يتعرض أبناء مدينة الخليل القديمة جنوب الضفة الغربية إلى مآس يومية من خلال تصرفات شديدة الحدة من المستوطنين خاصة فى هذه المدينة التى تضم الحرم الابراهيمى والتى يقطن بها زهاء 600 مستوطن فى مستعمرات بالقرب من سكن نحو 30 ألف فلسطينى ، ولم تترك إسرائيل فرصة إلا وتفرض التدابير الامنية المشددة وتقيم العديد من نقاط التفتيش وإغلاق الطرق أمام الفلسطينيين ولا تسمح لهم بالدخول إلى مناطق سكناهم. وقد قسمت المدينة بموجب بروتوكول الخليل لعام 1997 إلى الخليل واحد والخليل اثنين ، حيث أن الخليل اثنين تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية على مساحة 20% من المدينة ، ويسكنها حوالي 40 ألف فلسطيني و500 مستوطن إسرائيلي يحرسهم 2000 جندي أما ال 80% المتبقية فخصصت للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية ولكن بعد إعادة احتلال مناطق "أ" في الضفة الغربية من قبل الجيش الإسرائيلي 2002 عادت المدينة إلى السيطرة الأمنية الإسرائيلية حتى هذه اللحظة 2009 . ويقول محافظ الخليل عباس الأعرج إن الممارسات الاسرائيلية لاتنتهى فهم يواصلون بناء الجدار الفاصل ، وتوسيع المستوطنات والإغلاقات ، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين المتكررة وهجماتهم الاخيرة على منازل المواطنين الفلسطينين على مرأى جنود الإحتلال في البلدة القديمة من المدينة ومحيط المستوطنات. ويؤكد الأعرج أن محافظة الخليل تعد محافظة اقتصادية وتشكل ما نسبته 50% من مجمل الاقتصاد الفلسطيني ، وتعد الأعلى في نسبة البطالة والفقر وذلك بسبب الاغلاقات ومنع العمال من العمل داخل إسرائيل ، و بناء الجدار الفاصل على أراضي زراعية ، وعدم السماح ببناء منطقة صناعية في منطقة ترقوميا والاستيراد المفتوح الذي ساهم في اختفاء العديد من الصناعات المهمة في المحافظة إضافة إلى مشكلة الجفاف الناجمه عن قلة الأمطار و تأثيرها. وفى دراسة أعدتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر ذكرت أن الركود أصاب الحياة الاقتصادية في المدينة القديمة تقريبا بسبب القيود المفروضة على حرية التنقل والعنف الذي يمارسه المستوطنون ، وقد تلقى بعض أصحاب المتاجر الأمر من الجيش بإغلاق أبواب محلاتهم ، وفقد البعض الآخر زبائنهم وذلك لأن الفلسطينيين يخشون الاقتراب من المستوطنات اليهودية. وتفيد الدراسة أن 86% من العائلات تعيش في حالة من الفقر النسبي إذ لا يتجاوز دخل الفرد فيها 97 دولارا شهريا لتوفير الغذاء والملابس وغيرها من نفقات المعيشة. وقد اضطر معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في المدينة القديمة إلى وضع أسلاك أمام نوافذ بيوتهم والإبقاء عليها مغلقة مخافة من تصرفات المستوطنين. وتشهد المدينة عملية تهويد حقيقية ، فالاستيطان في قلبها ووسط التجمعات السكانية في البلدة القديمة منها ، حيث تهدف سلطات الاحتلال لتهويد البلدة ببناء حي يهودي فيها. ويقول مخلوف زيد من سكان المدينة:" إن سلطات الاحتلال تمارس أبشع أصناف الإرهاب والانتقام والثأر والترويع بحق أهل المدينة من قتل واستحلال لحرمات بيوتهم وتخريب وعبث في ممتلكاتهم" ورأى أن هدف الاحتلال من وراء ذلك هو تهويد المدينة وتشريد أهلها الفلسطينيين منها باستخدام العنف والهيمنة. ويعمل الاحتلال جاهدا على الاستيلاء على بعض الأبنية في داخل المدينة وتحويلها إلى أحياء سكنية لليهود وكذلك عمل على تحقيق التواصل الجغرافي بين الأحياء في داخل المدينة ومستوطنة كريات أربع ، وتنشط شركات التعهدات والهندسة الإسرائيلية في شق الأنفاق والطرق التي أضرت كثيرا بالمواطنين وممتلكاتهم التي تعرضت للاستيلاء عليها وهدمها ومصادرتها.