«لن نفترق»، «دعوها فإنها منتنة»، «من الجزائر لمصر.. اتصل الآن»، «مصر ستبقى للجزائر.. والجزائر ستبقى لمصر». ذلك عدد من المبادرات الشعبية «مصرية جزائرية» التى انطلقت على الإنترنت مؤخرا لرأب الصدع ووقف التصعيد الإعلامى والسياسى الحالى بين مصر والجزائر، وتسعى هذه المبادرات إلى استثمار يوم «عرفة» أمس للتذكير بأنه يوم مغفرة إلا للمتشاحنين. ف«لن نفترق»، هى أكثر المبادرات «المصرية الجزائرية» انتشارا داخل الإنترنت والتى دشنها مدونون ونشطاء سياسيون وإعلاميون، ويقول بيانها إنها جاءت «من منطلق التاريخ والعروبة والدين والإنسانية التى تجمع بين البلدين»، وأيضا باسم المصالح المشتركة، والفهم المتبادل الذى نحاول أن نصنعه مع الآخر الغربى، فما بالنا بالآخر العربى؟!». ويضيف البيان: فى زمن عجزت فيه النخبة عن قيادة الرأى العام، بل وسقط بعضهم فى الامتحان، وترك الساحة للبعض من غير المهنيين وأصحاب الرأى الفاسد لتضليل الناس وشغلهم عن عظائم الأمور.. لذلك فالأولى بنا أن نأخذ زمام المبادرة.. ونوقع على هذا البيان المبدئى ترفعا منا عن كل تلك المناوشات اللا أخلاقية». ورأت المبادرة «إننا مصريون وجزائريون، نقدم اعترافا متبادلا بأن أطرافا قلت أو كثرت من شعبى البلدين قد قامت بالتعدى على إخوانهم.. وقد تكرر ذلك إزاء مصريين مقيمين فى الجزائر مؤخرا، وضد المنتخب الجزائرى وجماهيره فى مصر، وضد جماهير مصر فى السودان، خصوصا وأن وصف الذات بالمحاسن وقذف الآخرين بالنقائص يعقد الأمور ولا يحلها. وأشارت المبادرة إلى أن التجاوزات التى حدثت «قامت بها فئات متعصبة لا تمثل أبدا جمهور وشعبى البلدين»، وأنه لا يمكن الحكم على حقيقتها وحجمها بسبب «عدم وجود تحقيق قضائى رسمى فى أى من الدول الثلاث». وأعربت المبادرة الشعبية عن إدانتها للإعلام الخاص اللامسئول فى البلدين، خاصة الفضائيات المصرية الخاصة، والصحف الجزائرية الخاصة، التى ضحت بكل مبادئ المهنة وشرف الكلمة، من أجل الكسب المادى والتربح على حساب الحقيقة أولا وعلى حساب العلاقات بين البلدين». ووقع على هذا البيان الذى جاء باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية أكثر من 1000 مصرى وجزائرى. «دعوها فإنها منتنة»، تلك كانت شعارا لحملة إلكترونية أخرى دشنها القسم التفاعلى بشبكة «إسلام أون لاين. نت»، بهدف التحذير من خطورة نعرات التعصب بين الدول والشعوب العربية والإسلامية. وتركز الحملة التى تنشط فعالياتها عبر المواقع التفاعلية الشهيرة على الإنترنت مثل: «فيس بوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب»، فضلا عن المدونة الخاصة بالحملة على حث خطباء المساجد فى العالمين العربى والإسلامى لكى يجعلوا من نبذ التعصب والكراهية عنوانا وموضوعا لخطبة عيد الأضحى المبارك، والذى يوافق الجمعة 27 نوفمبر فى معظم العالم الإسلامى. كما تداول نشطاء على المنتديات الحوارية فاعليات أخرى للتهدئة، ومن أبرزها «مصر ستبقى للجزائر.. والجزائر ستبقى لمصر». ولم تقف دعوات التهدئة الشعبية عند حدود الإنترنت، بعد أن تبنى شباب جزائرى مبادرة «من الجزائر إلى القاهرة اتصل الآن» وتمثلت فى الاتصال بأرقام عشوائية لمواطنين مصريين؛ لتخفيف حدة التوتر بين الشعبين المصرى والجزائر على خلفية مباراة الفريقين الأخيرة فى السودان. وقال محمد أبوالمجد أحد الذين تلقوا مكالمة هاتفية من شاب جزائرى، ل«الشروق»: فوجئت خلال اليومين الماضيين بأكثر من 5 مكالمات هاتفية من شاب جزائرى وأخيه أيضا، كان قاسمها المشترك الأسف الشديد لما بدر من الجمهور الجزائرى فى السودان. دعوات التهدئة تلك لم تكن بعيدة عن صحف جزائرية دأبت فى الفترة الأخيرة على الهجوم على مصر. وجاء مانشيت صحيفة «أخبار اليوم» تحت عنوان «علماء ومثقفون من مصر والجزائر يدعون للمصالحة»، ونقلت الصحيفة أجزاء من المبادرة التى دعت لها لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين المصرية تحت عنوان «نداء إلى العقل والضمير». كما عنونت صحيفة «صوت الأحرار» عنوانها الرئيسى ب: «القرضاوى يفضل بوتفليقة لنزع فتيل الفتنة بين مصر والجزائر». وتبنت صحف جزائرية أخرى خطابا أقل حدة مما اعتادت عليه، لكن صحيفة «الشروق» الجزائرية واصلت خطابها العدائى ونقلت عن مصدر مسئول فى اتحاد الكرة الجزائرى، أن رئيس الاتحاد محمد روراوة دعم ملف الجزائر الذى وضع على طاولة رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا» قبل لقاء 14 نوفمبر بوثائق أخرى «خطيرة قد تضاعف من العقوبة التى ستسلط على الكرة المصرية». وقللّ هذا المصدر من أهمية الملف الذى قدمه اتحاد الكرة المصر، وقال: «الملف المصرى المقدم إلى الفيفا يفتقد للشرعية بما أنه غير مدعم بأدلة، إضافة إلى أنه لم يزكه محافظا لمباراة ال18 نوفمبر فى الخرطوم». وجاء فى صدارة نفس الصحيفة، تحت عنوان: مصر «اشترت» الفوز على الفريق الزامبى، وقالت الصحيفة نقلا عن جريدة «النصر» الجزائرية: فجر قائد المنتخب الزامبى لكرة القدم كريس كاتونغو قنبلة حين كشف أن زملاءه فى الفريق مكنوا مصر من الفوز فى المقابلة التى جمعتهم بالفريق المصرى يوم 10 أكتوبر فى بتشيليلا بومبى لحساب الجولة ما قبل الأخيرة من تصفيات ومونديال 2010. وقال كاتونغو الذى يلعب لفريق أرمينيا بيلينيلد فى حوار حصرى مع صحيفة النصر: إن المصريين تلقوا هدية من بعض اللاعبين الزامبيين الذين لم يكونوا يلعبون من أجل الانتصار. مؤكدا على أن وقع الفضيحة كان سيكون أكبر لولا تأهل زامبيا لكأس أفريقيا.