«18» هو عدد الأفلام التى تتنافس داخل أكبر مسابقات المهرجان الأول فى مصر «القاهرة السينمائى»، والتى تشترط أن تكون كل أفلامها فى عرضها الأول، لذلك يواجه القائمين على اختيار أفلامها كثيرا من الصعوبات، نظرا لأن المهرجان يأتى فى ذيل المهرجانات السينمائية المهمة من حيث التوقيت. وقد عانت المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة واحتارت كثيرا حتى عثرت على فيلم يمثل السينما المصرية بالمهرجان، استسلاما لتعبير شائع بين كبار النقاد أن أهمية المهرجانات الأساسية هى أن تروج لسينما بلادها، وإلا فلا فائدة كبيرة لها بالنسبة للبلد، وعندما نبدأ الحديث فلا مفر من التطرق للفيلم المصرى المشارك «عصافير النيل» عن رواية للكاتب إبراهيم أصلان، وسيناريو وحوار وإخرج مجدى أحمد على، ويقوم ببطولته فتحى عبدالوهاب، وعبير صبرى. مشاركة الفيلم مرت بكثير من التطورات والتغييرات الغريبة والتى من الممكن أن تكون سيناريو لفيلم، فبعد أن أعلن مشاركته فى المهرجان رسميا، فوجئ الإعلام ببيان أرسل من الشركة المنتجة للفيلم، بأنه لم يكتمل ولن يشارك، وبعد أيام من صدور هذا البيان، وبعد أن قامت الدنيا ولم تقعد، فوجئنا مرة أخرى بأن الشركة وافقت على مشاركة الفيلم، ونحن الآن نخشى أن يرسل إلينا بيانا آخر بعد أن بدأت فاعليات المهرجان نقرأ فيه سحب الفيلم من المسابقة الدولية مرة أخرى بحجة أنه لم يكتمل.. وإن كنا بالطبع لا نتمنى ذلك، بل نتمنى أن يحصد الفيلم جوائز المهرجان ليس طبعا عن طريق المجاملات كما نتهم دائما، وإنما بقدرته على المنافسة، وجميعنا لا يغفل موهبة صناعه الذين نتوسم فيهم كل الخير. وتشارك المغرب بفيلم «فينيك ليام» للمخرج دريس شويكا لتكون المشاركة العربية الثانية والأخيرة فى الوقت نفسه داخل المسابقة. الفيلم إنتاج 2009، مدته 99 دقيقة ويقوم ببطولته كل من عبداللطيف شوقى، وياسمينا بينانى، وكريمه شمسى، ويحكى الفيلم الطريق المتعرج لزوجين فى ثلاث مراحل مهمة من حياتهما، بداية من نشأة العلاقة بينهما، حيث الخفة والاستهتار تغذى أحلام الحب والسعادة. والمرحلة الثانية فى منتصف العمر، عندما تثقل تجارب الحياة بوطئتها على القلب والصدر، وتفرض قيودا على مفهوم الحب والسعادة. وأخيرا، المرحلة الثالثة، عندما يكون من المحتم على الزوجين التوقف لتقييم واستخلاص الدروس من تجاربهما بوجهة نظر أكثر حيادية. وتشارك السينما الفرنسية مشاركة بفيلمين هما «نسيت أن أقول لك» للمخرج لوران فيناس ريموند، ويشارك النجم المصرى العالمى عمر الشريف فى بطولته، مع الفنانين إيميلى ديكوين، وفرانك جورلات، وهو إنتاج 2009، ومدته 95 دقيقة، وتدور أحداثه من خلال مارى إيميلى ديكوين وهى فتاة شابة لا تمتلك مالا، وليس لديها أسرة ولكنها تمتلك موهبة الرسم، والتى تلتقى ب«جوم» عمر الشريف وهو رجل مسن سبق أن فاز بجائزة سباق توردى فرانس للدراجات عندما كان فى سن الشباب كما أنه أيضا يمتلك موهبة الرسم، وتنشأ صداقة بينهما، ولكن عندما تتعمق هذه الصداقة يعانى «جوم» من مرض الزهايمر الذى ينسيه حياته الخاصة. كما تشارك السينما الفرنسية بفيلم «القنفذ» للمخرج مونا اشأش، ويقوم ببطولته الفنانون جوسيانا بالاسكو، جارانس لى جويليرميك، وتوجو ايجاوا، الفيلم مدته 100 دقيقة. أما السينما الهندية وهى ضيف شرف فتشارك بفيلمين الأول هو نفسه فيلم الافتتاح «نيويورك» للمخرج كبير خان، وبطولة الفنانين جون ابراهام، وكاترينا كايف، ونيل نيتين موكيش، الفيلم مدته 153 دقيقه، وتبدأ أحداثه فى الولاياتالمتحدة عام 2008 باعتقال «عمر» من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية، وهو شاب مسلم الأصل من دلهى، بعد أن تم العثور على أسلحة فى صندوق سيارة أجرة يمتلكها. كما تشارك السينما الهندية بفيلم «مادولا».. «استمرى فى السير» للمخرج جاى تانك، وبطولة الفنانين سوبرات دوتا، ونيلا جوخال، وبرناى نارايان، الفيلم إنتاج عام 2008، ومدته 105 دقائق، وتدور أحداثه من خلال أسرة