هيئة الإحصاء: استقرار معدل التضخم في السعودية عند 1.6% خلال الأشهر الثلاثة الماضية 2024    كل ما تريد معرفته عن صواريخ فرط الصوت    عاجل.. ثنائية لامين يامال تنهي الشوط الأول بتقدم برشلونة أمام جيرون    دون مصطفى محمد.. تشكيل نانت الرسمي أمام ستاد ريمس في الدوري الفرنسي    تشييع جثمان شاب ضحية معاكسة فتاة بشبرا الخيمة    الفضائيات العربية يكرم إسماعيل فاروق كأفضل مخرج عن مسلسل "حق عرب" في 2024    المولد النبوي الشريف كفرصة لتعزيز الأخلاق والقيم في المجتمع    القبض على 3 أحداث استخدموا كلبا في عقر طفل بأوسيم    حقيقة تأجيل موعد بدء العام الدراسي الجديد 2024-2025    فصل الكهرباء عن بعض المناطق في سبها وتخصيص مدرسة لإيواء المتضررين من السيول    نقيب الموسيقيين يعقد مؤتمرًا صحفيًا موسعا غدًا ويكشف عددا من المفاجآت    بالاجماع.. انتخاب النائب أحمد عبدالجواد أمينًا عامًا لحزب مستقبل وطن    حملة «100يوم صحة» قدمت أكثر من 71 مليون خدمة مجانية خلال 45 يومًا    شوط أول سلبي بين توتنهام هوتسبير وآرسنال    «القاهرة الإخبارية»: التصعيد الإسرائيلي لا يتوقف تجاه الجبهة الشمالية    إزالة تعديات ومخالفات بناء في حملات بالساحل الشمالي الغربي ومدينة سفنكس الجديدة    المفتي يهنِّئ الإمامَ الأكبر شيخ الأزهر الشريف بمناسبة المَولد النبوي    قبول استقالة الحكومة الأردنية وتكليفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل أخرى    تحرير 6 محاضر مخالفات تموينية ببلطيم بكفر الشيخ    أسباب غياب زينتشينكو عن مواجهة توتنهام    قطع مياه الشرب عن مدينة شبين الكوم وضواحيها غدًا الاثنين.. المناطق والمواعيد    ميلان يحقق فوزا كبيرا على فينيسيا برباعية نظيفة في الدوري الإيطالي    تاو: نتمنى الفوز بدوري أبطال أفريقيا في 2025    خطوات الاستعلام عن نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور اعتمادها    بعد 3 سنوات من اطلاقها .. كيف استهدفت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تحقيق العدالة الناجزة؟    وزارة التعليم توضح : مادة العلوم لأولى ثانوى تضم معارف متكاملة لا أبوابا منفصلة    وزيرا التعليم العالي والتضامن الاجتماعي يشهدان الحفل الختامي لمسابقة قادة الأنشطة الطلابية    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة غدا الإثنين 16-9-2024    النصب عبر تطبيق إلكتروني.. حبس "مستريح" جديد في التجمع الخامس    هجوم شرس على إيفانكا ترامب بعد نشرها صورة «محرجة» لنجمة شهيرة !    إزالة تعديات ومخالفات بناء في حملات بالساحل الشمالي الغربي ومدينة سفنكس الجديدة    11 عرضا في الدورة الخامسة لمهرجان المسرح العربي    بالصور.. ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة    عمرو الفقي يتحدث عن تجربة "الشركة المتحدة" بصناعة الإعلام خلال مؤتمر ibc..فيديو    السقا يمازح العوضي: "مين أكتر حد ضربك".. والأخير يرد: "أنت"    آخر فرصة للمصطافين لصرف الخبز المدعم في 5 محافظات    دعاء للابن المتوفي في يوم ذكرى المولد النبوي الشريف 2024    موسم الجدل المتكرر.. هل الاحتفال بمولد النبي بدعة وما هو مباح في الاحتفال؟    سياسيون وأحزاب: قرارات الحكومة الاقتصادية بداية مبشرة لجذب الاستثمار    صحة الشرقية: إجراء 9 عمليات باستخدام المنظار الجاسوس بمستشفى منيا القمح    الصحة: تنفيذ برنامج متكامل لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات ب 60 مستشفى    منظومة الشكاوى الحكومية تتعامل مع استغاثة أم لحجز ابنها بمعهد الأورام    الصحة: فريق الحوكمة يوجه بإعادة توزيع 69 ماكينة غسيل كلوي وحضانة بمستشفيات السويس    يسرى نصر الله ناعيا إلياس خورى بكلمات مؤثرة: مع السلامة يا حبيبى    القاهرة الإخبارية: 11 شهيدا فى قصف إسرائيلى استهدف مناطق متفرقة بمدينة غزة    الحوار الوطني يهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي    