أصدر اتحاد كتاب مصر بيانا أمس عبر فيه عن أسفه لما وقع من أحداث ومشاحنات فى مباراتى الجزائر ومصر. ورأى الاتحاد أن ما حدث لا يعبر من قريب أو بعيد عن تاريخ العلاقة بين الشعبين الشقيقين، وأدان الشحن الإعلامى الزائد للجمهور وتقديم معلومات خاطئة لإثارة الرأى العام، وتحويل حدث رياضى عابر إلى مناسبة لزرع الفتنة وإثارة الفرقة وتبادل الاتهامات. وقال البيان: إن اتحاد كتاب مصر يناشد كل الأطراف ألا يخلطوا فى العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات، فالخلافات المتغيرة داخل الأمة العربية ما بين دولة وأخرى لا يجب أن تهدد ثوابت العمل العربى المعتمد على التاريخ الواحد والمصير المشترك، إن أدباء وكتاب مصر أعضاء الاتحاد، وهم يستشعرون الخطر المتربص بالأمة العربية إنما يحذرون من الانسياق إلى اتخاذ مواقف انفعالية يمكن أن توسع الفجوة بين الشعبين، لأن الصراع والشقاق بين مصر والجزائر لا يخدم سوى أعداء هذه الأمة. وأضاف: «ما يحدث فى فلسطينالمحتلة، والعراق، ودارفور، والصومال، وتهديد لبنان، واستمرار الجولان فى أيدى إسرائيل منذ 1967 حتى الآن، والصراع الدائر على أرض اليمن، كل هذا يؤكد أننا لا نحتمل بؤرة جديدة للصراع يخلقها العرب فيما بينهم وبأيديهم». ولفت إلى إن هناك من القوى الخارجية التى تدفع بالأمة العربية دفعا إلى الصراع العربى العربى، وعلينا أن ننتبه لهذا ولا ننساق لتنفيذ مخططات العدو تحت ضغط الانفعال، وأن نهتدى دائما فى علاقاتنا الثنائية بتضامن مصر مع الجزائر فى حرب التحرير وتضامن الجزائر مع مصر فى حرب أكتوبر متذكرين الحديث النبوى الشريف، الذى يقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». وناشد المصريين والجزائرين شعبا وحكومة وأجهزة إعلام أن يتمسكوا بالحكمة وأن يعملوا العقل، وأن يكون الأدباء والكتاب والمثقفون طليعة لغيرهم بدلا من الانسياق وراء الانفعالات واتخاذ القرارات العصبية، ونطالب باتخاذ الخطوات الجادة لمنع تكرار تلك الأحداث المؤسفة، وأن تقوم كل حكومة بمحاسبة المخطئين بالقانون، وذلك حرصا على المصير المشترك وعلى الوحدة العربية، التى ستظل دائما هى طريقنا للغد.