يجتذب قطاع السمسرة الكثير من الشباب نظرا للسمعة الرائجة عنه بأنه قطاع مالى يحقق العاملون فيه دخولًا بالآلاف، قال هانى حلمى رئيس شركة الشروق لتداول الأوراق المالية. ويمثل خريجى كليات التجارة أو الاقتصاد والعلوم السياسية نسبة كبيرة من العاملين فى شركات سمسرة الأوراق المالية نظرا لارتباط الوظائف فى هذه الشركات بالعمل المحاسبى والتحليل المالى، ويبدأ الخريجون الجدد بالعمل فى الأعمال الإدارية البسيطة كخدمة العملاء وهى الفترة التى تتيح لهم التعرف على التخصصات المختلفة فى شركات السمسرة ثم يبدأون بعد ذلك بالالتحاق بدورات تدريبية للتخصص فى مجال معين كالسمسرة، والتى تنقسم إلى تخصص منفذ الأوامر ومدير حسابات العملاء، أو البحوث، والتى تنقسم إلى تحليل فنى وتحليل أساسى. «تخرجت فى كلية التجارة وبدأت بإدارة استثمارات مجموعة من المستثمرين فى سوق الأوراق المالية بشكل شخصى ثم التحقت بالعمل فى إحدى الشركات وطورت مستواى من خلال دراستى للتحليل الأساسى والفنى» تبعا لتامر عواد الذى يعمل حاليا مدير إدارة السمسرة بشركة النوران لتداول الأوراق المالية. ولكن خريجى التخصصات الأخرى عرفوا طريقهم إلى القطاع. «شهدنا بعض المتخرجين من مجالات كالهندسة والطب تركوا مجالات دراستهم واتجهوا للعمل فى قطاع السمسرة، وهناك من يبدأون مستثمرين ثم يحترفون العمل فى القطاع» تبعا لما ذكره محمود عماد الدين العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية. مديرو حسابات العملاء الأعلى أجرا يعد العمل فى مجال إدارة حسابات العملاء من أكثر المجالات المربحة فى قطاع السمسرة، حيث يعتبر مدير الحسابات بمثابة المستشار الخاص للعميل فى عمليات البيع والشراء كما يعد مسئولا عن جلب العملاء الراغبين فى الاستثمار فى شركات الأوراق المالية إلى شركة السمسرة التى يعمل بها لذا يحقق مدير الحسابات دخلا إضافيا فوق راتبه الأساسى يتمثل فى نسبته من عمولات السمسرة التى تحصل عليها الشركة من هؤلاء المستثمرين. ويترواح الراتب الأساسى للخريج الحديث فى هذا المجال، بين 1000 جنيه و2500 جنيه شهريا بينما تصل نسبته فى عمولات الشركة إلى 10% وبعض مديرى الحسابات يستغنون عن الراتب الثابت مقابل رفع نسبتهم فى العمولة لتصل إلى 20% أو 25%، لذا تصل مستويات الدخول الشهرية لدى مديرى الحسابات الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع عدد كبير من المستثمرين إلى 20 ألف جنيه أو أكثر شهريا. وعادة ما يتنقل مدير الحسابات من شركة سمسرة إلى أخرى بحثا عن العرض الأفضل معتمدا على قوة علاقته بعملائه الذين يتركون بالتبعية الشركة التى تركها وينقلون استثماراتهم للشركة الجديدة، تبعا لما ذكره ل«الشروق» أحد مديرى الحسابات، طلب عدم ذكر اسمه. وتغرى نسبة مديرى الحسابات فى عمولة البيع والشراء بعض العاملين فى هذا المجال لخداع عملائهم بإيهامهم بضرورة اجراء عمليات بيع وشراء لا ضرورة لها وهو الأمر الذى يساهم فى تحقيق أرباح سريعة إلا أنها تساهم خسارة ثقة العملاء فى هؤلاء السماسرة، تبعا لمدير الحسابات. أما منفذو الأوامر والذين تقتصر مهمتهم على تنفيذ أوامر البيع والشراء على الشاشة فتكون دخولهم أقل حيث يخصص لهم نسبة 2 إلى 3% من اجمالى العمولات التى تحصل عليها الشركة وتقسم بينهم بحسب الدرجة الوظيفية. الشهرة الإعلامية تشعل الأجور ومجال البحوث بداخل القطاع يعد من الأنشطة التى تحتدم فيها المنافسة بشركات السمسرة بين المحللين الماليين الذين يقومون بتحليل أداء الشركات