وزير الدفاع يتفقد قاعدة محمد نجيب العسكرية للوقوف على الاستعداد القتالي للقوات    بمشاركة 600 طالب.. انطلاق الأسبوع الأول لشباب الجامعات التكنولوجية الثلاثاء بالإسكندرية    من أهدر أموال النادي؟.. حرب باردة بين باريس سان جيرمان وكيليان مبابي    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 633 ألفا و800 جندي منذ بداية الحرب    إغلاق 40 خط سكة حديد في التشيك بسبب سوء الأحوال الجوية    أسعار اللحوم اليوم الأحد 15-9-2024 في أسواق محافظة البحيرة    تحرير 146 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الغلق    سيارات الأحوال المدنية المتحركة تستخرج 6 آلاف بطاقة رقم قومي    حماة الوطن ينظم حفل جوائز الفائزين بالموسم الأول من مسابقة التميز التنظيمي    إسرائيل تعلن انفجار مسيرة فى بلدة المطلة الحدودية    عصام الحضري: مانويل جوزيه أفضل مدرب في تاريخ الأهلي    بعد إعلان موعد الظاهرة الفلكية الأربعاء المقبل.. اعرف خطوات صلاة الخسوف 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفتي: دار الإفتاء ماضية في مشروعها التنويري التاريخي وفضح زيف الإخوان والتنظيمات الإرهابية
نشر في الشروق الجديد يوم 23 - 10 - 2020

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن دار الإفتاء المصرية ماضية في مشروعها التنويري التاريخي، وفي فضح زيف الإخوان وكافة التنظيمات الإرهابية، مشددًا: "لا نأبه لتلك الحملات المغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية".
وأضاف مفتي الجمهورية - في تصريحات الليلة - أن علماء دار الإفتاء لديهم منهجية متكاملة نابعة من فهم العلماء الأوائل على مدى التاريخ، ومن حضارة فقهية ومنهجية لم يشهد التاريخ مثلها، وأن هناك طريقين يسير أحدهما في موازاة الآخر: الأول طريق واضح صاحب حضارة وعطاء على مدار التاريخ، والطريق الآخر يُخفق منذ نشأته وليس له جذور يستند إليها، بل يختلق جذورًا وهمية من مصادر الشريعة الإسلامية، ولكن من يتبصر يجد أنه ليس له جذور ولا أساس وأنه عار تمامًا عن المنهجية السلمية التي توارثناها عن علمائنا.
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن مشروع الإخوان، منذ بدايته، كان يكتنفه محاولات لإيجاد جذور لهم، ولكنهم فشلوا أمام صمود المنهجية العلمية، موضحًا أن التنظيمات المتطرفة ذات عقلية جافة وقلب فيه غلظة، وأشبه بذي الخويصرة التميمي الذي اعترض على تقسيم النبي للغنائم، وقال له: "اعدل يا محمد" وهو وسط الصحابة، كأنه يوعز للمسلمين حوله أن هناك إشكالية في عدل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن النبي برحمته صحح المسار مباشرة وقال له: "ومن يعدل إذا لم أعدل"، ولما هم أحد الصحابة بتأديبه قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من ضئضئ هذا قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".
وتابع قائلًا: إن العقول السوية عليها أن تنبري للرد على تلك المزاعم التي تريد بها جماعات التطرف النيل من شريعة الله، فيحولوا الناس من إطار الاعتدال إلى التشدد.
وفي سياق متصل، أوضح مفتي الجمهورية أن نماذج الاستغلال لمفاهيم الدين هي أبعد ما تكون عنه، فينطبق على جميع أجيال المتطرفين وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم سفهاء الأحلام، وهي صفات تكاد تنطبق على جميع أجيال هؤلاء المتطرفين، منبهًا إلى أن حقيقة الإسلام وجوهره يتمثل فيما وقر في قلب الإنسان، فيجب ألا نلتفت إلى المظهر فحسب، ولكن الجوهر يجب أن يتفق مع الشكل، حتى لا نصبح أمام قشور وشكليات تريد أن تأخذ من الإسلام ما يوصلها إلى أغراضها الدنيوية.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن جماعة الإخوان ومثيلاتها من الجماعات الإرهابية عمدوا إلى الآيات التي نزلت في الكفار والمنافقين والمشركين وأنزلوها على المؤمنين، وهو خلل شديد يمثل خطورة كبيرة في تاريخ المسلمين ودعوة لسفك الدماء.
