تراجع أسعار الخضر والفاكهة والسكر، دفع معدل التضخم فى الحضر إلى الانخفاض بنسبة 0.1%، وإن كان قد سجل ارتفاعا فى الريف وإجمالى الجمهورية. سجل معدل التضخم السنوى لشهر نوفمبر انخفاضا طفيفا بنسبة 0.1% فى الحضر، ليصل إلى 13.2%، مدفوعا بتراجع طفيف فى أسعار الطعام والشراب، التى «انخفضت لأول مرة منذ يناير 2009»، كما قال محمد أبوباشا، محلل الاقتصاد فى المجموعة المالية هيرمس. ويرى أبوباشا أن «الانخفاض الذى شهده مؤشر الطعام والشراب، بنسبة 0.3%، هو العامل الرئيسى المؤثر فى تراجع معدل التضخم فى الحضر»، على حد قوله، معتبرا «تراجع أسعار الخضر والفاكهة والسكر، التى تمثل ربع سلة الغذاء، يفسر هذا التراجع فى مؤشر الطعام، خاصة أن بقية العناصر الأخرى المتضمنة فى المؤشر لم تشهد أى انخفاض خلال هذا الشهر»، بحسب تعبيره. وكانت أسعار الخضر والفاكهة والسكر قد سجلت ارتفاعا خلال الشهور الماضية، بنسبة وصلت إلى 80% منذ بداية العام. وترى ريهام الدسوقى، كبيرة محللى الاقتصاد فى بلتون، أن انخفاض مؤشر الطعام والشراب لأول مرة منذ بداية العام، قد يمكن تفسيره بأنه تم تجميع بيانات التضخم لهذا الشهر خلال منتصف نوفمبر، أى قبل عيد الأضحى. وهذا الانخفاض لم يطل معدل التضخم فى الريف وإجمالى الجمهورية، اللذين شهدا زيادة خلال نوفمبر بنسبتى 2.5% و0.8% على التوالى، ليصل التضخم بهما إلى معدلى 12.4% و12.9% على التوالى. وفسرت أمنية حلمى، خبيرة الاقتصاد فى المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، الزيادة فى معدل التضخم فى الريف، «بارتفاع تكاليف نقل الكثير من السلع من المراكز الحضرية الرئيسية إلى المناطق الريفية، بالإضافة إلى غياب التنظيم فى الأسواق الريفية»، على حد تبريرها. وكان معدل التضخم قد قفز خلال الشهر الماضى إلى 13.3% فى الحضر، مقابل 10.8% فى شهر سبتمبر، مدفوعا بارتفاع أسعار الغذاء، وبصفة خاصة الخضر والفاكهة. وانخفاض شهرى لأول مرة منذ بداية العام، سجل التضخم الشهرى فى الحضر معدلا سلبيا، بلغ -0.1% فى نوفمبر، مقابل 2.2% فى أكتوبر، «تراجع أسعار التضخم الطعام والشراب السبب الرئيسى وراء الانخفاض الشهرى للتضخم»، تبعا لأبوباشا. وكانت الزيادة الشهرية فى مؤشر أسعار المستهلكين بدأت تسلك اتجاها صعوديا ملحوظا منذ بداية العام، مسجلة أعلى مستوى لها فى يوليو الماضى، عندما وصلت إلى 2.5%. وجاء معدل التضخم فى نوفمبر متوافقا مع توقعات المجموعة المالية هيرميس، وإن جاء مخالفا لتقديرات بنك الاستثمار بلتون، ثانى أكبر بنوك الاستثمار فى العالم العربى، الذى كان قد توقع ارتفاع التضخم إلى 15% خلال ذلك الشهر. وقد توقعت الدسوقى معاودة ارتفاع أسعار الطعام والشراب خلال الشهر المقبل، الأمر الذى سينعكس بدوره على معدل التضخم، الذى قد يصل إلى 15%، قبل أن ينخفض إلى 10% باقية العام، تبعا لتوقعات الدسوقى، مستندة فى ذلك إلى موسم أعياد المسيحيين فى نهاية ديسمبر والنصف الأول من يناير. واستقرار التضخم دفع بلتون إلى توقعهم قيام المركزى بتثبيت سعر الفائدة فى اجتماعه المقبل فى 17 ديسمبر، ليتركها عند مستوياتها، البالغة 9.75% على الإقراض، و8.25% عند الإيداع.