«أدخل الامتحانات إزاى بعد الكلام اللى قاله د. حمدى السيد عن العلاج الطبيعى، وإزاى بعد دراسة 5 سنين يكون تصنيفى مجرد فنى مش إخصائى». كريم العبد طالب فى السنة الرابعة بكلية العلاج الطبيعى التابعة لجامعة القاهرة، شارك فى الإضراب الذى بدأه طلاب كلية العلاج الطبيعى فى السادس من ديسمبر ويستمر حتى الآن، ويتحدث بمرارة عما قرأه مؤخرا من تصريحات د. حمدى السيد نقيب الأطباء فى بعض الصحف عن وجوب تحويل كلية العلاج الطبيعى التى تستمر بها الدراسة لمدة 5 سنوات إلى معهد للدراسة سنتين فقط، مما يؤدى إلى تخرج طلاب العلاج الطبيعى بتصنيف فنيين بعد أن كانوا إخصائيين. الكارثة بالنسبة لكريم كما يصفها ليست فى استخدام مصطلح «دكتور» لأنه يعلم أنه إخصائى ولكن تحويل الكلية إلى معهد فنى لا يجعله دكتورا ولا إخصائيا، ولكنه يصبح «فنيا»، وهو التصنيف الذى لا يليق بعد دراسة 5 سنوات فى كلية العلاج الطبيعى كما يقول كريم. يشير كريم إلى تصريحات د. حمدى السيد بمحاولة إلغاء بعض المواد الأساسية فى دراسة العلاج الطبيعى لتحويلها إلى معهد فنى مثل مواد علم وظائف الأعضاء وعلم الأنسجة والكيمياء الحيوية، وأيضا مواد التخصص مثل نظريات القلب والأوعية الدموية والأعصاب ونظريات الجراحة والحروق. كريم طالب مغترب من محافظة دمنهور ويسكن بالمدينة الجامعية، ولم يحضر امتحانات نصف الفصل الدارسى، ميد تيرم، التى تجرى حاليا بالكلية وينوى عدم حضور الامتحانات النظرية، ويعلم أن هذه السنة ضاعت منه ولكنه يصر على موقفه، «د. حمدى السيد لازم يتراجع عن تصريحاته ويقدم اعتذارا لكلية العلاج الطبيعى، ومش فارقة السنة بعد الإهانات اللى سمعناها، والدكاترة لازم يراعوا موقفنا». أهل كريم فى حالة إحباط بسبب ما يجرى، فهم يخشون على ابنهم من إعادة السنة من ناحية ولكنهم يخشون أيضا من تنفيذ قرارات د. حمدى السيد وفقدان الأمل الذى ظلوا ينتظرونه طوال السنوات الماضية فى أن يصير ابنهم دكتورا. طلاب كلية العلاج الطبيعى بكل مراحلها يهددون بالتصعيد إلى إضراب عن الطعام فى حالة تجاهل مطالبهم، فيقول كريم «لو النقيب تجاهل مطالبنا هنصعد إلى إضراب عن الطعام» ويسكت قليلا ثم يقول «إحنا فى حالة إحباط وحاسين إن مستقبلنا هيضيع بعد تعب السنين، وأنا نجحت فى الثانوية العامة بنسبة 97% وبعد كل ده أطلع فنى». د. عادل عبدالحميد نصير عميد كلية العلاج الطبيعى يؤكد من جانبه عدم وجود أى قوانين لتحويل الكلية إلى معهد حتى الآن، وهناك الأحكام والقوانين التى تعطى الحق لخريجى الكلية فى أنهم إخصائيون وليس فنيين كما يقول نقيب الأطباء. «إحنا عارفين إن الطلبة فى حالة إحباط من اللى بيحصل، عشان كده اللى مش بيمتحن بنأجل له الامتحان، ومش عايزين نأذيهم لأن هما اللى مظلومين فى النهاية». بطل المشهد الغاضب د. حمدى السيد يقر فى البداية أن ما يجرى يتم عبر «وسائل تحريضية وغير أمينة وغير صادقة»، مضيفا «أنا لا أملك حق تحويل الكلية إلى معهد أو إلغاء مواد دراسية لأنها مش سلطتى». وأكد د. حمدى السيد عدم إمكانية دمج قسم العلاج الطبيعى وقسم التأهيل والروماتيزم، وما يعنيه هو عمل إخصائى العلاج الطبيعى، بتعبيره، تحت إشراف طبيب الطب الطبيعى، ضاربا مثالا فيقول «لو مريض عنده شلل هايروح لدكتور أعصاب مش علاج طبيعى». ما يحدث الآن هو اعتداء على حقوق أطباء الطب الطبيعى فى رأى د. حمدى السيد، «هم إخصائيون وبس مش دكاترة، والمفروض يشتغلوا تحت إشراف أطباء الطب الطبيعى، وإحنا برضه بنقدر إخصائيى العلاج الطبيعى وما فيش اعتداء على حقوقهم، يعنى ولا دمج ولا إلغاء ولا سيطرة».