وضرب المثل على ذلك قائلًا: على سبيل المثال إذا قرأت في تاريخ تلك الجماعة لوجدت الخلل في منهجهم واضحًا وجليًّا، فهم يزعمون جهلًا أن آية السيف وهي قوله تعالى: (إِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) تدعو إلى قتل المخالف في العقيدة والمنهج.. هكذا وبجرة قلم شطبوا التاريخ ونسخوا بفكرهم هذا 100 آية تدعو إلى الرحمة والعدل، بل خالفوا السيرة النبوية التي ذكرت موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المشركين عند فتح مكة المكرمة، عندما قال لمن آذوه وأخرجوه منها: "ما تظنون أني فاعل بكم"، قالوا: "أخ كريم وابن أخ كريم" فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وأضاف أننا إذا قلنا بقولهم فيما يتعلق بآية السيف لكان المسلك الذي اتخذه النبي مع المشركين هو مسلك الانتقام، ولكُنَّا رأيناه يدير فيهم السيف انتقامًا. وأردف فضيلة المفتي مؤكدًا أن هؤلاء شوهوا الدين وتجنَّوا على الله ورسوله وكذبوا على الناس، وادَّعوا أن مشروعهم خاص بالدعوة، ليتبين بعد ذلك من خلال أفعالهم ومراجعهم ما يدل على اللاسلمية عندهم.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء أصدرت تقريرًا بالاعتماد على عدد من المصادر منها "نيوز ويك" وغيرها بينت فيه أنه لا سلمية لدى الإخوان في تاريخهم منذ عام 1936، داعيًا الشباب إلى القراءة عن المؤتمر الخامس للإخوان الذي عقد عام 1939م ليتبينوا خطورة منهجهم، متابعًا: "إن الجماعة قالت في ذلك المؤتمر: إن دعوتهم نجحت وانطلقت إلى الآفاق، ولم يبقَ أمامهم إلا الدولة والحكومة، فإن هم أجاروهم كانوا في ظهورهم، وإلا كانوا عليهم حربًا".
وتابع مفتي الجمهورية: "إن الجماعة الإرهابية تسعى إلى هدم المرجعيات الدينية والمؤسسات المعتمدة، لافتًا النظر إلى أنهم دائمًا ما يصفون من يخالف منهجهم بأنه من "علماء السلطان"، موضحا أن هناك 3 محاور أساسية لنحكم على مدى تبحر العالم في العلم؛ أولها: أن يفهم النص الشرعي بآليات توافِق المنهج العلمي، بما في ذلك العلوم المختلفة، وثانيها: إحاطته وتكوينه العلمي لاستنباط الحكم الشرعي، وثالثها: إدراك الواقع الذي يتعامل معه، وهو واقع شديد التعقيد ومتشابك ويحتاج إلى سعة أفق.
وفي إطار ذي شأن قال مفتي الجمهورية: "جلسنا ما يزيد على 60 ساعة مع الخبراء والمختصين للوصول إلى فتوى في مسألة التسويق الشبكي لنتبصر الواقع ومعرفته معرفة حقيقية، فليس من السهولة على المفتي أن يجيب عن مثل هذه المسائل دون إدراك الواقع، وكيفية إنزال النص على الواقع، وكل هذه العمليات تدور في فلك المؤسسية".
واستنكر مفتي الجمهورية الاتهامات التي تُوجِّهها جماعة الإخوان الإرهابية إلى المؤسسات الدينية في مصر، ومن بينها دار الإفتاء المصرية، متسائلًا في تعجب: "هل في مفرداتنا أن العداء للدولة هو من صفات العلماء؟!" موضحًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا بالسمع والطاعة ما دام ما أمرنا به لا يتعارض مع قطعيات الشريعة، وأنه ليس من معايير العالم أن يخالَف وليُّ الأمر ولا القوانين ما دامت لا تتعارض مع صحيح الدين.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الإخوان جعلوا من يعارض الدولة والقانون من رجال الدين في مصاف البطولة لأنهم يقفون أمام الدولة وهم في عداء دائم للوطن، أما من يبني ويدعم الدولة فيصفونه ب "عالم السلطان"، ونحن نفتخر بأننا نقف في صف الوطن.
وألمح مفتي الجمهورية إلى أن الجماعة الإرهابية لديها خلل في منهجها الفقهي الذي تعتمد عليه، فهم لا يعترفون بالتعددية التي هي من مقومات المنهج الأزهري الذي يقوم على ثلاثة أركان؛ هي: التعددية المذهبية، والعقيدة الأشعرية، وتهذيب النفس والسلوك وهو التصوف، فالمنهج الأزهري يتعامل مع النص بفهم واسع وهو مسلك الصحابة الكرام.
وضرب مفتي الجمهورية مثالًا بقاعدة "الترك" الفقهية، وهي أن الجماعات المتطرفة تدعي أن كل ما تركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفعله فإنه بدعة، كما في مسألة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث يعتبرون من يحتفل به مبتدعًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام لم يحتفلوا به بحسب فهمهم.
وأوضح أن ما تركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعل ولم يأتِ نص شرعي يَنهى عنه فإن فيه سَعةً، بل هناك دلائل شرعية على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف منها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما سئل عن صيامه يوم الإثنين فإنه قال: "ذاك يوم ولدت فيه"، كما أن الترك لا يعني التحريم أو البدعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.