اثار توقيع شركة روتانا للإنتاج الغنائى مع جمعية المؤلفين والملحنين وناشرى الموسيقى «الساسم» فى فرنسا علامات استفهام كثيرة حول أسباب هذا الانضمام الذى يمنح الجمعية الفرنسية حق حماية الشركة ذات الرأسمال الخليجى فى العالم باعتبارها عضوا ناشرا، وأبرز تلك الاسئلة التى تطرح نفسها على الساحة الغنائية بقوة: هل انضمام روتانا مباشرة إلى الجمعية الأم فى باريس دون اللجوء للجمعية المصرية التى تمثل «الساسم» فى مصر والشرق الأوسط وهى بالمناسبة أقدم جمعية بالمنطقة العربية وأفريقيا يأتى فى اطار الحرب ضد الغناء المصرى؟ وهل يعكس ذلك رغبة روتانا فى تهميش أى دور مصرى على الساحة الغنائية؟! فالجمعية المصرية تبتعد خطوات عن روتانا القاهرة، وهى أقرب لكل فروعها فى المنطقة العربية. صحيح هذا الانضمام تنطبق عليه جملة «لا ضرر ولا ضرار» لأنه لم يضم الجمعية المصرية لكنه يؤكد ظواهر واضحة منذ دخول روتانا لعبة الإنتاج الغنائى، وهى محاولة خلجنة الأغنية فى اللهجة والشكل الموسيقى وتهميش نجوم الغناء المصرى وعدم التعاون مع كبار نجوم التأليف والتلحين والاعتماد على ضعاف الموهبة من المصريين، لكى يقال إن هذا هو الغناء المصرى. خبر انضمام روتانا والذى وقعه سالم الهندى رئىس روتانا للصوتيات أعلنته الشركة الخليجية من خلال مكتبها الإعلامى مصحوبا بإحصائية تقول إنها تمتلك حقوق 7 آلاف عمل فنى لنحو مائة فنان منها 60 ألبوما و100 أغنية مصورة خلال عام 2009 وأهم التعاقدات هذا العام مع اليسا وعاصى الحلانى وهيفاء وهبى ووردة. وسط كل هذا الكم من الأسئلة يبقى السؤال الأهم هل انضمام روتانا إلى «ساسم» باريس سوف يؤثر على الجمعية المصرية بأى شكل من الاشكال؟ وهو السؤال الذى طرحناه على الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين المصرية فقال: لدينا عقد سارٍ مع روتانا تدفع بمقتضاه 175 ألف دولار سنويا بزيادة سنوية ٪15 فيما يتعلق بحقوق الأداء العلنى وهذا معناه أن توقيع روتانا مع الساسم لن يؤثر علينا من الناحية العملية لأننى أحصل منهم مبلغا قطعيا. وأضاف الموسيقار محمد سلطان: فى الفترة الأخيرة فوجئنا بإنشاء مكاتب للساسم فى بعض الدول العربية آخرها مكتب عجمان.. وهذه المكاتب لن تهز الكيان المصرى وبأى حال من الأحوال، لأننا كجمعية مصرية لنا حق رعاية المؤلف والملحن المصرى والسعى لحماية حقوقه.. ولن نسمح لأحد بالمساس وتحدثت فى هذا الأمر تليفونيا مع مسئولى الساسم، ووجهت لهم الدعوة لزيارة مصر نهاية هذا العام وخلال حضورهم سوف نناقش بعض الأمور المهمة التى تضمن حقوقنا فى مصر منها رفض الجمعية للاقتراح الفرنسى بجعل الاتفاق المبرم بيننا وبينهم غير حصرى وهذا يتيح لهم التعاقد مع أى شخصية ويمنحهم حق تحصيل حقوق المؤلف المصرى والملحن المصرى، وهذا أمر يضرنا وبالتالى سوف أقترح عليهم أن يكون الاتفاق بأن تتولى الجمعية بشكل حصرى تحصيل حقوق المصريين داخل مصر، وأن يضمنوا لنا حماية حقوقنا كمصريين خارج مصر فى حالة رغبتهم تغيير الاتفاق ليكون غير حصرى. الشىء الثانى هو أن تكون الساسم مسئولة عن أموالنا خارج مصر فى ظل وجود أشخاص يحاولون استغلال المصنفات المصرية، وأشار سلطان إلى أنه سوف يعرض هذا الأمر على أعضاء مجلس الإدارة فى أول اجتماع للحصول على موافقتهم قبل عرض الأمر على الساسم. وقال عزت الجندى عضو مجلس إدارة الجمعية إن انضمام روتانا لساسم لن يضم الجمعية وهذا أمر يخصها على الرغم من أننى لا أعلم السبب الحقيقى وراء سعيهم للساسم رغم وجود الجمعية المصرية.. ولكن إذا كان هذا الأمر سوف يريحهم فنحن معهم، فالجمعية المصرية لها قوتها ككيان قديم والأهم عندنا حقوق المؤلف والملحن المصرى، وروتانا لها تعاملات كثيرة مع المصريين وهناك تعاقد متعلق بحقوق الأداء العلنى والرنات وبالنسبة لكونها ناشرا فهى اختارت باريس وبالتالى فالساسم سوف ترسل لنا أى حقوق للمصريين. لكن كل ما يهمنى ولايزال الكلام لعزت الجندى ألا ينساق المؤلف والملحن المصرى خلف بعض الأكاذيب التى يختلقها البعض للتأثير على الجمعية المصرية فنحن نتعامل بالقانون ووفق قواعد أرستها الساسم وهناك جهات رقابية تتولى فحص ملفات الجمعية وبالتالى كل شىء أمان، ويجب أن يفرق المؤلف والملحن المصرى بين من يغريه بحفنة دولارات لكى يبيع مصنعه فى الشرق والغرب وهى عملية يتبانها محام لبنانى وشاعر مصرى، والفنان المصرى هنا تضيع عليه آلاف الجنيهات لأن هذا الأمر ينهى علاقته بالمصنف لأنه يحصل على توكيل من الملحن بتحصيل كل حقوقه مقابل مبلغ مالى يدفع فى البداية لكننا هنا فى الجمعية نحصل الحقوق للملحن ولأبنائه وأحفاده من بعده.