سياتل، وكانكون، وهونج كونج، مواقع اختارتها منظمة التجارة العالمية لتعقد بها مؤتمراتها الأخيرة، واقترنت بفشل المنظمة فى التوصل لتسوية لتقريب وجهات النظر بين فقراء العالم وأغنيائه. وها هى جنيف تنضم كموقع جديد للقائمة، حيث تبدأ اليوم بها اجتماعات المؤتمر الوزارى السابع للمنظمة، وسط توقعات بفشل جديد. فبجانب الخلافات حول الملفات الرئيسية لمفاوضات جولة الدوحة للتنمية، فإن هذه الاجتماعات لها طبيعة خاصة، حيث ستناقش الأزمة المالية التى تسببت فى انكماش التجارة العالمية بنسبة 10%، أكبر انخفاض لها منذ الثلاثينيات. كما تأتى الاجتماعات الحالية وسط انغماس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهى قائدة المفاوضات عادة، فى شئونها الداخلية، على حساب اهتمامها بتحرير التجارة. فها هى مفاوضات الدوحة تقارب عامها التاسع، لتصبح أطول جولة مفاوضات، منذ الاتفاق على الجات فى 1974، فتحرير التجارة له ضحايا من الجانبين، وإن كان بدرجات متفاوتة. فمتطلبات تحرير الحاصلات الزراعية، على سبيل المثال، يعنى خسارة الدول النامية، بسبب الارتفاع المتوقع فى أسعار الغذاء، ويعنى كذلك خسارة لمزارعى الدول المتقدمة، بسبب الدعم الذى يحصلون عليه للزراعة والتصدير. حمائية الأزمة وفشل جولة الدوحة يهددان مفاوضات التجارة العالمية