوطاننا وكرامتنا وبيئتنا وديانتنا ومؤكد أن كل هذه الأشياء مسموح لنا الحديث عنها. : السينما فى مصر ذكورية ألم تخش أن تكون بدايتك فى مصر من خلال فيلم نسائى؟ صبا: السينما فى العالم ذكورية وليس فقط فى مصر، وجماهيريا أنا لا أعرف قوانين السينما والسوق فى مصر، أما فنيا فأنا واثقة من أنه ستكون له قيمة كبيرة، وأتمنى أن يشاهد على الأقل من متابعى السينما الحقيقيين ويخاطب أذهانهم ويعجبهم لأننى أتوقع نجاح هذا الفيلم، وفى العموم لا توجد سينما نسائية لعدم كتابة أدوار مهمة لهم، وهذا أهم سبب جعلنى مقلة فى أعمالى لأنى إذا لم أجد دورا يعجبنى وأجد نفسى فيه لا أمثله وليس عندى هاجس الوجود من أجل الوجود. الشروق: ما أهم عمل قدمتيه حتى الآن؟ صبا: مسلسل «الاجتياح» هو أهم عمل فى حياتى وحصل العام الماضى على جائزة الإيمى الأمريكية، وهذه الجائزة تشعرنى بالانتصار لأمتى العربية وأثبت أننا قادرون على تقديم أعمال ذات قيمة ولكننا للأسف لا نفعل، ومسلسل «الاجتياح» يحكى عن اجتياح جنين عام 2001 و2002 والمجزرة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى، فهذا المسلسل يعد تأريخا لهذه القضية، ويعد أول عمل يتحدث عن العملية الفلسطينية بشكل معاصر كما أنه كسر الفوبيا الموجودة عندنا كفنانين عرب وحصدنا أهم جائزة عالمية بعمل عربى وبهويتنا وتقاليدنا وأعرافنا وقضايانا الداخلية.