اعتمادا على الأداء المالى للشركات وبتحليل الربح والخسارة والمحللين الفنيين يقومون بقراءة الأداء المستقبلى بناء على دراسة التطورات التاريخية للسهم أو السوق ككل. «على الرغم من اتجاه الكثير من الشباب فى السنوات الأخيرة للالتحاق بالدورات التدريبية فى مجالى التحليل المالى والفنى إلا أنه مازال هناك نقص فى المعروض من الكوادر فى هذا المجال الأمر الذى يرفع من مستويات أجورهم» تبعا لما جاء على لسان أحمد النجار رئيس البحوث بشركة بريميير. ويشير النجار إلى أن أجور المحللين تتفاوت بحسب درجة الخبرة فى هذا المجال كما يساهم أيضا انتشار هؤلاء المحللين على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد المتخصصة فى رفع أسعار المحللين فى السوق. «من الممكن أن توفر مهنة التحليل أجرا بمتوسط 1500 جنيه أو 2000 جنيه شهريا للحديثين فى هذه المهنة ثم ترتفع بعد ذلك لتصل إلى 20 ألف جنيه شهريا أو 50 ألفا تبعا للشركة التى يعمل لديها»، تبعا للنجار الذى يضيف أن مجال التحليل يجتذب الكثير من العاملين فى مهنة المحاسبة للعمل فى هذا القطاع حيث تقدم لهم الأخيرة أجورا ضعيفة تتراوح بين 500 و600 جنيه شهريا. طارق حسن رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أونست لتداول الأوراق المالية كان واحدا من هؤلاء. «بعد 7 سنوات من العمل فى المحاسبة اتجهت للعمل كسمسار فى إحدى شركات الأوراق المالية لشغفى بالتحليل المالى»، تبعا له. غير أنه مع اندماج حسن فى العمل فى قطاع السمسرة غير بعد ذلك اتجاهه للتحليل الفنى الذى يصفه بأنه مهنة مرهقة أكثر من المحاسبة فهى «تضعك تحت ضغط عصبى وتحتاج إلى تركيز شديد وتمتد ساعات عملها لفترات أطول وحتى وإن كان العائد مجزيا» أضاف حسن. التدريب عنصر مهم وتعد الدورات التدريبية عنصر رئيسيا لمساعدة العاملين فى شركات السمسرة على التخصص فى مجال معين ورفع مستويات أجورهم فى المجال العاملين به، وتتفاوت تكلفة هذه الدورات التدريبية، التى تقدمها جهات كجامعة القاهرة والمعهد المصرفى وجمعيات المحللين وعدد من الجامعات الخاصة، حيث تتراوح بين 2000 و7000 جنيه، بينما تقدم روابط المحللين الأجنبية شهادات متخصصة تصل تكلفتها إلى 15 و20 ألف جنيه وترفع أجر الحاصل عليها بدرجة كبيرة. وتنفق بعض شركات السمسرة على تدريب الكوادر العاملة فيها وتشترط عليهم البقاء فى الشركة لفترة محددة أو دفع تكلفة التدريب فى حال مغادرة الشركة. «عادة ما تفضل شركات السمسرة تعيين من لديهم خبرة لاتقل عن عامين أو ثلاثة الا ان بعض الشركات توفيرا للنفقات تفضل تربية الكوادر الجديدة لديها ودفعها للتخصص بالتدريج» قال عماد الدين. الأزمة أثرت على الأجور شهدت شركات السمسرة نموا كبيرا فى عددها ليصل إلى 149 شركة، وهو ما تزامن مع نمو أسواق الأوراق المالية فى دول الخليج الأمر الذى رفع من الطلب على كوادر شركات السمسرة ورفع بالتبعية أجورها. وبقدر ما ساهم انتعاش سوق الأوراق المالية، حيث ارتفع رأس المال السوقى من 172.92 مليار جنيه إلى 463.34 مليار جنيه فى الفترة من 2003 2004 إلى 2008 2009، فى زيادة دخول العاملين فى شركات السمسرة إلا أن الانخفاض الكبير فى عمليات البيع والشراء الذى حدث فى البورصة المصرية مع اندلاع الأزمة المالية العالمية ساهم فى خفض مستويات دخول مديرى الحسابات. إلا أن عددا ممن تحدثت معهم «الشروق» أشاروا إلى أن هذا الوضع تغير مع انتعاش البورصة من جديد وأن الدخول عادت للتحسن منذ اتجاه البورصة المصرية للتعافى فى مارس الماضى.