هندية، تستمر أحلامها وتقتنص كل لحظات السعادة، والمرح مع الأصدقاء والجيران بدون تعصب، برغم كل مصاعب الحياة التى تواجههم، والأسرة تنتمى إلى الهندوس بينما خطيب ابنتهم من المسلمين، وتتبدل حياتهم بعد وقوع حادث انفجار قطار بومباى الإرهابى. أما الفيلم الروسى «حرب واحدة» للمخرج فيرا جلاجوليفا، فينتمى إلى نوعية الأفلام الواقعية، بطولة الكساندر بالويف، وميشيل خمورى، وناتاليا كودرياشوفا، إنتاج 2009، ومدته 85 دقيقة، وتدور قصته حول أحداث حقيقية تكشف صفحات مجهولة فى تاريخ الحرب العالمية الثانية، بجزيرة نائية صغيرة، حيث النساء مع أطفالهن يقضين مدة عقوبتهن. وتشارك السينما الإيطالية بفيلم «أصدقاء مقهى مارجريتا» للمخرج بوبى أفاتى، وبطولة الفنانين ديجو اباتانتونو، ولاورا تشياتى، ولويجى لو كاسيو، إنتاج 2009، ومدته 90 دقيقة، ويحكى قصة «تادو» المراهق فى ال18 من عمره الذى يحلم بأن يصبح أحد رواد مقهى مارجريتا الشهير. وتشارك السينما البولندية بفيلم «الشظايا» للمخرج ماسيج بييرزيكا، بطولة انطونيو باوليكى، وكارولينا بيشوتا، ومارسين هيكنار، الفيلم إنتاج 2009، ومدته 100 دقيقة، وينتمى للكوميديا التراجيدية، ويحكى عن أيام قليلة فى حياة ثلاثة شبان يعيشون فى مدينة صناعية ب«سيلسيا». أما السينما الأرجنتينية فتشارك بفيلم «لويزا» للمخرج اليخاندرو نارفيز، بطولة لونور مانسو، وجيان بير ريجوراز، إنتاج 2009، ومدته 110 دقائق، ويحكى قصة «لويزا» التى تفقد عملها بعد ثلاثين عاما من الخدمة بإحدى الشركات. وتشارك السينما المجرية بفيلم «أيام الرغبة» للمخرج جوزيف باسكوفسكى، بطولة كاترين ويلكينج، واوسولفا شفسيك، إنتاج 2009، ومدته 104 دقائق، ويحكى عن زوجين فى منتصف العمر يحصلان على فرصة أخرى بتبنى ابنة معاقة تعوضهما عن ابنتهما الأولى التى فقداها فى حادث، وتكون بالنسبة لهما هدية أرسلت من السماء للتكفير عن ذنوب الماضى، وتعوضهما عما ابنتهما. وتوجد السينما البرتغالية بفيلم «اميليا»، إخراج كارلوس كوليهو دا سيلفا، وبطولة ساندرا باراتا بيلو، وكارلا شامبل، وريكاردو كاريكو، إنتاج 2008، ومدته 127 دقيقة ويروى قصة حياة المطربة البرتغالية الشهيرة «اميليا رودرجز»، معشوقة الملايين، والتى تطاردها حسرتها على أختها، ويغلف حياتها خليط من الحب، والحزن، والتوتر السياسى، فقد نشأت فقيرة، وحققت شهرة عالمية، وقد رصدت البرتغال لهذا الفيلم أكبر ميزانيه عبر تاريخها السينمائى، لأنه يسرد حياة أسطورة البرتغال، التى أصبحت ظاهرة عبر العالم كله رغم الحزن والوحدة التى تعيشها. وتشارك الصين الشعبية بفيلم «تينى داست... حب حقيقى»، إخراج شين دونج، وبطولة لى تينج، وانج جينج، ووجانج، إنتاج 2009، ومدته 90 دقيقة، وتدور أحداثه حول «يانجينيانيان» فتاة ريفية يساعدها رجل يدعى «تاينى داست»، بتوفيره لها فرصة الدراسة بالجامعة، ولكن بعد فترة تضطر إلى تركها بسبب مرض والدتها، وتذهب معها إلى «كينج داو» للاستشارة الطبية، وفى نفس الوقت تنتهز الفرص لتبحث عن الرجل الطيب. أما كرواتيا فتشارك بفيلم «أؤمن بالملائكة»، إخراج نيكسا سفيليسيك، وبطولة دولاريس لامباسا، وفيدران مليكوتا، وألجوسا فوكوفيك، إنتاج 2009، ومدته 95 دقيقة، وينتمى إلى نوعية الدراما الرومانسية التراجيدية والكوميدية فى الوقت نفسه، وتدور أحداثه فى جزيرة كرواتية، حيث ساعى البريد المحلى الذى يحرص على قراءة بريد كل أهل الجزيرة، وعندما تنتقل امرأة جميلة وغامضة لتعيش فى الجزيرة، كعادته يقرأ رسائلها الخاصة ويعلم حقيقتها الرهيبة، ومع الوقت تنشأ علاقة بين ساعى البريد والمرأة، ثم يكتشف أن تورطه معها ليس عرضيا كما يبدو لأول مرة. وتتميز المسابقة هذا العام باحتوائها على 4 أفلام مرشحة من قبل دولها لتمثلها فى سباق أوسكار أحسن فيلم أجنبى والتى تغيب عنه المشاركة المصرية، والأفلام الأربعة هى «رأيت الشمس» من تركيا، و«عبيد لديونهم» من اليونان، و«الدوامة» من ليتوانيا، و«خطاب إلى الأب جاكوب» من فنلندا.